روفينا والأسد بقلم جيسي بيرتون ... ليس لكلٍّ منا أن يحظى بالمرامِ الذي يستحقه، فرُبَّ لحظاتٍ – وما أكثرَها – قد تنحرِفُ حياتنا عن مسارها، بمحضِ مصادفةٍ تخوض فيها حديثًا مع غريبٍ على متن سفينةٍ من السفن، فمَن هذا الذي قد يكتب إليك رسالةً أو يختارك ليدليَ أمامك باعترافاته دون سببٍ وجيهٍ؟ لقد علمتْني الحياةُ أن على المرء أن يكون مستعداً لاستثمار ما بيده من أوراقٍ في لحظةٍ لا بدَّ للحظِّ فيها أن يحالفه.
نيلا براندت، فتاة في الثامنة عشر من عمرها، تطأ أمستردام لأول مرة إلى منزل زوجها يوهانس. ولأول وهلة لا يبدو الجو مُرحِّبا، فشقيقة زوجها صارمة، والخادمة كورنيليا ساخرة وجريئة أكثر ما اعتادت نيلا في منزلها بريف أسدلفت. أما الخادم أوتو فهو لغز خاص، أفريقي اللون، أمستردامي الطابع.
كلما حاولت نيلا الالتقاء بزوجها، يتفلَّت منها مثل الزئبق متذرِّعا بأسفاره وعمله، لكنه يفاجئها في يوم من الأيام بهدية زفاف، هي بيت دمى يطابق في وصفه منزلهم الضخم الفخيم، تعتبرها نيلا استهزاء بها، لكنها تقرر التمرد واستئجار صانع دمى لتأثيث بيتها الجديد.
تبدأ المنحوتات تصلها، تماما كما طلبت بحرفية بارعة، لكن الأمر لا يتوقف عن هذا الحد، بل يتجاوز صانع الدمى ويرسل إليها بمنحوتات لم تطلبها، منحوتات تحمل رسائل ومغزى، منحوتات تحمل صندوقا أسود من أسرار ذلك المنزل الغامض.
لم يعد صانع الدمى مجرد حرفي، ولا منحوتاته مجرد دمى، بل هو نبي وتلك آياته. تتشبث به نيلا لإنقاذها، لكنها تجد يديها وقد أمسكتا بالفراغ.