وعادت وديمة، تلك الطفلة التي تواجه روتين الحياة بعزم وعناد، وتذْرع هدوء أيامها بطموح وثَّاب.. روح وديمة التي عاشت في كل بيت وشارع في ذلك الزمن الجميل، ستكون محوراً لمجموعة جديدة من القصص الشيقة والمغامرات الممتعة، والتي لا شك مرت على القارئ الكريم، ويحتفظ في وجدانه وذاكرته بملامح منها أو بجزء من تفاصيلها، فواحة ندية يسترجع لحظاتها بين الفينة والأخرى.
وديمة نداء لذلك الماضي الرائع العبق، ورسالة حنين وشوق لبهجة ارتسمت على محيى ذلك الزمان رغم شظف العيش وقلة الإمكانات وشح الموارد، كل قصة ينبوع صافٍ لمواقف حية نبضت بها أرجاء بيوتنا وسكنت عميقاً في صندوق ذكرياتنا.. أستعيد بعض فصولها وأنقلها لجيلٍ لم يدركها، ولكنه سمع بها كثيراً ويتوق لاكتشاف أجواء المرح والسعادة في حياة الأطفال فيها، يستلهم منها عبراً جمّة ودروساً ثرية، معرفياً ولغوياً، تضيء جوانب خفية في تلك الحياة..
وبمضيّ الأيام وتوالي الأعوام، تدخل وديمة مرحلة جديدة في مسيرة الحياة، أدعوكم لتعيشوا تلك اللحظات الحلوة معها.. عساها أن ترسم ابتسامةً آسرة أو تفجر ضحكةً مجلجلة، تتردد أصداؤها في الأرجاء، تنسينا عناء النفوس من ضغوطات الواقع وأعباء زمنٍ أرهقنا مصارعة أوقاته وسرعة انقضاء لذّاته.