تحت سقف نزلٍ متواضعٍ في حيٍّ فقيرٍ في العاصمة التشيليّة، تلتقي مجموعة غرائبيّة من النزلاء، بينهم عمّالٌ، ونقابيّون، وطلّابٌ، وشرطة مرور، وفنّانون استعراضيّون؛ ليشهدوا جميعاً الأيّام الأخيرة من حكم الاتّحاد الشعبي برئاسة سلفادور ألليندي، قبل وقوع الانقلاب الدموي الذي قاده الجنرال بينوشيه وغيّر تاريخ تشيلي إلى الأبد. هكذا يتحوّل هذا النّزل إلى ما يشبه غرفة العمليّات التي يحاول من خلالها بعض اليساريّين التشيليّين حماية الحكومة الاشتراكيّة، والوقوف في وجه الفاشيّة. وبين هؤلاء جميعاً، يحاول أرتورو، لاعب الكرة، المتبجّح والبتول، القادم من الجنوب إلى العاصمة، والمثقل بأحلام الشهرة والرغبات غير المشبعة، اكتشاف نفسه وتحديد موقفه من كل ما يحصل حوله.
"حلمت أنّ الثلج يحترق" هي أولى روايات الكاتب التشيلي أنطونيو سكارميتا، وإحدى أهم أعماله. فيها يؤسّس لملامح أسلوبٍ خاصٍّ متنوّعٍ على صعيد الإيقاعات وتقنيّات السرد، يمتزج فيه الخيال مع الواقع، وتخفّف فيه الفكاهة الساخرة من قسوة الأحداث الدراميّة؛ فالكتاب بمنزلة وثيقةٍ حيّةٍ للحوارات، والصراعات، والمزاج الشعبي الذي ساد تشيلي في أكثر لحظات تاريخيها مفصليّة.
عندما نزل جاك من القطار حاملاً شهادته من معهد إعداد المدرسين، صعد والده إلى القطار نفسه، واختفى.
مسكوناً بهجران والده له، يمضي يومه مدرِّساً في قريته الصغيرة صباحاً، ونديماً لطحَّان القرية في الأمسيات، محاولاً أن يعرف منه سرَّ اختفاء أبيه.
يشجِّعه الطحَّان على مشاركته في مغامرة تخرجه من عالمه الصغير إلى ماخور المدينة المجاورة، ويحاول تلميذه المفضَّل مشاركته هذه الرحلة السرِّية.
مع الشاب الباحث عن أبيه، والمراهق الباحث عن رحلة البلوغ، والعلاقات الصغيرة المعقدة لسكان قرية صغيرة، يأخذنا سكارميتا في رحلة عذبة عن الفقدان والنضج والمغفرة.