الكبش ***
*وكأنها السيمفونية الخامسة لبيتهوفن "ضربة قدر" نتلقاها فتجعلنا نفيق من غفوة إرادية وإغماءة لا إرادية.
فحين نقرأ "الكبش" لأنور الخطيب؛ نُدرك أن الذاكرة التي لا تحمل بعضاً من إبداعات ذلك الرجل ذاكرة شوهاء.. حق لها أن تتوارى خجلاً أو تغدو هباءً مَنثوراً.
يتلبَّسنا العجب ونحن نُسائل المؤلف: أي خيال يجتاحُك ويَعصف بخلجات دماغك حين تتأنق بريشةٍ لتخُط بل وترسم بها رواية تجمع بين السيريالية والتجريدية والفانتازيا.. والواقعية؟!
* بخيالٍ آسِر امتطينا معك الماء، وتأكدنا أن الوهم هو الحقيقة الآكِدة التي نمارسها بجدارة وامتياز.
* الرواية لوحة أو جوقة تعزف عزفاً سيمفونياً واحداً فائق الروعة، وكل عازف على حِداً يُبدي مهارتَه الخاصة على آلته.. ثم يأتي المايسترو بعصاه ليجمعَ الكل في نسقٍ موسيقيٍ واحدٍ.. فيربط كل خيوط الرواية، ليتركك في حالة من الصدمة المُدهِشة أو قُلْ المجنونة.
* يصطحِب الخطيب عالَم الحيوان بروعته و"إنسانيته" الراقية.. عازفاً عن عالَم البشر بكل وضاعته ووحشيته ولن أقول حيوانيته.. فالحيوان غدا أرقى منَّا.
* الدهشة بامتياز ترافقُك من بداية العنوان اللافِت والمُثير للأسئلة، حتى وأنت تغلق الدَّفة الثانية للكتاب مُعلناً انتهاء القراءة.. فإذ بك تكتشفُ أن فاهَكَ مازال فاغِراً من الدهشة والذهول.. وربما نظلُّ على رصيف الدهشة تلك إلى أن يُتحفَنا بإصدارِه الجديد.