كالعادة يقدم لنا دوستويفسكي في رواية المثل صورة أخرى من صور النفس الإنسانية إن جوليادكين إنسان مزدوج الشخصية فمن ره من الخارج سماه مجنونا وكفى أما دوستويفسكي فإنه يراه من الداخل ويعيش معه تجربته النفسية وهو لذلك لا يكاد يضحك عليه بل على العكس إنه يبرز جانب المأساة في حياة إنسان يتعذب لا عن ظلم اجتماعي فحسب بل عن مرض نفسي قد يتصل بالظلم الاجتماعي فمن لم يكن قادرا بحد أدنى من تجربة شخصية على أن يرى ما يراه دوستويفسكي في بطله من الداخل لن يستطيع أن يعرف كل العمق النفسي في تصويره شخصية هذا البطل بالعين البصيرة والريشة البارعة وفي قصة أليمة نرى نقدا بل تهكما لاذعا على البيروقراطية الروسية أثنا الإصلاحات الكبرى في عهد ألكسندر الثاني فقد وجد في ذلك الزمان جيل من رجال جدد رجال مثاليين يدعون إلى الإصلاحات الليبرالية ولكن دوستويفسكي يصف لنا في هذه القصة التمزق المضحك الذي يعتمل في نفوس أمثال هؤلا الرجال ويكشف عن النقص في عزيمة البيروقراطيين الذين ينتمون إلى هذا النظام الجديد ويتخذ دوستويفسكي من الموظف الكبير الجنرال مدني برالنسكي نموذجا لهؤلا إن برالنسكي رجل طموح يتحمس لتيار النهضة الاجتماعية الذي كان يهز نفوس الناس في ذلك العصر فهو يعد نفسه ليبراليا ويتكلم بفصاحة وبلاغة عن الرا الجديدة ويدعو إلى النزعة الإنسانية وينادي بحسن معاملة المرؤوسين لكن النتيجة تأتي عكس ذلك ويتكشف أن ليبراليته لم تكن إلا نزوة عابرة
صاحب الظل الطويل أو أبي طويل الساقين هي رواية للكاتبة الأمريكية جين ويبستر تدور أحداث القصة حول فتاة يتيمة اسمها جودي أبوت التي تحصل على منحة للدراسة في مدرسة لينكولن الثانوية من قبل شخص لا تعرفه اسمه المستعار هو جون سميث وقد ابتكرت له اسم صاحب الظل الطويل فهي لم تستطع أن تراه وتشكره فقط رأت ظله الطويل المقابل الوحيد الذي اشترطه سميث على جودي مقابل المنحة هو أن تقوم بمراسلته مرة واحدة كل شهر بدون أن تتوقع ردا منه على رسائلها بالضرورة القصة تروي تفاصيل ثلاث سنوات من حياة جودي ابتدا من مغادرتها لدار الأيتام وحتى تخرجها من المدرسة الثانوية وتدور القصة حول شخصيات الرواية الأهم جودي أبوت وهي فتاة ذكية ومرحة توفي والداها عندما كانت طفلة صغيرة ونشأت في دار للأيتام حيث طورت موهبتها في الكتابة أحد مقالاتها تلفت انتباه جون سميث صاحب السيقان الطويلة وتؤدي إلى حصولها منه على منحة إلى مدرسة لينكولن الثانوية حيث تتعرف هناك على صديقتيها سالي ماكبرايد وجوليا بندلتون
ت السيدة ريتشيل ليند تسكن حيث ينحدر طريق قرية أفونليا الرئيس نحو الغور الصغير الذي تحفه الأعشاب الحرجية والعرائش ويقطعه جدول ينبع من الغابة التي يقع فيها منزل ل كثبيرت القديم جدول اشتهر أنه كان في باكورة جريانه جدولا غنيا متدفقا في تلك الغابات التي تحتفظ بأسرار المستنقعات والشلالات لكنه مع الوقت الذي وصل فيه إلى غور ليند تحول إلى غدير صغير ساكن ومطواع إذ حتى الجدول لا يستطيع المرور من أمام بيت السيدة ريتشيل ليند دون أن يأخذ لياقته واحتشامه بعين الاعتبار ولعله ساعة جريانه هناك شعر بأن السيدة ريتشيل كانت تداوم على الجلوس قرب نافذتها مسلطة عينا حادة على كل ما يمر أمامها بدا من الجداول والأطفال إلى ما يتجاوزهم وأنها عند ملاحظتها حدثا غريبا أو شيئا في غير موضعه فلن تعرف طعما للراحة إلا بعد أن تتحزى أسباب ومسببات ما يجريلاشك أن هناك وفرة من الناس في أفونليا وخارجها ممن يستطيعون عن طريق إهمالهم لشؤونهم الخاصة مراقبة شؤون جيرانهم عن كثب لكن السيدة ريتشيل ليند كانت واحدة من تلك المخلوقات القديرة التي تستطيع تدبر شؤونها الخاصة وشؤون بقية القوم في وقت واحد كانت ربة منزل ماهرة قادرة على إنجاز عملها دائما وعلى إنجازه بإتقان وكانت تشرف على حلقة الخياطة كما كانت تعتبر الدعامة الأقوى لجمعية خيرية ومع ذلك كثيرا ما وجدت السيدة ريتشيل متسعا من الوقت لتجلس لساعات أمام نافذة مطبخها تحيك أغطية اللحف القطنية التي حاكت منها ستة عشر غطا كما كانت ربات بيوت أفونليا تردد بأصوات يشوبها الهلع بينما تسلط في نفس الوقت عينا ثاقبة على الطريق الرئيسي الذي يشق الغور صعودا نحو الهضبة الحمرا بعد الغوروبما أن أفونليا كانت تقع في شبه جزيرة صغيرة مثلثة تشرف على خليج سانت لورانس ويحيط الما جانبين من جوانيها فإنه كان لزاما على أي شخص يغادرها أو يقدم إليها أن يسلك طريق تلك الهضبة متبوعا بعيني السيدة ريتشيل الناقدتين اللتين لا تغفلان شاردةجلست السيدة ريتشيل في عصريوم من أوائل أيام شهر حزيران أمام نافذتها وقد انسابت أشعة الشمس عبر النافذة دافئة وساطعة وتألق بستان الغور الذي يشرف عليه المنزل محتفلا بعرس براعمه ذات البياض المورد والتي همهمت فوقها أفواج من النحل في تلك الأثنا كان توماس ليند الرجل المتواضع الذي يدعوه أهالي أفونليا زوج ريتشيل ليند يبذر بذور موسم اللفت الأخير في حقل التلة خلف البيدر وكان من المفترض أن يكون ماثيو كثبيرت أيضا يبذر بذوره في حقل الجدول الأحمر الكبير بعيدا إلى الأعلى عند المرتفعات الخضرا
ورا الباب و الدريشة يحدث ليس فقط ما لا نرى وإنما أيضا ما لا نتصور أو نتخيل أو نظن لا تغمضوا العيون ولا تدفنوا الرؤوس فما يحدث في الواجهة ليس حقيقتنا وليس حقيقة مجتمعنا ببساطة ما يحدث خلف هذه الأبواب هو الحقيقة
بدأت بدراجة وانتهت بالزواج تدور أحداث الرواية حول صديقين مطر و حمد الذي يصغره عمرا ويرغب في منافسته وامتلاك كل ما يملك فبدأ بدراجته وانتهى بــ مريم التي ظنها على وشك الزواج به وتغوص الكاتبة في أغوار النفس البشريةوتصف مشاعرها بكل دقة من خلال أبطال روايتها كما تتعرض لظاهرة عمت بعض المجتمعات الن وهي ظاهرة المحلل بكل جوانبها وما فيها من فساد وضياع لكل الأطراف
رواية ممتعة عن عائلتين إحداهما عن الأخرى أجبرتا على قضا عطلة نهاية أسبوع طويلة معا وسلكت الأمور منحى فظيعا عمل أدبي شائق مثير واستفزازي بشأن العالم الذي نعيش فيه الن ويتوافق بشدة مع تعقيدات
نبذة الناشر مرة أخرى يدخل دوستويفسكي عالم ملؤه المشاعر بكل أنواعها فهنا نجد الحالات القصوى من الحب والعطف والشفقة والمواقف النبيلة والإستعداد غير المحدود للتضحية كما نجد الشر والظلم والكراهية والقسوة والتجبر والكبريا الذي يؤدي إلى التصرفات الغبيةفي هذه الرواية يقدم دوستويفسكي رؤيته لما في الحب الجارف من التباس وتناقضات بل من ذل وكيف أن هذا الحب وهذا هو حال ناتاشا التي منحت قلبها وهجرت أهلها مضحية بكل حين يكون متطرفا يدفع فيه الطرف الضعيف ثمنا غاليا شي من دون تردد فكانت مضطرة إلى تحمل تبعات هذا الحب ومواجهة الشر الذي يمثله الأمير والد محبوبها أليوشا والتغاضي عن ضعف حبيبها الطفولي وإنقياده لأهوائه وحتى تقبل حبه لامرأة أخرى إضافة إلى النماذج العجيبة لشخصيات الرواية وعوالمها الغريبة فإن ما يجعل القارئ ينشد للرواية ويتابعها بشغف هي قصة الفتاة نللي ابنة الظلم والمعاناة والتي تحولت إلى متسولة في طفولتها حتى لا تخالف وصية أمها التي أوصتها وهي على فراش الموت بألا تذهب إلى الأغنيا حتى لا تفقد كرامتها يقول جورج هالداس عن الرواية إنها مدخل جيد إلى متاهة دوستويفسكي التي تشكل رواية مذلون مهانون المرحلة الأولى منها إن ترجمة الدكتور سامي الدروبي ليست مجرد نقل نص إلى العربية بل هي إبداع مترجم عشق أعمال دوستويفسكي فنقل لنا ترجمة مبدعة أقر قرا دوستويفسكي بالعربية بأنها لا تضاهى
فجأة لمحت امرأة تشبه مستورة ووجدتني أتسال أين ذهبت ولماذا تصر زوجتي على استرجاعها هل لأنها نشيطة ونظيفة فحسـب أم لأن المرأة لا تحتمل أن تغدر بها امرأة أخرى دون أن تعرف السبب وسرعان ما نسيت
شكلت رواية قرية ستيبانتشيكوفو وسكانها عودة دوستويفسكي إلى الحياة الأدبية الروسية بعد قضا عشر سنوات في سجن الأشغال الشاقة والمنفى يصف هذا العمل الذي تتخلله دراما نفسية ومؤامرات واحتيالات دنيئة حياة هؤلا الأرستقراطيين الريفيين الذين يرثون قرية بكاملها ومن ثم يمتلكون النفوس التي تتألف منها نجد هناك الأشخاص العابرين الطفيليين خدم المنزل الأسرة الأم المستبدة والمدعي الثقافة والزائف الحماس الديني الذي يسيطر شيئا فشيئا على هؤلا الأشخاص ويكشف لنا أنانية وظلم ووصولية مجتمع اللامساواة والمظاهر الكاذبة التي كان عليها المجتمع الروسي إبان القرن التاسع عشر إنه نص حكائي ذكي متقن ذو حبكة مدهشة يتسم بوصف دقيق ولماح للطبيعة البشرية هذا الوصف الذي ميز وخلد أعمال هذا الكاتب العظيم التي ما زالت تقرأ وتقرأ إلى يومنا هذا
يدهشني أن تتغنوا بأنكم أضياف في هذه الأرض ثم تسنون العرف الذي لا يجيز إجارة غريب لأمد زاد عن الأربعين يوما إبتسم الزعيم قبل أن يقول نحن لا نكتفي بأن نتغنى بأننا أضياف في هذه الأرض بل نتباهى بأننا أضياف هل قلت أضياف الحق أننا لسنا أضيافا وحسب ولكننا أغراب أغراب مثلنا مثل السيدة المهيبة التي تواجهني الن ومثل الرهط الجليل الذي أقبل علينا في ركابها لأن يقيننا يقول أن كل إنسان وجد نفسه في أرض هو غريب في هذه الأرض وأن يكون غريباص يعني أنه مكبل بداب الضيافة التي توجب الإعتراف بعرف الأرض وعدم المساس بما حرمه الأهل الذين سبقونا إلى هذه الأرض
سيرة دوستويفسكي مروية عبر سؤال ورسائل في أول وأوسع كشف بالعربية عن الحياة الشخصية لأحد أعظم وأعمق من كتب الرواية دشنت دار سؤال لبنان بيروت كتاب الرسائل لفيودور دوستويفسكي وتراهن الدار على هذا المشروع لإثرا المكتبة العربية بقسط وافر ومهم