وفي هذا الكتاب سنحاول التطرق إلى مجتمع المعرفة من خلال ثلاثة فضاءات رئيسية، وهي العربي، والخليجي، والإماراتي، معتمدين على البيانات والأرقام الدالة على تطور هذه الفضاءات نحو المجتمع المعرفي، من دون أن ندعي إلماماً شاملاً بكل مناحيها، فهذا الأمر يتطلب دراسات مستفيضة وأكثر تخصصية، لكننا نسعى إلى تأكيد مسألة مهمة، وهي أن التحول نحو مجتمع المعرفة لم يعد ترفاً فكرياً، وإنما حاجة ملحة، تتطلب المزيد من الخطط والبرامج والمؤسسات والكفاءات والمهارات.
كما نظهر في مسعانا هذا موقع دولة الإمارات العربية المتحدة في سعيها نحو مجتمع المعرفة، عبر العديد من المؤشرات، والتي تؤكد على الجهد الكبير الذي بذلته القيادة السياسية نحو تطوير مختلف البنى، من أجل توفير إمكانات التحول نحو مجتمع المعرفة، وهو ما يعكس برأينا الرؤية الاستراتيجية للدولة تجاه الضرورات التي تمليها عمليات التحول الاقتصادي إلى اقتصاد المعرفة.