وفي أرض مكة رأى الشاب المكي محمد رؤيا عجيبة.. رأى العالم من الأعلى.. الشرق الأوسط وما جاوره.. رأى التماعات كومضات باهتة تظهر، ثم ما تلبث أن تختفي في نقط متفرقة بأرضنا.. لكن عينيه ارتبطت بنقطة واحدة.. شعر وكأن قلبه ينبض تمامًا مقيدًا بوقت إضائتها التي استمرت دون أن تنحسر.. اقترب منها مأخوذًا وكأنه يلبي دعوة علوية.. بدهشة ميز النبضة المضيئة.. ميز البناء المكعب الذي يراه كل يوم وسط زحام الطائفين والفنادق التي تطاولت عليه… مرمريًّا، مكسوًّا بالأبيض، منقوشًا عليه عهود الله بدم الإنسان.. وميز عنده بئرًا لا يعلم عنها شيئًا إلا أهل مريمة.. أمامها وقف عاجزًا ومن خلفه كعبته العتيقة… كعبته التي رآها وهي تتلون بلون جديد وكأنها كسوة أخرى تتخلق حولها، تتداخل فيها ألوان كعبة مريمة… وبكى وهو يرى نقوش الدماء تتحول قطرة قطرة إلى رجال ونساء وصبية، بحركات متقطعة وكأنها رقصة على إيقاع غير مسموع أو نقوش حكاية مرسومة على جدار مقبرة مصرية، تتحرك من جدار مريمة إلى كعبة الله الواحد ثم تنطبع عليها.. كل رجل حرف.. كل طفل تشكيلة.. والمرأة زينة حزينة تحيط بالكلمات
ألوانٌ من الحب هي مجموعة قصصية تتعرض لأشكال وألوان مختلفة من الحب، يبرهن من خلالها الكاتب على أنَّ الحب من أرفع الدوافع الإنسانية وأسماها؛ لأنه يرتقي بالنَّفس إلى مراتب عُليا بوصفه صورة من صور الإيمان التي تُجَسِدُ تَجَلِيًا من تجليات الله على بني الإنسان. ويرى فارس العِشْقِ في هذا الكتاب أنَّ حبه يفتقر إلى مقومات الجذبِ المعهودة؛ إذ هو حبٌ على أطلال الكهولة وليس على ضفاف أنهار الشباب. و يجد القارئ أنَّ الكاتبَ في بعض أقصوصاتِ هذا الكتاب يُنْزِلُ الحب منزلة المؤدِّب الذي يهذبُ النَّفس الإنسانية ويعبرُ بها من الأنانية والوحشية إلى الإنسانية الزاخرة، وقد وُفقَ الكاتب في اختيار عنواين تلك الأقصوصات، فأتت معبرةً بألفاظها عن الأنماط المعهودةِ في الحب.
شجون مصرية بقلم يوسف زيدان ... يقول الدكتور " يوسف زيدان " : فصول هذا الكتاب بعضها إعادة كتابة لمقالات تناثرت في الصحف السيارة، واجتمعت هنا في سياق واحد، وبعضها ينشر هنا لأول مرة، كلها تسير في اتجاه واحد هو الوعي العميق بالماضي، والغوص في الحال الحاضر واستشراف المستقبل.
تتحدث الرواية عن قصة الدكتور الإماراتي غيث الذي درس في أمريكا ووقع في قصة حب سياسية تدفعه إلى الانخراط في إحدى الجمعيات المتطرفة التي قادته إلى الولوج في عالم الإرهاب من خلال الانضمام إلى تنظيم داعش، ليس لأجل تبني التطرف نهجا في حياته حيث استغل تواجده للتعرف على معلومات وخطط أبلغ السلطات الأمنية في الدولة بها لتساهم في اكتشاف أحد أكبر المخططات الإرهابية التي كان التنظيم ينوي تنفيذها. وتدور أحداث الرواية في عدة بلدان تتضمن الإمارات وأمريكا وتركيا وسوريا. كما تتطرق الرواية ضمن أحداثها إلى وقائع حقيقية مثل تفجير تنظيم داعش لمسجد في الكويت في يونيو/حزيران الماضي. وتهدف الرواية إلى التنبيه بمخاطر أساليب التنظيمات المتطرفة في جذب الشباب وخداعهم دينياً للانضمام إليها والمشاركة في العمليات الإرهابية، كما تتناول الرواية مجموعة من أسرار التنظيم الارهابي .