يعتبر كتاب مدارج السالكين من أمثل الكتب في الرقائق وإصلاح النفوس، وأحسن تلك الكتب، وأبركها، وأتقنها. وقد جاء هذا الكتاب ليكون تهذيبًا لتهذيب سابق قام به المؤلفون لهذا الكتاب، وقد جاء في مقدار ثلثه.
الدكتور غازي القصيبي يروي تاريخه الإداري .. كان يعتمد الأسلوب الهجومي في الإدارة , في هذا الكتاب الكثير من الطرافة، الكثير من المتعة، الكثير من الحقيقة الغائبة، الكثير الكثير من الفائدة الإدارية، الكثير من تاريخ تلك الحقبة من الزمن، الكثير من المتعة، والكثير من أسرار الشخصيات السياسية، الملك فيصل وخالد وفهد رحمهم الله جميعاً.. وولي العهد عبدالله (الملك حالياً) والكثير الكثير من الصراحة.
في شقة الحرية يطوف الرمز... تخرج الشخصيات من أسمائها... وشقة الحرية من مكانها... والأحداث من زوايا أزمتها وتضحي شقة الحرية مكاناً لبقعة ما... والشخصيات كائنات لا على التعيين، يمكنها أن تأخذ أي مسمى، والأحداث يمكن أن تكون في أي زمن، والشقة هي أي بلد... ورغم كل ذلك فقد أرادها القصيبي شقة الحرية التي تحمل مضمونها في عنوانها... إنها الحرية التي جرت في مناخاتها الأحداث... حرية هؤلاء الظامئين إليها... إلى أي مدى نجح القصيبي في تحريرهم لاكتشاف مدى فهمهم لهذه الحرية من خلال استغلالهم لها؟!! واستغلالها لهم؟!! وشقة الحرية... مساحة فكرية تنقل فيها القصيبي من الغزل والسياسة إلى ذاك المناخ الثقافي والفني الغني. حيث يعيش مع بطل الرواية الذي يحاول كتابة القصة والانتماء إلى أهل الأدب، مشاهداته امتدت من صالون العقاد إلى جلسة نجيب محفوظ، مروراً بأنيس منصور... أفق رحب لأفكار غزيرة... وخيال جوال في التاريخ، في السياسة، في العلاقات الإنسانية، الروحية والجسدية وفي كل شيء... وروائي شاعر يغزل أحداثاً بحس الشاعر وبلغة الروائي الماهر لإبراز شيء ما، ولنقد واقع ما... إنه القصيبي كما هو