يقرّر "مانويل" بعد عودته إلى الجزيرة التنقيبَ في الماضي لاستعادة تفاصيل مقتل الرجل الذي تبنّاه، كما يحاول التعرّف أكثر على زوجة "خثا"، ذلك الرجل الغامض الذي لم يلتقه إلا لماماً، لكنه ترك أثراً كبيراً في داخله. فـ"خِثا" الرجل الغائب، هو الأكثر حضوراً في الرواية، وحضوره هذا سيقلب مصير حياة شخصياتها، وبضمنهم امرأته، التي تركت إلى غير رجعة حياتها السابقة، ومضت تعيد اكتشاف نفسها بعد لقائها به.
تعمد "آنا ماريا ماتوته" في رواية "الجنود يبكون ليلاً" إلى تجريب أساليب سردية جديدة قوامها خلط أصوات الرواة ليبدو كلام الشخصيات كلّها بصورة أو بأخرى حواراً متصلاً واحداً. ستبقى أطياف شخصيات هذه الرواية الكثيفة وشديدة الحساسية والرقة تلاحق القارئ وتحفّزه على إعادة قراءة الكتاب الذي انتهى قبل أوانه تاركاً الكثير من الأسئلة المعلّقة.