بين واقعٍ مُعقد التكوين وحُلم بعيد المنال .. بين عجلة الوقت الأبدية وصبر أوشك على النفاد .
. تقف مكتوف اليدين ، مُنهك القوة ، مُغْلَقَ العينين ، بالكاد تستمع إلى أنين التائهين في ظُلمةِ الوجود ، المُكبلين في وحشةِ الكون ، الغارقين في قيعان الحيرة ، تتحرك عيناك داخل مُقلتين حائرتين ، تذرف أدمُعك ببُطءٍ.. وسُرعان ما تلتقي وحرارة جسدك .. فتجِف في لحظات ، يتوقف قلبك عن النّطقِ بالحقيقة ، عاجِزاً عن وصف أُناسٍ يعتصرون ألماً في كل تنهيدة ، ويتخبطون ما بين حقائق زائفة وضمائر أهلكتها خيباتُ القدر .. تتدافع السنون في ازدحامات الدهر ، كلما اختبأتَ عن أعيُنِها ، هاجمتك مخالِبها بعُنفٍ لا يرحم .. ومازلت هنا ، في عالمٍ تمتزِجُ فيه النغماتُ بالصرخات ، ولمعان الأعيُن بشحوبِها ، تبحثُ عن ملاذٍ آمن يشبهُ جنة الخلود .. تتملص من نظراتٍ تطعن بوحشية ، وصمتٍ مُطوّق بحبالٍ ناسفة .. مازِلتَ هنا ، تتحسس الطريق لتصل إلى صفاءِ الذّهن ونقاء الذاكرة ، تنتقي من عقلك ما يجعلك تختلس من الحياةِ بسمة ، ومن اللوحاتِ رسمة ،ومن الأرفُف الخشبية كتاباً اسمهُ " الحب " إنها الكلمة العابثة في عقول العاشقين ، عقود مرت كسحاب الصيف ولم يفهم أحدُهُم حقيقته الكاملة ، الحب الذي ينتاب جسدك في ثلاثِ ثوانٍ ، فيُسيطر على لوحة تحكُّم رأسك بأسرِها .. ليُرشِدَكَ إلى العلاقة الكاملة ، يُرشِدك إلى الزواج .. إلى تحمل المسئولية ، وفهم المشاعر ، وتحمُّل المشاكل ، وتقديم التضحية.