أثار كتاب الشعر الجاهلي ﻟ «طه حسين» موجة عاتية من النقد والجدال الذي أخذ عدة نواحي فكرية ودينية وأدبية، وتسببت بعض الأفكار الجامحة الواردة في الكتاب في اتهام مؤلفه بالكفر والزندقة، ولما كان منهج الأدباء والمفكرين في الرد على خصومهم يلجأ لمقارعة الحجة بالحجة، وعرض الحقائق والأفكار فقد انبرى عدة مفكرين كبار لتفنيد ما جاء بهذا الكتاب وكان «الرافعي» أبرزهم، حيث انتصر للدفاع عن تراثنا القديم كما بين بعض المغالطات التي ذكرها حسين، وقد ارتكز المؤلف في دفاعه على ذخيرته من الثقافة الإسلامية خاصةً آيات القرآن الكريم وتفسيره، فكان هذا الدفاع تحت راية القرآن العظيم
. توالت الاكتشافات العلمية الكبرى في القرون الأربعة الأخيرة؛ حيث فسرت الكثير من الظواهر الطبيعية، ونتج عن هذه الثورة العلمية أن وثق الناس أكثر في العلم، وبدءوا يتملمون ضد سلطات رجال الدين حتى وصل الأمر إلى أن رفض البعض الدين بالكلية، وأسقطوا العقائد الدينية مما ترك خواءً نفسيًّا وروحيًّا، وجعل الناس أكثر قلقًا تجاه قضايا الوجود وموقع الإنسان في هذا الكون وسبب وجوده. ويقوم العقاد في هذا الكتاب بتتبع النظريات والفروض العلمية كنظرية النشوء والارتقاء، وكشوف كوبرنيكوس، والقوانين العلمية المادية، كذلك أرَّقت مشكلة وجود الشر في العالم أذهان الفلاسفة. ويرى أن تلك النظريات والأفكار الفلسفية كانت سببًا في الإلحاد والإنكار؛ وذلك عندما اعتنقها البعض وجعلها بديلًا عن العقائد الدينية. ويقول العقاد: إن المائتي سنة القادمة ستكون كافية للفصل في أزمة العقيدة الحاضرة.
. أثَّرت الحضارة العربية في الحضارة الأوروبية بشكل كبير؛ حيث شمل تأثيرها جميع المجالات الروحية والمادية، فكانت أرض العرب مهدًا للرسالات السماوية الثلاث، وأيضًا حازت قصب السبق في تعليم العالم التدوين والصناعات السلمية والحربية، وعلوم الكيمياء والميكانيكا والفيزياء، كما قدمت للعالم الكثير في مجالات الطب؛ فكانت كُتب «الرازي» و«ابن سينا» هي المراجع المعتمدة لفترة طويلة بجامعات أوروبا. وامتدَّ التأثير العربي فشمل مجالات الفن والعمارة والموسيقى، كما امتدَّ إلى الأدب؛ فنجد أن القصة الأوروبية تأثرت بفنون المقامة العربية؛ لذلك يُقرر العقاد في هذا الكتاب أن أثر أوروبا الحديثة في النهضة العربية هو نوع من سداد الديون، من حضارة استفادت الكثير، إلى حضارة أنارت العالمَ وقتَ أن سادتْه الظلماتُ، مُختتمًا كتابه بالآية البليغة: «وتلك الأيام نُداولها بين الناس
يصل عدد أتباع الأديان الإبراهيمية الثلاثة (اليهودية والمسيحية والإسلام) بالإضافة للصابئة إلى أكثر من نصف سكان العالم، وهذه الأديان قد قررت مكانة نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام، واعتبرته أبا الأنبياء؛ فهو من أوائل الذين أُرسلوا برسالة التوحيد؛ ليَهْدوا البشر لعبادة إله واحد شرَع لهم ما لو أخذوا به لاستقامت حَيَواتُهم. وعلى الرغم من أن المصريين القدماء قد عرفوا نوعًا من التوحيد؛ هو توحيد آلهتهم في إله واحد رمزوا له بقرص الشمس، إلا أن ذلك التوحيد كان اجتهاديًّا، وليس بتوحيد يقوم على رسالة من السماء. والمتتبع لسيرة أبي الأنبياء إبراهيم سيجد الكثير من النصوص المقدسة التي أشارت لمكانته، وحكت قصة دعوته لقومه، فنَجِد ذِكْرَه في التوراة والإنجيل والقرآن العظيم. والكتاب التالي يقدم دراسة شاملة عن رؤية أهل الأديان السماوية لخليل الرحمن إبراهيم
ماجدولين هي التعريب الذي قدمه مصطفى لطفي المنفلوطي للرواية الرائعة تحت ظلال الزيزفون، والرواية تعالج الفكرة الأقدم والأعظم لدى الإنسان مذ عرف الأدب، فتدور حول حبِّ فتى وفتاةٍ لبعضهما حتى يكشف هذا الحبُّ ويفرق بينهما. والرواية إحدى الروايات التي تثير الشجن داخل القارئ أضاف إليها المنفلوطي من سحره العربي وجمال نثره فأضاء بها سماء الأدب لسنواتٍ وسنوات
. مجموعة من القصص المأساوية التي قدمها لنا المنفلوطي معًا، تفرد فيها بأسلوبه العبقري وأحاط فيها بكلِّ ما يمكن من جمال أدبٍّ وحسنِ بلاغةٍ وعفيف لفظ. ورغم ما تحمله القصص من حسن صياغةٍ في الأدب إلا أنها مأساوية بشكلٍ مذهل، تشعر فيها أن المنفلوطي يضرب أركان القلب بسياط القلم، ورغم أنك تنتقل من مأساة إلى أخرى إلا أنك لا تستطيع أن تنكر أو تخفي أن بين يديك كنزًا أدبيًا لا يبارى
مجموعة من المقالات الاجتماعية والسياسية والدينية، حرص «المنفلوطي» من خلالها على معالجة شئون المجتمع. فعلى الصعيد الاجتماعي — الذي استأثر بالقسم الأكبر من كتاباته — دعى للإصلاح، والتهذيب الخلقي، والتحلِّي بالفضائل، والذود عن الدين والوطن، ونادى بضرورة التحرر من الخرافات والجهل والخمول والكسل. كما خصَّ المرأة بمقالتين؛ أكد فيهما على مكانتها وأهمية دورها في الحياة. وفي المجال الديني؛ رثى لبُعد المسلمين عن دينهم، وعزا ضعفهم إلى البعد عنه. كما ثار على الخرافات التي ابتدعها المسلمون؛ مثل: تقديم النذور للأولياء، وبناء الأضرحة على القبور، وغيرها من الأمور التي ما أنزل الله بها من سلطان. وسياسيًّا تحدث عن القضية المصرية ووصف حال الأمة المصرية المنقسمة آنذاك، كما أشاد بالزعيم الوطني «سعد زغلول» واصفًا إياه بأنه «منقذ الأمة».
«المساكين» هو كتاب نثري صِيغَتْ صورُه من آلام النفس الإنسانية في صورة قصصية يرويها لنا الكاتب على لسان الشيخ علي شيخ المساكين، الذي يقصُّ مأساةَ الفقر والعَوَزِ الإنساني في رحاب قصصٍ تحمل الكثير من العِبَر والعِظات الدينية والاجتماعية. ويعرض الرافعي في هذا الكتاب فلسفة الفقر التي يصيغ تفاصيلها بواسطة أدواتٍ من البلاغة الأدبية التي عَهِدْناها منه؛ لأنه المبدع الذي ينظر إلى مأساة الفقر بنظرة الفيلسوف ومداد الأديب الذي يحوِّل مأساة الواقع إلى صورةٍ بلاغية تحوِّل الفقر إلى طاقة إبداعية، تضع الفقر في صفحاتٍ من الحكمة الفلسفية والبلاغة الأدبية
الشاعر بقلم مصطفى لطفي المنفلوطي ... هذه الرواية هي إحدى تعريبات المنفلوطي العبقرية، يتكلم فيها المنفلوطي عن معنى كلمة الحب عند "سيرانو دي بيرجراك" والذي قدام كلمة الحب كما خلقت لتكون. تدور أحداث الرواية حول البطل الذي أحبَّ ابنة عمه وكتمَ هذا الحبَّ في قلبه ولم يستطع أو يجد الفرصة كي يخرج هذا الحبَّ للنور، كأن المنفلوطي يريد أن يخبر المتحابين في كل التاريخ أن معنى الحبِّ أعظم وأشمل وأكمل من أن يكون مجرد كلمة.
سيَظلُّ حب الوطن من أسمى المعاني والقيم، والذي من أجله يُضحي الإنسان بكل غالٍ ونفيس. تدور أحداث الرواية حول ثورة «البلقان» ورفضهم الحكم العثماني في القرن الرابع عشر؛ فأعدت الدولة العثمانية جيوشها لكَبْح جِمَاح الثورة. وبينما يستعد الجيش البلقاني للدفاع عن استقلال شعبه يحاول والد «قسطنطين» خيانة وطنه من أجل زوجته وتعطشه للسلطة، ويدخل الابن والأب في نقاش يصور الصراع بين حب الوطن وحب الأسرة، غير أن «قسطنطين» لم يتردد طويلًا وانتصر لحب وطنه وقتل والده، ثم تأتي التضحية الأخيرة فيُضحي بنفسه، ويُساق إلى الإعدام دون أن يبوح بالسر؛ مفضلًا شرف أسرته عن شرفه الشخصي.
«إبليس» على وجه الأرض كان كُلَّ الخير! خيرٌ حين بدأ التمييز بين الخير والشر؛ حيث لم يكن بينهما تمييز قبل معرفة الشيطان بأفعاله، ووساوسه، وصفاته، وخفايا مقاصده الدنيئة. فنحن أمام دراسة وافية من الدراسات المتميزة حول «قوة الشر» منذ قديم الأزل إلى منتصف القرن العشرين؛ ماذا كان قبل الشيطان؟ ولماذا سقط الشيطان في غيابات الشر ودروبه؟ وكيف كان في الحضارات السابقة؟ وما نظرة الأديان الثلاثة إليه؟ وإلَامَ آلت الأحوال به في هذا العصر؟ تلك هي الأسئلة التي حاول العقاد أن يُجيب عليها في هذا الكتاب.
فتأكد بأن ما ستقرأه لن ينال على رضاك
فكلامي سيكون جارح
جارح جدا
جارح حد الطعن
جارح حد الادماء
جارح حد النزيف
ولن أكترث لنزيفك
سأستمتع بالنظر إليك وأنت في سكرات موتك وسأبتسم ابتسامة منتصر
ثم تأكد بأني سأمشي في جنازتك رافعا رأسي وبكل فخر
وأعدك بأني سأشارك في دفنك
ولن أدعوا الله بأن يغفر لك
تنفتح رواية الكاتب العراقي سنان انطون «وحدها شجرة الرمان» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) بسردية حكائية بسيطة تفاجئك احياناً بانعطافاتها إلى صور حلمية فنتازية، متقطّعة بحسب خطوات السيناريو السينمائي، على مشهديات الموت الذي يلتهم قلب بغداد المحتلة، والذي يظل ماثلاً امام ناظري جواد الذي يمتهن غسل الأموات وتكفينهم، بعد ان تعلّم أصول المهنة ومبادئها وأسرارها على يدي ابيه. وهي مهنة توارثتها العائلة منذ زمن بعيد. غسل الموتى هذا كان يجري قبل الاحتلال الأميركي للعراق على رسله وطبيعته المعتادة. وبوطأة الحرب الضروس، والاقتتال بين ابناء البلد الواحد جماعات وأفراداً، ازدادت وتيرة القتل ازدياداً ملحوظاً، واتخذ شكل الموت ضروباً مروعة من التمثيل بالجثث والتنكيل بها، طعناً وخنقاً وحرقاً وبقراً وتقطيعاً. وقد وصل الأمر بجواد انه تبلبل واحتار بكيفية غسل رأس مقطوع بلا جثة، وجسد قُطّع بمنشار كهربائي غسلاً طقوسياً يفترضه الشرع الإسلامي قبل الدفن.
يعدُّ هذا الكتاب من الكتب القيّمة في ميدان التربية الخاصة من حيث التناول في موضوعه وهو "الإدارة الفاعلة لمؤسسات الرعاية الإنسانية"، فكم من مؤسسة، أو هيئة، أو جمعية، أو منظمة معنية برعاية وتأهيل المعاقين كان أداؤها دون المتوقع! بالرغم من امتلاكها لميزانيات ضخمة، وطاقم فني محترف في عمله، إلّا أن عدم مواكبة الإدارة للممارسات العالمية الحديثة في مجال القيادة المؤسسية أدى إلى انخفاض ملحوظ في أداء تلك المؤسسات المعنية برعاية الأشخاص ذوي الإعاقة "أصْحَاب الهِمَم".