في أحد أيام الربيع يهبط "دون جوان" في حديقة طباخ يدير مطعماً بالقرب من أطلال دير فرنسي، فتنشأ صدقة بين الاثنين، ويروي الرحالة المغامر في أمسيات السمر لصديقه حكاياته مع نساء، كل واحدة منهن ذات جمال لا يوصف.
ثمة شخصيات أدبية تولد ولا تموت. وعبر السنين تشهد هذه الشخصيات ولادات متعدد، فتكتسي في كل مرة شكلاً آخر وبعداً جديداً. ومن هذه الشخصيات "دون جوان" الي يعود إليه "بيتر هاندكه" في روايته هذه، ليثير أسئلة عديدة، ويقدم تأملاته عن الحب، وروحانية العشق، ومرور الزمن، محطماً الصورة الشائعة عن بطله، مقدماً واحدةً جديدة. مدعياً أن كل شخصيات دون جوان السابقة كانت مزيّفة، وأن "دون جوانه" هو الحقيقي والصادق.
من المتعارف عليه في روسيا، أن جميع القرارات يتخذها شخص واحد: فلاديمير بوتين. هذا صحيح جزئياً. في الحقيقة، جميع القرارات يتخذها بوتين. لكن بوتين ليس شخصاً واحداً. إنه عقل جمعي كبير. عشرات، بل ومئات من الناس يخمّنون يومياً ماهي القرارات التي يجب أن يتخذها بوتين. وفلاديمير بوتين نفسه يخمن طيلة الوقت، ما هي القرارات التي عليه اتخاذها، كي يكون ذا شعبية، كي يكون مفهوماً ويحظى بتأييد "فلاديمير بوتين الجمعي الكبير". إن هذه أسطورة مهمة جداً: أن كل شيء في روسيا متعلق ببوتين، ومن دونه سيتغير كل شيء وصورة بوتين الحالية - القيصر الروسي الرهيب - قد صيغت له، وغالباً من دون مشاركته: من قبل الحاشية، والشركاء الأجانب، والصحافيين. فلاديمير بوتين الجمعي هذا كان يشيد طيلة هذه السنوات ذكرياته، كي يثبت لنفسه أنه على حق. كي يقنع نفسه بأن أفعاله منطقية وأن لديه خطة واستراتيجية، وأنه لم يرتكب أخطاء، بل كان مضطراً إلى التصرف على هذا النحو، لأنه كان يصارع الأعداء، ويخوض حرباً قاسية ومستمرة. لهذا فإن كتابي هو تاريخ حرب متخيلة. حرب يُحظر عليها أن تنتهي، وإلا سنضطر إلى الاعتراف بأنها لم تكن موجودة أصلاً. نحن جميعاً اخترعنا لأنفسنا شخصية بوتين التي تروقنا. وعلى الأغلب، لن تكون الشخصية الأخيرة.
أنا القهوة كما سماني أجدادك تظن أنك تعرفني لأنك تشربني كل شمس لا أكبر من جهلك إلا ثقتك لقرون وأنا أنصت لهمومك واعتراضاتك وسذاجتك عليك أن تكف الثرثرة وتخشع لتاريخي تاريخي القصير المتشابك هو تاريخك أنت نحن جديلتان في ضفيرة أنت الخر مجرد قهوة توأمان ولدنا معا في إفريقيا انقسمنا إلى سلالات ساحت في القارات تحضرنا في بلاد العرب تعولمنا في بلاد الغرب هذا كتابي المرقوم لا يغادر صغيرة ولا كبيرة هو كتابك أنت نبذه عن الكتاب يا بن اخرج وقد وقع أجرك على السما هاجر إلى الأحقاف وصالح وهود فإن ضاق عليك سواد الحبشة وسعتك حنطة العرب عبر مئات السنين ارتبطت القهوة بالصفا والتجلي وتسللت إلى زوايا وتكايا القرا والعباد والنساك ثم أخذت سمرتها تتوحد مع محابر الكتب كأن دمها انسكب على الورق فتشكل حروفا وكلمات وجملا وهكذا التقت القهوة بالكتاب فتلفا وتنسا واشتبكا اشتباك عاشقين ثم ما لبثا أن أصبحا متلازمين لا يكاد يذكر أحدهما إلا والخر معه وبعد مئات السنين يقرر عبد الكريم الشطي أن يتتبع خطوات حبات البن خطوة خطوة ويكتب سيرتها يوما يوما ليدون لنا سفر القهوة
كنت سأبقي لو أنني سمعت في صوتك نبرة حزن علي فراقي لو أنني سمعت خلف وداعك صوت يهمس لي بالبقاء كنت سأبقي لو أنني رأيت في عينك التي احب نظرة اشتياق نظرة حب وندم كنت سأحارب العالم بأكملة وعائلتي والعادات والتقاليد في سبيلك ولكن سمعت كل اسباب تكفي لأن اذهب بلا عودة