دراسة جميلة لشخصيّة عمر ، فالكاتب العبقريّ ، حلّل شخصية ابن الخطّاب معتمداً على طفولته و هي من أهمّ مراحل الإنسان في تكوينه النفسيّ ، و يبدأ بعدها بسرد الأحداث الّتي تصف هذا التكوين ، من الأخلقيّات الّتي تتوّج بالعدل ، إلى النفسيّة الّتي توّجت بالثبات و القوّة . ومن هنا يكتشف العقّاد أنّ عمر الجاهلي هو نفسه عمر الإسلاميّ ، بالتكوين النفسي و الأخلاقيّ ، لكن نظرته للوجود تغيّرت ، فعداءه للإسلام أوّل ما ظهر لأنّه ظنّه عدوّاً يهدّد بيئته و قومه فحاربه ليدافع عن عقيدته ، هذا الدفاع عن العقيدة بالنسبة للعقّاد نفسه دفاع عمر عن العقيدة الإسلاميّة ، لكنّ الإختلاف بالعقيدة ذاتها ! بينما العقيدةالجاهليّة كوّنته جنديّ عظيماً و مقدام ، كوّنته العقيدةالإسلاميّة بطل تاريخي ، يمثّل طور تاريخيّ للإنسانيّة
ينطوي هذا الكتاب، سهل التناول، على مفاتيح ثمينة تمكِّن القرَّاء من استكشاف حرٍّ لأكثر القضايا إلحاحاً في حياتهم. «واحد من أعظم مفكّري العصر». الدالاي لاما.
... "وبعد… فهذا خِتامُ ما كتبَهُ "شمعون بن زخاري"، والملقب بشَمْعون المَصْري، عن أخبارِ بني إسرائيل في برية سين، وما كان من أمرِهم منذ عبور البحر وحتى وفاة موسى بن عمران. وأعلم أني ما كتبت في هذه الرقاع إلا أحَدَ أمرين، أمر شهدته بعيني أو أمر سمعته من رجل من الرجال الثِّقات. وأُشِهد الربَّ (إيل)، أني ما بغيْتُ بهذا الكتاب مجدًا ولا شرفًا، وإنما إظهار شهادتي على جيل من شعب بني إسرائيل، اصطفاه الله وأنجاه بمعجزة من عدوِّه، ثم غضب عليه وأهلكه في تلك البرية القفراء، بعد أن أذاقه شقاء الارتحال ومرارة التيه. هذا كتاب لا أدري من سيكون قارئه، فأيًا من تكن أرجو أن تتذكر كاتب هذه الأبواب بالرحمة وأن تَدعو له بالغفران" شمعون بن زخاري بن رأوبين الملقب بشمعون المصري تم في الليلة الأخيرة من الشهر الثامن لسنة ستين بعد الخروج