زلزال :
كان الليل يفترش عباءته السوداء ،وبدت السماء مثل أنثى عملاقة تغطي جسدها من مفرق الراس حتى اخمص القدمين ، وكانت معيريض تهجع في الظلام الدامس مثل قطة مريضة تمد قدمين في الماء وتسند ظهرها على الجبال الشاهقة ، والتي كانت أشبه بخرفان عملاقة تنطح السماء ، وقف ناصر عند الشاطئ ، وكانت الموجة تمشط خصلات الرمل المبلل بالماء والملح ، وعلى مقربة من رأسه حلق نورس ربما ضل الطريق إلى المأوى وكان لصوته بحة أشبه بصوت رجل كهل مريض بالسعال .
عصاب الجائحة :
علق القارب في عرض البحر؛ إذ غاصت المرساة في الأعماق في ثقب صخرة ضخمة. ماذا بإمكان شداد أن يفعل، وقد اختلط الظلام ولم يعد يرى كف يده أمامه؟! جلس على مؤخرة القارب وبجواره عدة الصيد التي لم تحصد شيئاً من خر البحر، وبدأت الريح تهز صدر القارب، فيرتفع وينزل مثل بعر يخب في وهاد صحراء موحشة، ويهتز جسد شداد وكأنه على قمة هودج.
بدأ الخوف يساوره حين هدرت الموجة، وتخبط القارب بين جبال شامخة تصاعد رعدها، والظلام الدامس يطوق الوجود بلون الحفر السوداء العميقة
تجليات محمد بن راشد
الخيل في سجية محمد بن راشد، أبجدية اللغة، وجدلية الأشواق الأولية هي لحظة التألق في السباق، وفي السياق، وفي النظرة السرمدية، هي جزالة في بوح القصيدة، هي الهديل على الأغصان الندية، هي الضفيرة في الظهيرة. نقترب من صبابة الخيل ورمش القصيدة، فيهيبنا البريق، وتاريخنا السحيق، فراشات تفترش شراشفها على صهوة بنخوة النجباء، وصبوة النبلاء، نقترب ونحن في الميدان وجدان، سماء، رصعتها الخيل بأبيات التجلي ورح الأصفياء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نقرأ قصيدة لأفحل الشعراء، نقترب من زهرة برية عانقها الشوق في تربة صهباء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نتتبع خطوات لغة مزهوة بالغناء، نقترب من خيل محمد بن راشد وكأننا نخطوا بتجاه الفضاء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نرسم صورة لنجمة ترقص في السماء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نتلو حكاية الضوء في خيال الأتقياء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نمشي على سجادة من ماء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نحلق بأجنحة ريشها من جدائل حسناء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نلثم شفة الهواء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نعانق وردة على خط الاستواء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نصفف حروف قصيدة على قد هيفاء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نعبر نهراً طيوره من نسق الأبدية، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا في حضرة الفلسفات الإغريقية، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا في الأصل، وفي الفصل، السر في جدل الوثبة الزلزلية نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا في الحومة والجلجلية، نقترب من خيل محمد بن راشد وكأننا في صومعة الإشراق، والنباهة الشرقية، نقترب من خيل محمد بن راشد وكأننا في جزالة الغيمة، ومنمنمات الفيض السخية، نقترب من خيل محمد بن راشد وكأننا في قلب السحابة، نثات ثرية.
بدأت في كتابة هذه الرواية، وبدأت الرواية تكتبني في سطور. قد أكون أنا غير الذي جاء في هذه الرواية، وقد تكون الرواية جاءت من خارج حدود الزمن المعاصر، ولكنها في الحقيقة جاءت، ورسمت أشخاصاً وأحداثاً، وتوالت أحداثها على غير ما كنت أريد الكتابة عنه. فربما تكون هذه الأحداث قد طرأت في فترة زمنية ما، وفي قرية معينة، وربما لم أكن قد شاهدت مثل هذه الأعاصير، لكنها حقيقة، قد تحدث في زمن زمكان معينين، وبالأحرى تكون حادثة معاصرة لكنها بصورة أخرى، ترتدي ثوباً يتلائم مع هيكل العصر الذي نحن فيه، فنحن في زمان تتعدد فيه الأسباب وأساليب التقنية، وتختلف فيه من يوم لآخر نماذج الدراسات الإنسانية بهدف تحقيق غايات الإنسان، وإصابة أهدافه المتعددة والمختلفة. كل هذا يحدث، ويحدث في كل زمان ومكان، طالما بقي الإنسان، وتنامت نزواته وطموحاته اللامحدودة، ويحدث أيضاً في لحظات الخروج عن الذات الواعية والانغماس في وحل الحيوانية الجاهمة.
فيكون الليل، ويكون الزلزال، ويكون الإعصار، ويكون الموت، رغم الإنارة الكاشفة، وأشعة الضوء الساطعة، ومكبرات الصوت والضوء العصرية..
"الإنسان الحيوان" يخرج شاهراً سيف الدمر، ممتطياً فرس النار في ساعة خروج الذات الواعية من ذاتها وانسلاخها من أصل التكوين، فيكون الكائن الإنساني كما كان في أول تكوينه، وتكون الغريزة جوهر هذا التكوين، ويكون التردي قطر هذا الكائن.
تأملات في السعادة الإيجابية /مقاربة فكرمحمد بن راشد آل مكتوم
75 درهم
75 درهم
0 التقييمات0 مباع
تفاصيل المنتج :
تأملات في السعادة والأيجابية .. مقاربة فكر محمد بن راشد آلتي مكتوم بأفكار فلاسفة التنوير ( في هذا الكتاب نناقش فلسفة محمد بن راشد،ومقاربتها بما جاء به فلاسفة التنوير في أوروبا،وكذلك مقاربة فلسفة محمد بن راشد مع الفلسفة الشرقية، وتبني محمد بن راشد عملية النهوض بطموحات الشباب وتطلعاتهم المستقبلية على أسس تنويرية،وهو هنا يقترب من الفيلسوف الفرنسي الكبير روسو الذي إعتبر الحرية ضرورة لسعادة الإنسان،ولإستقرار المجتمع.أي أن محمد بن راشد زف البشرى للعالم بانبلاج فجر إنسان جديد،صاف من الخوف،والتردد،والسلبية ولكي يكون الإنسان سعيداً لابد من زراعة الحب في حقله النفسي،ولكي يكون إيجابيا لابد أن تكون السعادة هي فضائه الذي يسبح فيه .
حقيقة الإرهاب المشي يسبق الوعي يتحدث الكتاب عن بذرة الإرهاب وكيف تتكون،وتنمو،وتتطور إلى ظاهرة مجتمعية تحيل الحياة إلى غيمة سواء،تملأ الأرض بأمطار حمضية سامة.يقول فرويد أن العدائية للآخر،تكمن لدى الأفراد الذين يعيشون حالة من العزلة ،والإنغماس في الكبت،هم باختصار يحملون جينات الموروث الغابي،ولم يتخلصوا منه لأسباب تربوية،مرتبطة بالعلاقة مع الأقارب،وأولهما الوالدين.ويقول مارتن هايدجر أن الإنسان، فقد وجوده منذ أن أستولت الميكنة على مصيره،وأصبح هو الأداة التي تستخدمها الميكنة .كما سنقرأ في هذا الكتاب مأزق العقل في عيهب المنقول ،فالعقل يتوقف عن تحريك اللامعنى إلى حيز المعنى عندما يصبح المنقول عجلة تفسد جدلية التاريخ ويصير العقل جوادا جامحاً يسرج باتجاه اللامعقول.
الحرية خارج الحرية
سحر اللحظة ....رقصة الموت
في هذا الكتاب محاولة لإخراج العقل من العقل،أي تحريره من رواسب ما تركته
الموجة على السواحل من نفايات التاريخ،وبقايا رميم ثقافي. الحرية مثل المرأة لا تكن
رائعة بالمحسنات البديعية،ومساحيق التجميل ،بل هي جميلة بالفطرة،هي رائعة عندما
يتخلص العقل من براثن الأنانية،والتزمت،والفوقية .جاءت أوروبا بالحرية على يد فلاسفة
كبار مثل روسو،وفولتير،وغيرهما،ولكن هذه الحرية لم تكمل نضجها،لانها خرجت من جلباب،حالة أنفعالية ،ولذا وجدنا العقل الذي جاء ليحرر الإنسان الإوروبي هو نفسه
العقل الذي إستعبد شعوبا في العالم العربي،واستخدم كافة أساليب البطش،ليفرض
سيطرته،وسطوته على هذه الشعوب لماذا ؟ لأن العقل خرج من عبودية الكنيسة،لكنه لم
يتحرر من تاريخ العبودية،والتي هي سبقت الكنيسة،وما الكنيسة الا صورة مصغرة
لشكل من أشكال تخلف العقل،وانتهازيته .
يتكلم الكتاب عن دبي .... مدينة الأحلام مدينة الجمال ومؤسسها الشيخ : محمد بن راشد ىل مكتوم ومنها نقتبس ..
مروِّض ركاب الحياة، مدلل حنين الخيل
بحكمة الصحراء أثريت الخيل الخضب، واعتنيت بتسميتها حتى بدت في الزمان أسطورة تمشي على رموش الرمل بتُؤَدة، وتمضي الهوينى لاعتلاء المجد بكل وجد، مادت تحت سنابكها الأرض، واحتسبت لأمرها وصبرها وسرها وجهدها. وكنتَ أنت.. أنت الفارس الحارس المناسب لأحلام الحكماء وأقلام النبلاء، وكنتَ أنت سيدي مثل قصيدتك العصماء تروض الخيل الشمَّاء وتمضي بالأشواق حقباً