تصدم عربةُ "دينغو"، محرّك الدمى، طفلاً صغيراً أثناء مرورها بقرية أرتميلا، القرية البائسة التي هرب منها قبل سنوات ملتحقاً بفرقة من البهلوانيين، طامحاً في أن يجعل حياتها كلّها مهرجاناً مستمراً. فيلجأ إلى صديقه القديم "خوان مديناو" لمساعدته في ورطته هذه، غير أنّ اتصاله بسيّد القرية، سيوقظ في الأخير تفاصيل الماضي المؤلم، وسيبدأ معها رحلة لا هوادة فيها عبر الذاكرة، مسترجعاً علاقته بوالده، وانتحار أمّه، ومزيج الحقد والحبّ الذي شعر به تجاه أخيه غير الشقيق.
في هذه الرواية الصغيرة الحجم، ولكن كبيرة الأثر، تتمكّن "آنا ماريا ماتوته" من النبش في أعماق شخصياتها، باحثةً عما تتركه الطفولة من ندوبٍ غائرة في نفوسهم، كاشفةً ببصيرةٍ ثاقبة وحساسيةٍ عالية عن أعقد المشاعر الإنسانية وأكثرها عمقاً، في سردٍ كثيف يفسح المجال لمشاعر الدونية والخوف والعزلة والكراهية أن تروي حكايتها هي أيضاً.