كتاب أربعون للكاتب السعودي أحمد الشقيري ألّفه في أثناء خلوته لمدة أربعين يوماً في جزيرة نائية بعيداً عن الناس، وعن شواغل التكنولوجيا وملهيات الحياة. صدر عام 2018م عن دار الشروق في 267 صفحة. ويتحدث أحمد الشقيري عن خواطر وتجارب حدثت له في حياته وما الذي استفاد منها.
الرواية تزيد من قدرتك التعبيرية، والأهم أنها تجعلك تنظر للأمور من وجهة نظر مختلفة》؛ رواية (ص.ب: 1003) تعود بنا إلى رسائل البريد والمراسلة الورقية؛ فتتناول قضايا اجتماعية من وجهات نظر مختلفة وتنقل التحولات التي شهدتها دولة الإمارات في الثمانينات::يبدأ سلطان العميمي روايته بعد الإهداء بالدخول في مشاعر عليا وهي تنتظر رسالة؛ ليسحب القارئ بجعل صندوق البريد يتكلم ويتابع بمبنى البريد كذلك وهو يصف الزمان والمكان الذي يتواجد فيه، ويكمل كيس أسرار الذي يحوي رسائل الناس الكلام؛ فيقرّب القارئ أكثر من البعد الذي يرسمه الكاتب ويدخله في القصة.
لتتوالى الشخصيات وتتصاعد الأحداث؛ فتبادر عليا بمراسلة عيسى، وينتحل موظف البريد مكان عيسى لأنه توفي مع صوت استدراج الشيطان لكليهما؛ فيشدها اسمه ويذكرها بابن جارهم في الطفولة؛ لترسل له في صفحة التعارف أما موظف البريد الذي عليه أن يرجع الرسائل لها ويبلغها أن الذي ترسل له قد توفي؛ فيستدرجه الشيطان بحجة الرفق بقلبها والرغبة في تغيير نظرتها للرجل.
يلح على كلمة (الأسرار) التي ارتبطت برسائل الشخص الذي توفي (عيسى) ليجدها في ملفه المحفوظ في مكتبه؛ فهو من هواة جمع الطوابع والتعارف والمراسلة، وتبدأ الأسرار تتطرق إلى قضايا مهمة في المراسلة بين عيسى وعليا؛ نحو دراسة المرأة لوحدها في الخارج ومفهوم الصداقة وأهمية القراءة وعمل المرأة وأهمية النظر للجوهر أكثر من المظهر.
ليتابع يوسف (موظف البريد) المراسلة باسم عيسى وتتوالى القضايا في النقاش بين الطرفين نحو القراءة وقضية المؤامرة ومفهوم الأخلاق وارتباط ذلك بالمجتمع والثقافة، وبموافقة عليا أخيرًا لقاء عيسى وجهًا لوجه تظهر الصدمة على الوجوه؛ فعيسى الذي قابلها لا يشبه الصورة في المجلة وصورة عليا في مخيلته لا تشبه صورتها في الواقع؛ ليتجلى التساؤل والشك أكثر بكم الكذب الذي كان في قصتهما؟
هذه الرواية تدور احداثها في ستينيات القرن العشرين، حيث ترصد رحلة الطبيب "ناجى"، اليهودى الاخير الذي يرفض ان يترك العراق بعد تعرض اليهود لمضايقات واحداث عنف راح ضحيتها كثير منهم، ففرو - فى هجرة جماعية - الى اسرائيل واروبا، ورغم اصرار "ناجى" على البقاء، الا انه يصبح هدفا للمتصرف، الذي يتهمه بتأليب الفلاحين ضد الحكومة، لتبدأ رحلة الطبيب اليهودى، تلك الرحلة التى تضع النهاية لكوابيس الليل التى طالما قضت مضجعه.
تروي إيمان حمد قصة حب لم تكتمل، والضحية هذه المرّة على غير العادة هو الرجل، فكيف استطاعت المرأة/الكاتبة أن تكون هي من يفتح مغاليق الرجل وصندوقه السري المُحكم، هو بالضبط ما سنعثر عليه في هذا العمل المختلف والمؤتلف في خطابه ومضمونه. وفي هذه الرواية تتخذ "إيمان حمد" من الخطاب الموجه إلى حبيب سابق تقنية تغلف بها أحداث روايتها، فتقوم على جدلية المتكلم - المخاطب الذي تحكي فيه حكاية "عبد العزيز" بطل الرواية وراويها، ثم جدلية المتكلم - الغائب حين تحكي حكاية "عنود" الفتاة المراهقة التي خذلت حبيبها عند أول فرصة للزواج، وبدأت في بناء عالمها الخاص بمعزل عن قوانين الحب ونواميسه. وهنا يثور السؤال هل أرادت الكاتبة تقديم أنوثة متمردة أم ذكورة مغايرة للعلاقة بين الرجل والمرأة وأي رسالة أرادت البعث بها إلى العاشقين؟ وإن بلغة شاعرية بامتياز، تجد ضالتها في المفردة السهلة الممتنعة، الدالة على روح المعنى؛ والتي تبلغ شأوها باستعارات جميلة تتجه نحو الرومانسية المطلقة، فإذا بعشاقها غير كل العاشقين، وروايتها غير كل الروايات. نقرأ منها:
"عندما تضيق بي الدنيا لا أريد سوى صوتها، وأحبها عندما تشعر من صوتي أن ثمة خطب ما، رغم أنها لم تسعدني بل زادت بخذلاني، إلا أن حُبها لم يمت بداخلي، لم يُهمل، لم يُهمش! علِمَت بأني أحبها فتركتني للأوجاع، تركتني أصارع النزف الذي زرعته فيّ، جلستُ وحيداً مع الشرخ الذي أحدثته، أردتها أن تُضمده فلا مُجيب لندائي".