يوجّه هذا الكتاب نقداً لاذعاً للمنظومة التشريعيّة والسياسيّة لدول المشرق العربيّ، التي تنتهك الصكوك الدوليّة لحقوق الإنسان، ما ينالُ -على نحوٍ خاصٍّ- من حقوق النساء، لا سيّما غير المسلمات اللاتي يتعرّضن للتمييز على أساس الجنس، وعلى أساس الدين.
عبر دراسةٍ قانونيّةٍ مفصّلةٍ، يرصد د. نائل جرجس التأثير المسيحيّ للمنظومة الاجتماعيّة والقانونيّة على حقوق المرأة المسيحيّة، والتأثير الإسلاميّ على حقوقها أيضاً، مضيئاً على الكثير من القضايا التي تنتقص من تلك الحقوق، بما في ذلك: حرمانها من الميراث، ومن حضانة أطفالها، ومن منحها الجنسيّة لهم، وإلزامها بالطاعة والخضوع للرجُل الذي تكون له الأولويّة في الولاية على الأولاد. كما تمتاز الدراسة بمقارنتها بين أوضاع النساء المسيحيّات من الناحية القانونيّة في عدّة دول مشرقيّة، مع تسليط الضوء على التعارض مع الشرعة الدوليّة لحقوق الإنسان.
وبهذا يعدّ الكتاب الذي بين أيدينا بحثاً قانونيّاً معمّقاً يكشف المظالم التي تحيق بالمرأة المشرقيّة عموماً، والمرأة التي تدين بالمسيحيّة، أو تتبعها بصورةٍ خاصّة، ما يرشدنا إلى أوجه الإصلاح التشريعي للإسهام في بناء دول القانون والمواطنة التي تعامل مواطنيها على قدم المساواة.