الإنسان القديم بداية الوجود وفجر التاريخ الأول عرف الطبيعة البكر التي كانت بالنسبة له مجهولا غامضايمور بالأخطار المحدقة عند غياب الشمس فعاش في هذا الغموض أحقابا عديدة متتالية حتى ألف المحيط حولهوبدأ يصوغه بلمسته الإنسانية الأولى مبتعدا عن الهمجية والمشاعية ومرتقيا الدرجة الأولى في سلم التطور الطبيعيمن هنا بدأت قصة الروح والوجود فقد جمع العقل البشري في بداياته معارف بدائية مكتسبةوجمع أيضا خبرات بسيطة من تجاربه اليومية التي كانت تهدف إلى البقا فقط وأصبحت الحياة العادية تجنح إلى الرقي والراحةفانتقل من العيش في عتمة الكهوف إلى العيش في الهوا الطلقوانقلب دوره من الهروب كفريسة للحيوانات التي شاركته الطبيعة إلى صيادومن صياد يلاحق الحيوانات إلى مرب لهاومن إنسان متنقل إلى إنسان مستقر قرب الأنهار والبحيرات الضخمة طمعا بالنباتات المتنوعة التي كانت بالنسبة له واحدة من مصادر القوة