مهما مارس البشر من حيل لاخفاء عيوبهم, فيكون مصير ما يصنعون الفشل، أن قوانين الطبيعة البشرية تحتم اظهار العيوب ولكن أكثر الخلق يخفون عيوبهم فيرى أحدهم القذى فى عين أخيه ولا
يأسى أحدنا على نفسه كثيراً، يَغْرقُ في انكساراته، يحزن على حاله، ثم ينتهي به المطاف برثاء حياته وهو ما يزال فيها. هَمٌّ عارِم يعصف بالبشرية، وعلى رغم المُلهيات، ووسائل الترفيه، وتنوع العلوم والمعارف وسهولة الوصول إليها، ما زالت النفوس مُنْكسرة، مُحْتقنة، لا تدري لماذا، وإلى متى
لو أنّ “فرانكفورت” احتفظت بك مثل طفل رضيع في حجرها.. لكنت احترمتها أكقر، لكنها زوجة أب خائنة! لو أنّ هذه المدينة أعطتك ظهرها وتشرّدت فيها. لكان أهون على قلبي أن يفتش عن نبضه بين الغرباء. لكنك بين الأقرباء. الذين يصنعون بيننا ألف سترة ويخنقونك بألف ربطة عنق، ويضعون شرطيّاً عند الباب. وحتى مع خطوط الهاتف الضيقة، أنا لا أصل! ولا يمكن العثور عليك الآن.
وصف المنتج
روي الكاتبة سميرة السلماني قصة حب بين طرفين في مجتمع مغلق تجد لها منفذاً خارج البلد لينمو هذا الحب على أرض غريبة بين شابة ورجل متزوج. وترصد الكاتبة نظرة الحبيبة تجاه الزوجة التي ظهرت في النص لتبدو في شكل الجاني، على الرغم من أن المرأتين ليستا سوى ضحيتين لضعف وجبن بطل الرواية وإن لم تظهر الكاتبة ذلك إلا أنها تحيزت لقصة الحب. وتضم «رقصة الموت في فرنكفورت» الكثير من الصور الشعرية المعبرة على حساب النص السردي، كتبتها السلماني بروح الشاعرة المفعمة بالعواطف الجياشة، وربما تكون القصة اعتيادية إلا أن تناولها نفذ بشكل شاعري ناعم أضاف الكثير لثيمة النص الروائي. وفي القراءة الممتعة للنص ينتظر المتلقي شيئاً يحدث فوق العادة يجذبه للقراءة وهو ما يعرف بلحظة العبقرية التي توجد بين ثنايا النص، عبر تصاعد الأحداث إلى أن تصل لذروة الحبكة. ويشي النص بالكثير من الحميمية والدفء الشاعري إذ يحلق القارئ مع الكاتبة في روايتها إلى عالم آخر، ويقطن بين ألفاظها ولغتها الخصبة وحوارتها الشاعرية الناعمة ومشاعرها التي تصبها بين ثنايا القصة، فلا يملك المتلقي سوى أن يتعاطف مع البطلة ويتماهى مع تفاصيل الرواية وكأنه جزء منها.
رغم ما مورس ضدي من إقصائية، وجفاف، وتسلط، وفوقية، إلا أنني ما زلت متسامحا مع مجتمعي محبا لوطني ولرموزه، أحمل في يدي غصن زيتون لمجتمع ظلمني حد التشفي، ولا يمكن أن أفعل ما مورس ضدي من طبقية، واضطهاد، لسبب هام من وجهة نظري، وهو أنني لا أريد الانتقام لنفسي، وسأظل أحمل حبا ووفاء وتقديرا لوطني الحبيب الذي أكن له ولاء وانتماء لا يوصف، وسأظل أحب مدينتي التي تربيت فيها وعشت فيها جل مراحل عمري، ولها ذكريات ستظل عالقة في الذاكرة مدى العمر.
كتبَ لها: "تلـُفـُّني أسوار سفرك، ويظلّلني غيابك، فأسندُ رأسي إلى جذع تذكّرك، وأغمض عيني علـّيَ ألقاكِ فيهما. أحبّكِ، ولا أدري، إن كنتُ أفعل ذلك لأنـّك تستحقين الحبّ، أم لأنـّني أستحق العذاب.. شيئان يملآني الآن، صوتك، وشوقي إلى سماعه. كثيف هو حبّك ككثافة الشـّوق بعد الرّحيل. أحبّك يا قابَ قلبي أو أدنى. لو أقسمتِ على قلبي، يا قلبي، لأَبَرّك."
"أنا لستُ غاضباً عليك.. أنا مشتاقٌ إليك.. ومُبَعْثَرٌ كأشلاء نافذة اعتادت على تكثـّف أنفاسك الدافئة فوق صفحتها في ليالي الشـِّتاء الباردة.. كلّ الأشياء يمكنها أن تـُفـْتـَعَل، إلاّ الاشتياق.. وأنتِ. يعيش أحدنا على هامش الحياة حتـّى تـَجُرّه إلى عمق صفحاتها امرأة مثلك، فيتورّط ويصير نَصّاً يستمتع بقراءته العاشقون قبل النوم.. أليس لهذا تـُدوَّنُ قصص الحبّ؟ لتجلب البكاء والتعب لمن يريدون النوم بسرعة". ---------------------------------------------
كتبت إليه: "سأغفو الآن وأنا أحتضنك كما أفعل كلّ يوم.. سأنام ورسالتك على وسادتي.. أما أنت، فإنك ستغفو في داخلي أينما تنام من الآن وصاعداً، وسيرعاك قلبي. كم أحتاج أن تحتضنني الآن ويصمت كلّ شيء.. إن نسيتني فأرجوك لا تنسى أنـّي أحبّك...
حبيبي... القدر لا يُغـَيّب إلاّ أولئك الذين يملكون الجرأة على النسيان.. بعد حين، سَيُعرِّفُ الآخرون بأنفسهم أنـّهم كانوا جيل ثورات الرّبيع، أمّا أنا، فيكفيني، وإن فنيتُ، أن أعْرف أنـّك كنتَ ثورة ربيعي وكلّ فصولي