دراسة جميلة لشخصيّة عمر ، فالكاتب العبقريّ ، حلّل شخصية ابن الخطّاب معتمداً على طفولته و هي من أهمّ مراحل الإنسان في تكوينه النفسيّ ، و يبدأ بعدها بسرد الأحداث الّتي تصف هذا التكوين ، من الأخلقيّات الّتي تتوّج بالعدل ، إلى النفسيّة الّتي توّجت بالثبات و القوّة . ومن هنا يكتشف العقّاد أنّ عمر الجاهلي هو نفسه عمر الإسلاميّ ، بالتكوين النفسي و الأخلاقيّ ، لكن نظرته للوجود تغيّرت ، فعداءه للإسلام أوّل ما ظهر لأنّه ظنّه عدوّاً يهدّد بيئته و قومه فحاربه ليدافع عن عقيدته ، هذا الدفاع عن العقيدة بالنسبة للعقّاد نفسه دفاع عمر عن العقيدة الإسلاميّة ، لكنّ الإختلاف بالعقيدة ذاتها ! بينما العقيدةالجاهليّة كوّنته جنديّ عظيماً و مقدام ، كوّنته العقيدةالإسلاميّة بطل تاريخي ، يمثّل طور تاريخيّ للإنسانيّة