نا هنا لأنني لم أعرف مكانًا آخر يمكنني أن أختبئ فيه! بعد أن قتلتُ زوجتي هربتُ، وظللت أجري حتى اختبأت في سفينة كنت أعتقد أنها مهجورة. كان الميناء مشغولًا بحريق ضخم، فتسللت ونمت، ثم استيقظت على آلام رطوبة شديدة في رقبتي لم تغادرها حتى اليوم. كنا في عرض البحر، وعرفت أن الوجهة نيكاراجوا من طبَّاخ السفينة الذي تعاطف مع قصتي فسمح لي أن أختبئ في غرفته، وكان يُقدِّم لي سرًّا الطعامَ والسجائرَ والخمورَ التي ساعدتني في كيّ جراح روحي. لا أعرف لماذا قتلتُ هذه المرأة التي حاربتُ الجميع من أجلها. قال أبي: «ستقضي عليك»، فقاطعته، وهربت معها إلى مدينتها البعيدة، وأعدنا تشغيل مطعم عائلتها القديم. كانت ماهرة في طهي الأسماك، وكنت ماهرًا في الحسابات، وتدليك ساقيها كل مساء بزيت اللافندر. كان رجال المدينة يلتفون حول موائد الطعام، يتغزلون في سيقانها اللامعة، فعلها أحدهم أمامي وقال: "نحسدك". ثم رأيته من بعيد يحك ذراعه بها. وأزعجني أنها لم تغضب. قلت لها : "نترك المدينة". قالت وكان وجهها لئيمًا للمرة الأولى: "ليس حلًا، ستظل المدينة تطاردك". ليلتها لم أنم حتى سكبت فوق ساقيها الزيت المغلي. كانت الصدمة قاتلة!."
«واضح ورائع ويصعب التوقف عن قراءته، ومليء بدراسات الحالة المهمة… قدَّم هذا الكتاب مجموعة من أهم الإنجازات في مجال الصحة العقلية خلال الأعوام الثلاثين الماضية» – نورمان دويدج، مؤلف كتاب «الدماغ يغير نفسه»
نبذة يُقدِّم بيسيل فان دير كولك، الباحث الرائد وأحد أبرز الخبراء في العالم في مجال الضغط العصبي الناتج عن الصدمة النفسية، نموذجًا جديدًا جسورًا للشفاء من الصدمات. الصدمة النفسية حقيقة من حقائق الحياة. أظهرت الدراسات أن واحدًا على الأقل من كل خمسة أشخاص يتعرض للتحرش، وواحدًا من كل أربعة ينشأ مع مدمنين، وزوجًا من كل ثلاثة أزواج يتورط في عنف جسدي. هذه الظروف تترك حتمًا آثارًا في العقول والعواطف، وفي الجسد أيضًا. ومع الأسف، كثيرًا ما يعكس المصابون بالصدمات النفسية ضغطهم العصبي على شركائهم وأطفالهم. أمضى د. فان دير كولك أكثر من ثلاثة عقود في العمل مع الناجين من الصدمات، ونجح من خلال هذا الكتاب في تغيير فهمنا للضغط العصبي الناجم عن الصدمة النفسية، وكشف عن كيفية إعادة الضغط العصبي لترتيب أسلاك الدماغ حرفيًّا – تحديدًا المناطق المخصصة للمتعة والتفاعل مع الآخرين والتحكم في النفس والثقة – وأوضح تأثير العلاجات المبتكرة، بما في ذلك الارتجاع العصبي والتأمل والصلاة واللعب واليوجا وغيرها من العلاجات، فضلًا عن تقديمه بدائل مجربة وناجحة للعقاقير والعلاج بالكلام، وطريقة التعافي واستعادة الحياة.
عن المؤلف د. بيسيل فان دير كولك، طبيب ومؤسس والمدير الطبي لـ«مركز الصدمة» في بروكلين، ماساتشوستس. وهو أيضًا أستاذ الطب النفسي في «كلية الطب بجامعة بوسطن» ومدير «الشبكة الوطنية لعلاج الصدمة المعقدة». عندما لا يباشر الدكتور فان دير كولك التدريس حول العالم، فإنه يعمل ويعيش في بوسطن
اكتشفتُ الليلة أن كل فرد من عائلتي قد قَتل مرَّة على الأقل! وقفت خلف جدتي وهي تفتح باب الغرفة لأجد جثة هذا الوغد عارية. بالطبع لم أشك في قاتل غير جدتي! ليس لأنها الوحيدة في بيتنا التي تملك سلاحًا احترفت استعماله منذ أيام شبابها، وليس لأننا نعلم أنها قتلت زوجها السابق، بل لأنها فور أن رأت الجثة، ربتت على ظهري وقابلت نظراتي المرتاعة بابتسامة حنون وكأنها تقول لي: «جثة هذا الوغد هي هدية تفوقك في الثانوية العامة. اسعَد يا عيسى!». لم أسعد، فقد أوصيتهم ألا يقتلوه بدوني، فلا يجوز أن يُطلق غيري الرصاص عليه، لكن يبدو أنهم استغلوا غيابي في قسم قصر النيل ليمارسوا العادة الأقرب إلى قلوبهم؛ تجاهل رغباتي. وددتُ أن أعاتب جدتي لأنها خرقت قواعدها لقتل الأوغاد، لكن نظرات هذا الضابط الذي يقف خلفنا وفي يده ليمونة منعتني من الكلام…
عن المؤلفة
وُلدت ميرنا المهدي في حي المعادي بالقاهرة، وتخرجت في مدرسة «ليسيه الحرية» في المعادي، ثم في كلية «الألسن» جامعة عين شمس. تخصصت في أدب وترجمة اللغتين الفرنسية والإسبانية.
حازت عدة جوائز أدبية من سفارتي كندا وفرنسا والمركز الثقافي الفرنسي، لتركِّز بعدها في كتابة أدب الإثارة والتشويق، فنشر لها عدة روايات، من أهمها سلسلة «تحقيقات نوح الألفي» التي صدر منها «قضية ست الحسن» و«قضية لوز مُر».
اكتشفتُ الليلة أن كل فرد من عائلتي قد قَتل مرَّة على الأقل! وقفت خلف جدتي وهي تفتح باب الغرفة لأجد جثة هذا الوغد عارية. بالطبع لم أشك في قاتل غير جدتي! ليس لأنها الوحيدة في بيتنا التي تملك سلاحًا احترفت استعماله منذ أيام شبابها، وليس لأننا نعلم أنها قتلت زوجها السابق، بل لأنها فور أن رأت الجثة، ربتت على ظهري وقابلت نظراتي المرتاعة بابتسامة حنون وكأنها تقول لي: «جثة هذا الوغد هي هدية تفوقك في الثانوية العامة. اسعَد يا عيسى!». لم أسعد، فقد أوصيتهم ألا يقتلوه بدوني، فلا يجوز أن يُطلق غيري الرصاص عليه، لكن يبدو أنهم استغلوا غيابي في قسم قصر النيل ليمارسوا العادة الأقرب إلى قلوبهم؛ تجاهل رغباتي. وددتُ أن أعاتب جدتي لأنها خرقت قواعدها لقتل الأوغاد، لكن نظرات هذا الضابط الذي يقف خلفنا وفي يده ليمونة منعتني من الكلام…
عن المؤلفة
وُلدت ميرنا المهدي في حي المعادي بالقاهرة، وتخرجت في مدرسة «ليسيه الحرية» في المعادي، ثم في كلية «الألسن» جامعة عين شمس. تخصصت في أدب وترجمة اللغتين الفرنسية والإسبانية.
حازت عدة جوائز أدبية من سفارتي كندا وفرنسا والمركز الثقافي الفرنسي، لتركِّز بعدها في كتابة أدب الإثارة والتشويق، فنشر لها عدة روايات، من أهمها سلسلة «تحقيقات نوح الألفي» التي صدر منها «قضية ست الحسن» و«قضية لوز مُر».