يحاول هذا الكتاب تقديم صورة عن الأدب العربي الحديث منذ أن اهتزت الهيمنة العثمانية أمام التحديات التي فرضها الظهور القوي للقوى الأوروبية في العا لم العربي سوا كمحتلة أو تبشيرية وقد انعكس ما جرى سياسيا على الحياة الثقافية ما بين إنبهار بعلوم الغرب ومعارفه وفنونه وبين مقاومة لهذا الغرب ورفض لما جا به من عادات وتقاليد وشرائع تخالف ما درج عليه الناس في هذه المجتمعات العربيةفي ظل هذا الصراع ظهر التأثير الكبير للإحتكاك بالغرب رفضا أو تبن وبرز الإتجاه الحديث الذي تمثل بأعلام مثل الطهطاوي ومحمد عبده وطه حسين ثم جماعة الديوان وجماعة المهجر وجماعة أبوللولقد أطلق على تلك المرحلة عصر النهضة وقد ارتبطت هذه التسمية أكثر ما ارتبطت بالتحول الثقافي والفكري فظهرت طرق السرد الحديثة مع الشدياق والمويلحي وغيرهما ثم فن القصة والرواية وتغيرت موضوعات الشعر وشكله ومضمونه وظهرت الكتابة المسرحيةومع نشو الدولة الوطنية الحديثة وإزدياد التواصل مع العالم دخلت أشكال أدبية جديدة وتوسعت موضوعاتها وأشكالها متأثرة بالتحولات السياسية منذ مرحلة مواجهة الإستعمار إلى مرحلة الدولة الوطنية ثم الصراع العربي الإسرائيلي والهزائم التي أصابت هذا النظام العربي وكل هذا انعكس في الأدب بكل أجناسه
هذا الكتاب الذي يحمل عنونا محددا بين الثقافة والسياسة يهدف بالدرجة الأساسية إلى طرح عدد من المشاكل هي أقرب إلى الأسئلة أكثر مما يدعي تقديم ا لإجابات الكاملة أو الحلولفعلاقة الثقافة بالسياسة إشكالية كبرى في هذه المرحلة لأن الخيبات الكثيرة التي تلاحقت خلال المراحل الأخيرة ولدت مناخا ملتبسا وهذا المناخ حمل معه أوهاما الأمر الذي يقتضي فتح حوار واسع من أجل الوصول إلى صيغة جديدة تحدد العلاقة بين الثقافة والسياسة وبين المتثقفين والسياسيينوما يقال عن الثقافة والسياسة يقال عن علاقة الإعلام بالثقافة ودور المثقف في المرحلة الراهنة والنظرة إلى عصر النهضة الصعود والإخفاق وأيضا الانهيار الكبير والمدوي للاتحاد السوفياتي والمعسكر الاشتراكي دون أزمة سياسية أو هزيمة عسكرية وحول تأثير النفط على المنطقة العربية بأسرها هذه الموضوعات وأخرى غيرها رأيت أن تطرح كإشكاليات تتطلب إعادة الدرس والتأمل لأن عن هذا الطريق يمكن أن نقرأ الأحداث والظواهر قراة هادئة وموضوعية تمهيدا لفهمها ثم التعامل معها بصيغة أفضلإن أكثر القضايا تعقيدا وتشبكا لا تجد الحلول إلا من خلال طرح الأسئلة وأية إجابة إن كانت فردية مهما بلغت النية الحسنة لا يمكن أن تحمل إلا جزا من الحقيقة فقط أما الحقيقة كلها فلا تتولد كما لا يمكن الوصول إليها إى من خلال تبادل وجهات النظر وامتحان صلابة وترابط الوقائع وعلاقتها ببعضها وأيضا رؤية الجوانب المتعددةوأقصى ما تطمح إليه المواد الواردة في هذا الكتاب أن تطرح الأسئلة بطريقة صحيحة أما الإجابة عليها أما الحلو فإنها رهن برا الخرين ومشاركتهم
إن الحركة التحررية التي قادها الزعيم محمد بن عبد الكريم الخطابي ما بين عامي و حدث تاريخي مشهود في القرن العشرينو قد نشرت عنه عشرات الكت ب بشتى لغات العالم و هذا الكتاب يتوقف بتؤدة عند جانب معين من هذا الحدث إذ يتأمل في تفاصيل من مرحلة التأسيس له و يتفحص الباحث المساعي التي قام بها الأمير الخطابي من أجل توحيد القبائل و تحريكها لخوض المعارك التي قال الماريشال بيتان في وصل شدتها تجابهنامع أعنف مقاومة لقيناها في المستعمراتكانت المقاومة المسلحة في المناطق القروية تعبيرا عن رد فعل عنيف ضد فرض الحماية و التجزئة حتى كتب الجنرال غيوم أن كل شبر تم إخضاعه كان قد كلف كثيرا من الدم و العرق و لكن زعما القبائل كانوا لا يحملون السلاح إلا عندما يصل جيش الاحتلال إلى تراب قبيلتهم و قد استخلص بن عبد الكريم درسا من ذلك فعمل على توحيد قبيلته بني ورياغل مع جيرانها تمسمانو ضم إلى صفه قلعية ثم غمارة و جبالة فشملت حركته مجموع الريف الجغرافي و على مدى الواجهة المتوسطية و لم يقتصر على الريف القبلي و من خلال ذلك انتقل التفكير السياسي المغربي من مستوى القبيلة إلى أفق الوطنهذا هو ما يستعرضه الكاتب و يشرحه و يحللهمبرزا انه من خلال ذلك المسلسل تبلور نمط جديد من الزعامة في بيئة العشرينات في المغرب زعامة اختلفت عما عرفه المغرب الوالغ في تناقضات عجلت بسقوطه في براثن الاحتلال زعامة حملت مشروعا تجلى ذلك في إقامة هياكل في التراب المحرر كانت إرهاصا بالتوجه إلى دولة عصرية و هي بالضرورة ديمقراطيةلها مؤسسات و مفاهيم متقدمة على عصرها و منفردة في نمطها و كان يمكن لو نجحت أن تكون بديلا مثاليا للمغرب و لباقي بلدان الجنوب التي تم إخضاعها للاستعمار الغربيإن هذا الكتاب رحلة إلى فكر وطني فتح الطريق إلى الإصلاح و منه تلقت المشعل الحركة الوطنية المغربية التي كانت تتأهب للانطلاق في
إن العودة إلى المدونات الكبرى في الثقافة الإسلامية طوال القرون الوسطى تبين بجلا أن صورة الخر مشوشة مركبة بدرجة كبيرة من التشويه فالمخيال الإسلامي المعبر رمزيا وتمثيليا عن تصور المسلمين للعالم خارج دار الإسلام قد أنتج صورا تبخيسية للخر فالعالم بالنسبة لذلك المخيال غفل مبهم بعيد عن الحق وهو بانتظار عقيدة صحيحة تخلصه من ضلاله ولا تخفى التحيزات الخاصة بذلك التمثيل الذي استند إلى لية مزدوجة الفعالية أخذت شكلين ففيما يخص الذات أنتج التمثيل نوعا من الأنا النقية الحيوية المتعالية والمتضمنة للصواب المطلق والقيم الرفيعة والحق الدائم فضخ مجموعة من المعاني الأخلاقية المنتقاة على كل الأفعال الخاصة بها وفيما يخص الخر أنتج التمثيل خر يشوبه التوتر والالتباس والانفعال أحيانا والخمول والكسل أحيانا أخرى وذهب فيما يخص الأقوام في المناطق النائية إلى ما هو أكثر من ذلك حينما وصفهم بالضلال والحيوانية والتوحش والبوهيمية وبذلك أقصى المعاني الأخلاقية المقبولة عنده واستبعد أمل تقبل النسق الثقافي له فحمل الخر من خلال تفسير خاص بقيم رتبت بتدرج لتكون في تعارض مع القيم الإسلامية وبذلك اصطنع التمثيل تمايزا بين الأنا والخر أفضى إلى متوالية من التعارضات التراتبيات التي تسهل إمكانية أن يكون الطرف الأول في اختراق الثاني وتخليصه من خموله وضلاله وبوهيميته ووحشيته وإدراجه في عالم الحق وهذه نتيجة تنتهي إليها كل المركزيات الثقافية والعرقية والدينية
يقدم هذا السفر مختارات من أهم النصوص التي ظهرت في الأندلس والمشرق العربي ومهدت لما يمكن أن يقود إلى التدهور السياسي والفكري في مشرق الأم ة ومغربها منذ القرن الحادي عشروتضم هذه المختارات نصوصا فكرية وإجتماعية وتاريخية وأدبية يحتاجها الطالب والدارس لمعرفة حضارة العرب في مختلف عصورها كما تقدم هذه النصوص صورة متكاملة للتيارات الفكرية والثقافية ولإهتمامات المفكرين والأدباكما أن هذا السفر يسعى لوضع لبنات لمطالع عصر النهضة تزيد على ما هو معروف ومألوف ولا بد من الإشارة إلى أن هذا الجهد وجد في مساعي علما العربية والتاريخ في التحقيق والتدقيق ما يفيد هذا الكتاب ويعززه وييسر حضوره بين يدي القارئ في وقت هو بأمس الحاجة إليه
كتب المثقفون الفلسطينيون وفي عقود مختلفة عن الصهيونية وعن الفلسطيني المقيد الذي يواجهها وكان هناك دائما صورة فلسطين التي تنتمي إلى زمن وتقا تل زمنا خر وصورة الصهيونية التي تتحصن بالأساطير التوراتية وبخر المدافع الاستعمارية ولعل الفرق الفاجع بين زمنين تاريخيين فزمن فلسطين هو زمن الرجل العثماني المريض المتجدد هو الذي فرض على المثقف الفلسطيني قراة مرتبكة ترى إلى التقدم الصهيوني وتبشر بالانتصار وتحض الفلسطينيين عل الكفاح وهي مسكونة باليأس وربما كانت هذه القراة ترى أحيانا ما تريد أن ترى وتغفل أحيانا عما يجب عليها أن تراه وفي هذه الحدود فإن الذاكرة الثقافية الوطنية الفلسطينية وقوامه الصلب الصراع الفلسطيني الصهيوني هي جملة القراات الخاطئة والصائبة التي أنجزها المثقفون الفلسطينيون ومجموع الجهود الفكرية التي حاولت الصواب وأخطأته أو اقتربت من الخطأ ولم تستقر فيه كل هذا لا يهون من شأن هذه الذاكرة ولا يخفض من قيمتها ذلك أنها كانت ولا تزال موروثا وطنيا وضرورة وطنية فهي موروث يضي جهودا نبيلة ومتعاقبة اشتقت أسئلة الثقافة من أسئلة الوطن وهي ضرورة لا غنى عنها تمد الفلسطيني بالعزم والثقة وبمعرفة يحتاجها تصوبها وتحاورها معرفة لاحقة وفي هذا الحوار وأزمنته ضيقة وحزينة تنبني الذاكرة الفلسطينية ذاكرة مقاومة ومقاتلة أو ذاكرة فرض عليها سياق ظالم تكون مقاومة ومقاتلة أو أن لا تكون
كتب المثقفون الفلسطينيون وفي عقود مختلفة عن الصهيونية وعن الفلسطيني المقيد الذي يواجهها وكان هناك دائما صورة فلسطين التي تنتمي إلى زمن وتقا تل زمنا خر وصورة الصهيونية التي تتحصن بالأساطير التوراتية وبخر المدافع الاستعمارية ولعل الفرق الفاجع بين زمنين تاريخيين فزمن فلسطين هو زمن الرجل العثماني المريض المتجدد هو الذي فرض على المثقف الفلسطيني قراة مرتبكة ترى إلى التقدم الصهيوني وتبشر بالانتصار وتحض الفلسطينيين عل الكفاح وهي مسكونة باليأس وربما كانت هذه القراة ترى أحيانا ما تريد أن ترى وتغفل أحيانا عما يجب عليها أن تراه وفي هذه الحدود فإن الذاكرة الثقافية الوطنية الفلسطينية وقوامه الصلب الصراع الفلسطيني الصهيوني هي جملة القراات الخاطئة والصائبة التي أنجزها المثقفون الفلسطينيون ومجموع الجهود الفكرية التي حاولت الصواب وأخطأته أو اقتربت من الخطأ ولم تستقر فيه كل هذا لا يهون من شأن هذه الذاكرة ولا يخفض من قيمتها ذلك أنها كانت ولا تزال موروثا وطنيا وضرورة وطنية فهي موروث يضي جهودا نبيلة ومتعاقبة اشتقت أسئلة الثقافة من أسئلة الوطن وهي ضرورة لا غنى عنها تمد الفلسطيني بالعزم والثقة وبمعرفة يحتاجها تصوبها وتحاورها معرفة لاحقة وفي هذا الحوار وأزمنته ضيقة وحزينة تنبني الذاكرة الفلسطينية ذاكرة مقاومة ومقاتلة أو ذاكرة فرض عليها سياق ظالم تكون مقاومة ومقاتلة أو أن لا تكون
يضم هذا الكتاب مجموعة من الدراسات والمقالات التي تتمحور حول عدد من القضايا الثقافية والفكرية الملحة في عالمنا منها العولمة الهوية التفاعل الثق افي العربيالغربي التأزم الحضاري دور المؤسسات الثقافية أدب المقاومة الحضور اليهودي ويطرح إزا تلك القضايا رؤية تقوم على حتمية التفاعل الثقافي مع الخر وضرورة السير فيه عبر رؤية نقدية واعية واستعداد فكري ناضج انطلاقا من القناعة الأساسية بأهمية السعي نحو مثاقفة مثمرة تحفظ الهوية الثقافية وتحقق الاستقلال الفكري
ليس لأحد منا أن يلغي أمريكا من جدوله اليومي فهي موجودة قسرا أو رغبة في تفاصيل الواقعة البشرية اليوم وأكبر حادثتين وقعتا في العقود الأخيرة هما ا نهيار الاتحاد السوفييتي ثم تغيرات المنطقة العربية وستجد أمريكا في لب هاتين الحادثتين عنوانا وتفاصيل ومثلها أي حادثة أخرى في العالم كحادثة استفتا اسكتلندا حول الانفصال عن بريطانيا أو استفتا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهي نماذج لكل حدث بشري سياسي أو اقتصادي أو ثقافي وهذا ليس مطلبا لأمريكا وحدها بل أمر يتم طلبه باستمرار وإذا لم تتدخل جات الأصوات مطالبة بتدخلها وإن لم تتدخل فعليا ولم يطلب منها التدخل فإن الظنون ستلاحقها بتهمة التدخل مهما صغر الحدث أو نأىهنا تصبح أمريكا نصا ملحميا تراجيديا وكوميديا يشترك البشر كلهم في التفاعل والانفعال معه وتظل السيدة أمريكا هي الكائن المحبوب المكروه تحب تطورها وتقدمها المادي والثقافي وتعجب به وفي الوقت ذاته تكره أبويتها المتسلطة التي تجعلها الوصي البشري على كل صغيرة وكبيرة وكأن كل مشكلة في الكون لا تقوم إلا بأمريكا صانعة لها أو مسؤولة عن حلها حتى ليأتيك تصور خبيث يقول لك ماذا لو مسحت أمريكا من الوجود هل سنخترع أمريكا أخرى تلعب الأدوار نفسها
لهذا الكتاب مسعى مدرسي أكاديمى إذ تبين لنا مرات حاجة الطلبة إلى كتاب شامل يحيط دون إفاضة بالتراث الثقافي العربي ويجعله ميسورا منهجيا بما يم كن الطلبة من التعرف عليه ودرسه والتحاور معهإن التراث الثقافي العربي كما تقدمه هذه المختارات واسع متعدد الجوانب غني بالمناقشات وحافل بالرا والمعارف ذلك أن الصراع داخل الثقافات ضرورة وإلا لانحدرت الأمم جمودا وموتا بينما التراث الثقافي العربي لم يكن جامدا والمشاركون يه جاوا من أصول متعددة إذ جمعتهم الثقافة العربية والإسلامية فكان نتاجهم متنوعا سمحا وخصوصا كلما كانت محاولاتهم حية ونشيطةهذه المختارات تأتي لتؤكد هذه التعددية وهذا التنوع وتدحض الاتهامات التي تنبع من قراة أحادية تتطابق مع رأي ساد لمرحلة طويلة داخل الخطاب المركزي في الغرب الاستعماريولم تأت التهم المضادة لهذا التراث من الخصوم التقليديين أو دعاة التطرف أينما وجدوا فحسب بل توالدت أيضا عن الأذهان القاصرة التي تتمترس داخل مفهومات ضيقة لرأى واحد يدعي الأحقية والصلاح على حساب الرا الأخرى