بعد خمسة عشر عاماً على انقلابه العسكريّ، وسيطرته على الحُكم، يقرّر الجنرال بيونشه الاستجابة للضغوطات الشعبيّة والدوليّة، وإجراء استفتاءٍ رئاسيٍّ يحدّد مصيره، فيستدعي وزيرُ الداخليّة خبيرَ الإعلانات والمعتقل السابق أدريان بيتيني؛ لإقناعه بقيادة حملة إنجاح بيونشه، إلّا أنّ زعيم الائتلاف المعارض المُكوّن من ستّة عشر حزباً متنافراً يقترح على بيتيني فكرةً جنونيّةً: إدارة الحملة الانتخابيّة لحملة "لا" التي تتجسّد فقط في إعلانٍ تلفزيونيٍّ قصير.
وعوضاً عن التركيز المعتاد على المجازر، والمعتقلين، وأهوال المرحلة الماضية، يقترح بيتيني أن يكون عنوان الحملة: الفرح آتٍ. فهل ينجح إعلانٌ من خمس عشرة دقيقةً في إسقاط حُكمٍ دكتاتوريٍّ دام خمسة عشر عاماً؟
بأسلوبٍ شاعريٍّ متفائلٍ، يحكي سكارميتا قصّة كفاحٍ حقيقيّةً عن الأمل والفرح، في أحلك الأوقات، في بلدٍ يتوق إلى الحريّة.
على العكس من بقية الرجال في قريته، يتخذ ماريو قراره بأن لا يمضي حياته كصياد سمك عادي، فيقرر مستيفداً من دراجته أن يعمل كساعي بريد في قرية صغيرة رغم أنها لا تحوي إلا شخصاً واحداً يستقبل ويرسل الرسائل؛ شاعر تشيلي الأعظم بابلو نيرودا.
في منفاه هناك يعيش الشاعر مراقباً ومشاركاً في التغييرات الكبيرة التي تدور في تشيلي، وعبر لقاءات صغيرة ونقاشات في الحب والشعر والسياسة، تنشأ علاقة خاصة بينه وبين ساعي البريد الشاب الغارق بالحب والمسحور بأشعار نيرودا، والتي يراها من حقه لأن الشعر ليس ملكاً لكاتبه وإنما لمن يحتاجه.
عبر التفاصيل الساحرة للعلاقات الإنسانية في قرية صغيرة بين الشاعر الغارق في السياسة وساعي البريد العاشق الغارق في الشعر، يروي سكارميتا التغييرات السياسية الكبيرة في حلت في تشيلي عن صعود الأحلام الثورية وأفولها.