شواخ ...
لم يحدث أن أسَرت شوُاخ لأحد بهذه الأسرار التي دفنتها في بقعة بعيدة جداً ، لا يصل إليها أحد ، لكنها تدرك أن الأسرارالموجعة تفعل بالروح كما تفعل السمنة بالجسد ، ترهل الروح .. ومع مرور الوقت تصاب بالروماتيزم ، تفقد خفتها .. فتغدو ثقيلة سقيمة ! وعليها التخلص منها قبل أن تقع ضحيتها دون أن تشعر .
تبين فيما بعد أن الدكتور محمد غالب متخصص في علاج العساكر بعد قدومهم من الحروب ، ينتشلهم من الكوابيس الدامية التي تلاحقهم ، من أوجاع الفقد ، من نوبات الهلع التي تصيبهم إذا ما انفجرت بالونة في يد طفل ، من التعرق الزائد وشحوب الوجه إذا ما هوت ملعقة معدنية على سطح رخامي .. لذلك لم يستطع النظر إلى هم شواخ ، رغم أن صراعها حقيقي ، لكن الطبيب كان بحاجة إلى موت ودم وخراب ودوي قصف وقنابل ... ليعترف بوجود الصراع !
أما شواخ كان صراعها المشتت ، حول هذا السؤال ’’ كيف من الممكن أن يسكن الجسد شخصان‘‘ .
مهرة بنت أحمد......