زلزال :
كان الليل يفترش عباءته السوداء ،وبدت السماء مثل أنثى عملاقة تغطي جسدها من مفرق الراس حتى اخمص القدمين ، وكانت معيريض تهجع في الظلام الدامس مثل قطة مريضة تمد قدمين في الماء وتسند ظهرها على الجبال الشاهقة ، والتي كانت أشبه بخرفان عملاقة تنطح السماء ، وقف ناصر عند الشاطئ ، وكانت الموجة تمشط خصلات الرمل المبلل بالماء والملح ، وعلى مقربة من رأسه حلق نورس ربما ضل الطريق إلى المأوى وكان لصوته بحة أشبه بصوت رجل كهل مريض بالسعال .