اقتحم مصطلح "تمكين المرأة" الأدبيّات البحثيّة، والتقارير الصادرة عن منظّمات المجتمع المدني في المنطقة العربيّة، بدون تمهيدٍ كافٍ لهذا المصطلح، وأبعاده، ومؤشّراته، وأساليب قياسه، خاصّةً بالنظر إلى الخصوصيّات الجغرافيّة والثقافيّة، والظرف التاريخي المختلف للنساء بين بلدٍ وآخر: فتمكين المرأة في بلجيكا، أو إكوادور لا يشبه تمكينها في سوريا.
وهذا تحديداً ما يسوّغ الاهتمام بنشر "الدليل المنهجي لتمكين المرأة"، الذي أعدّه فريق العمل في مشروع "الجندر ومؤشّراته"، بإدارة لجنة المرأة والتنمية التابعة للإدارة العامّة للإنماء التعاوني (DGCD) في بلجيكا.
فعوضاً عن اعتماد قالبٍ ثابتٍ يُطبّق على النساء جميعهنّ، يراعي هذا الدليل الخصوصيّات الثقافيّة لكل مجتمع، ويقترح منهجيّةً مرنةً تتيح صياغة مؤشّراتٍ خاصّةٍ بالتمكين.
فالتمكين، وفق كلمات معدّي هذا الدليل: "لا يستند إلى عمليّة تطوّرٍ أفقيٍّ، أو قيمٍ ثابتةٍ في المجتمع، إنّما هو عمليّةٌ تراكميّةٌ تبنى على أنشطة الحركات النسائيّة، وكذلك الحركات المختلطة".
بهذا يستكشف هذا الدليل علاقة مفهوم التمكين بمصطلحاتٍ أُخرى ذات صلةٍ، مثل: السُّلطة، وتوزيع المسؤوليّات، وبناء الهويّة.