شهدت روسيا عدة ثورات واضطرابات وحروب أهلية دامية في بدايات القرن العشرين، نجم عنها ظهور الاتحاد السوفيتي الذي شكل صورة عن الإمبراطورية العظيمة التي لا تُقهر.
رأى فيها البعض تحقق الحلم الاشتراكي الأحمر في بناء دولة عظمى، امتد نفوذها على نصف العالم تقريباً. بينما رأى فيها البعض أحد أقسى أشكال الحكم الشمولي القمعي بمعتقلات هائلة ووضع اقتصادي صعب.
في العام 1991 انهارت هذه الإمبراطورية بشكل متسارع بعد عدة ثورات واضطرابات وحروب أهلية دامية، واستيقظ الإنسان الأحمر ليجد نفسه فجأة يعيش في أنقاض إمبراطورية تتهاوى إلى عشرات الدول المتصارعة، وتشهد انهياراً اقتصادياً هائلاً ونهاية الأحلام الكبيرة التي عاشها.
في كتابها، لا تبحث سفيتلانا عن إجابات للأسئلة الكبيرة التي تهم قارئ التاريخ، بل عن آلاف التفاصيل الصغيرة للحياة اليومية المنصرمة عبر جمع عشرات الشهادات لبشر عاديين عاشوا هذه التجربة وتقلباتها.
تبحث سفيتلانا عن الأحاديث الليلية الصغيرة التي تختفي مع الصباح، عن الحلم بمستقبل جديد، بزمن آخر. إلا أنه الزمن نفسه مكرراً؛ زمن مستعمل..
في إطارٍ صوفيّ تمسك به حفيدة العطّار، تدور أحداث هذه الرواية في الفترة الحرجة التي تعيشها مصر قبل ظهور الدولة الفاطمية وفي بداياتها، فتصوّر الحالة الاجتماعية للشعب المصري آنذاك، والصراعات السياسية المتخفّية تحت عباءة الدين.
ينسج «مصطفى موسى» في «رؤيا العين» حكايتين متوازيتين تسيران جنباً إلى جنب، وتتشابكان مع حكاية تراثية ثالثة ترويها «عبلاء» على امتداد سنوات طويلة. تتقاطع المصائر وتُرسم الأقدار وتتكشف حقائق نزاعٍ سيبقى أبد الدهر.
اللاوعي عالمٌ يزخرُ بالحياة، تلك التي لا قواعدَ لها ولا شكلَ محدداً مسبقاً؛ إنها حياةٌ تشبهُ الموجَ المتلاطم، تجري فيها قصصٌ لا يعرفها إلا أصحابُها، ونادراً ما تخرج إلى الورق. إن خوضَ غمار هذا البحر أمرٌ في غاية التعقيد، ولكنه في غاية المتعة، وكلما ازادت معرفتك ازادت ظلمته، لأن الأفكارَ تُلقي بشوائبها فيها مشكّلةً بهذا الشكل نقائضَها التي تقضُّ مضجعنا كلما تبحَّرنا فيها.
حياة المغترب رحلة من الألم والسعادة، والضياع والاكتشاف، والنجاح والخيبة. هي لوحة تتصارعها الألوان المتناقضة الشديدة القتامة والشديدة السطوع. حياة المغترب رحلة تكون نهايتها بحسب المخطط العودة إلى حضن الأم، الأم التي حملته وسهرت عليه طفلاً، والأم الوطن الذي يحتوي على كل ذكرياته السابقة، ولكنها غالباً ما تنتهي بنهاية المغترب قبل انتهاء الرحلة أو بنهاية الأم. هذا الكتاب يقدم قصصاً لحياة المغترب تكاد تكون متطابقة مع الواقع، وتحمل في طياتها كل تلك الانفعالات التي ذكرناها في البداية، وفيها جنوح نحو تقديم حالة المغترب دون إضفاء مسحة الرومانسية المعتادة، كما هي، ومن دون مبالغة أو رتوش.
كان لدى الإنسان حلم جميل حول نفسه، وكان يصبو إلى السمو على شرطه الإنساني، ولكن تتالي الظروف فتح في هذا الحلم، جرحاً. وبدأ الحلم ينزف ويضمحل. وراح يتخذ، مع ضموره، أشكالاً وتسميات بين حين وآخر ينتبه الإنسان إلى خسارته الفاجعة، هذه، فيدرك أنه صار يجهد لمنع نفسه من الإنحدار عن مستواه الإنساني إلى مستوى الحيوان، وحين يقاوم تتخذ مقاومته شكلاً من أشكال الجنون، وفي هذا الكتاب محاولة لتلمس شيء من هذا النزيف وفي إطار التعبير الإبداعي بشكل خاص. ولعل هذه (المقدمات) أن تكون (مقدمة) لبحث، أو أبحاث، أكثر شمولاً، ولكننا الآم في مرحلة الدفاع عن حقنا في الجنون.
يحوي هذا الكتاب ترجمة لعدد من المقابلات التلفزيونية مع بعض أشهر أدباء وشعراء أمريكا اللاتينية، منهم من رحل عن عالمنا تاركاً إرثاً أدبياً عظيماً، ومنهم ما زال معنا إلى اليوم يثري حياتنا بإنتاجه الثقافي.
تنوعت محاور هذه المقابلات بين إضاءة على تفاصيل حياة هؤلاء الأدباء الشخصية وسيرهم الذاتية والفكرية، وبين آرائهم النقدية بتجاربهم الأدبية وتجارب بعض الكتاب الآخرين.
بعض هذه المقابلات أجراها إعلاميون وصحافيون ضمن برامج تلفزيونية، أو كانت لقاءات جمعت أدباء مع بعضهم البعض كمقابلة ماركيز مع نيرودا.
آملين أن يكون هذا الكتاب نافذة لاكتشاف جوانب جديدة عن كتّابٍ أثروا ثقافتنا وجعلوا عالمنا أوسع.
"الدهشة كنزٌ مختبئ في حلب"، هذا ما تقوله إحدى بطلات الرواية. وفي عملها هذا تحاول "مها حسن" جلب هذه الدهشة عبر الكتابة والذكريات لتعيد رسم حلب وأحيائها الشعبية القديمة، وطقوس عيشها، وبساطة ناسها، وأحلامهم الصغيرة، قبل أن تأتي الحرب فتدمّر في طريقها كلّ هذا.
اعتماداً على تكنيك فريد يستلهم من أسماء الروايات العربية والعالمية عناوين الفصول، يخبرنا أبطال "حيّ الدهشة" حكايتهم منذ "خيّال الزرقا" و"كوابيس بيروت"، حتى منزل "الجميلات النائمات".
إنها حكايةٌ عن الحب، ذكريات الطفولة، القتل بالنيّة، المشيمة العاطفية، ودور الأدب في حياتنا
آلاف العائلات المنكوبة من الجهتين، كلٌّ يسمي فقيده شهيداً. وإنانا فهمت بعد تشظي أخوتها أن الحياة كما اعتادتها انتهت إلى بحر من الألم الذي غدا هوية هذا الشعب.
محاطة بكل هذا الموت، تلتقي إنانا بسرجون الذي يحكي لها الموت ويروي قصة غامضة من عصر سابق عن جده، فتملؤها أسئلة.
متكئاً على حكايات التقمص الشعبية، يروي ربيع مرشد قصة التشظي السوري..
بعد تجربة كتابي السابق "دفاعاً عن الجنون" خطر لي أن أعيدالكرة. والمسألة باختصار هي أنني أنتقي من الأشياء التي سبق لي أن نشرتها في دوريات أو مقدمات لكتب، ما ارى أنه صالح بعد أوانه.
وهذا الكتاب ليس تكملة للكتاب السابق، بل هو نسج على منواله.
إنه يحتوي على آراء لي في الفن والثقافة والصحافة والمرأة (وبعض السياسة). والسؤال الذي واجهني في كتابي الأول يواجهني الآن: ما الذي يجمع بين هذه المقالات؟
والجواب بالسذاجة التي أجبت عليه في ما سبق: الذي يجمع بين هذه المقالات هو أنني أنا كتبتها.
فالآراء هنا خي آرائي، التي قد تعني بعضهم، وقد لا تعني شيئاً للبعض الآخر. ولكن كان يعنيني، أنا، أن أقول هذه الآراء، وأن أسجلها، وبينها توديع لأشهاص مثل عاصي الرحباني والظاهرة الرحباني، حتى توديع عدد من الأصدقاء الذين رحلوا، والذين مروا في حياتي مروراً ليس عابراً. ولعل شيئاً من المرارة ما زال قائماً هنا أيضاً. فلدى مراجعة المقالات اكتشفت أنني أصر مرة أخرى، على الخسارات التي ألمت بحياتنا. وهي خسارات أكبر من الهزائم العسكرية أو السياسية. إنه نزيفنا الإنساني المستمر. والذي يحيوننا... أو يجننا.
جحافل لا نهائية من النخل تتدحرج أفقياً، بانتظامٍ وخفّة، خلف جسمٍ بشريّ ضئيل، متجهةً إلى قرية «الغزالة» لتدمّرها تماماً. وفيما يعيش سكان القرية وأهلها رعب اللحظات الأخيرة في انتظار قدرهم المحتوم الذي يرسمه شخصٌ يسعى للانتقام، ثمّة مواضٍ تتكشّف، وأحداثٌ تظهر، وحكاياتٌ تتناسل لتروي قصة قريتَين خياليّتين.
في أجواء غرائبيّة، وعلاقاتٍ أغرب بين شخوص روايته، يشتبك «أحمد كامل» مع فكرة العجز البشري، ويخوض في عوالم الرغبات السرّية، التي لا يجرؤ الناس على إعلانها، أو البوح بها.
«جبل المجازات»، رواية تستلهم من مأثورات القرى في الريف المصري، ومعتقدات ناسها، وحكاياتهم الخرافية، لتبني أسطورتها الخاصة.
كتاب أما بعد... هو كتاب شهادات من فنانين وفاعلين ثقافيين مستقلين يتضمن شهادات خاصة كتبها أكثر من 80 فنانًا وفاعلًا مستقلًا سوريًا وغير سوري. يهدف هذا الكتاب إلى رصد أهم تجارب العمل الثقافي السوري المستقل بين عامي 2011 و2016 من خلال عيون وأقلام ممارسيها ومتلقيها داخل سوريا وخارجها. تتوزع الشهادات في هذا الكتاب على كافة الحقول الإبداعية والفكرية من الكتابة الإبداعية وفنون الأداء والموسيقى والتصوير الفوتوغرافي والأبحاث والتصميم، حيث قامت الممثلة حنان حاج علي بتقديم الكتاب. كتاب أما بعد هو مبادرة خاصة من اتجاهات تهدف إلى نحت وتقديم صورة حرة وصادقة للعمل الثقافي السوري، إنتاجًا وتلقيًا عبر وسائط متعدّدة
صداقة فريدة جمعت بين عابد وحامد وخالد، لكن الحرب عبثت بهذه الصداقة وقصمت عراها.
يستعيد الراوي سيرة حياة هؤلاء الثلاثة، مستعيناً بالمقربين منهم، لملء ثغرات الحكاية، ولاكتشاف سر النبوءة الغامضة التي أطلقها عابد، وقال فيها بأنه سيموت قرب صخرات العسل بعد ست سنين وشهرين.
بلغة شعرية، يكتب ممدوح عزام عن الموت والصداقة والحب، وعن مرارة الأحقاد التي تكبر وتنمو في طين الحروب الدنيئة. وعن الحرب والأثر الذي تتركه وراءها في أرواح الناس.
في أثناء الوحدة بين سورية ومصر، يقدّم أهالي قرية صغيرة في الجنوب السوري طلباً إلى مديرية المنطقة برغبتهم في تأسيس مكتبة عامة، ويكون هذا الطلب مثار استغراب السلطات، إذ كيف يمكن لقرية يرحل معظم أهلها عنها بسبب الجفاف والقحط واقتراب المجاعة، أن ترغب بالورق بدلاً من الخبز؟!
بسردٍ دائري يبدأ بتقديم طلب الشراء وينتهي باختفاء المكتبة في ظرف غامض، تتناسل الحكايات واحدةً وراء الأخرى مولدةً سردية الرواية الكبرى: قصة الرغبة في المعرفة والتخيّل.
يضم أربعة أبحاث تم انجازها في الدورتين الثالثة والرابعة من برنامج أبحاث: لتعميق ثقافة المعرفة وهي:
- دراسة المنتج الثقافي السوري في المنفى بين الاندماج الديموقراطي والمثاقفة. ألمانيا نموذجاً بين مرحلتي الهجرة الطوعية والقسرية للباحثة هبة محرز باشراف د.جمال شحيد
- تطور آليات انتاج الدراما التلفزيونية السورية للباحث وائل سالم تحت إشراف د. ماري الياس
- الأطفال في ظلام تنظيم داعش: بين التربية الجهادية والتجنيد للباحث وسيم رائف السلطي وإشراف د. جمال شحيّد.
- صورة الوطن في الأغنية السورية المستقلة (من كلنا سوا إلى خبز دولة)، للباحث وسيم الشرفي وإشراف د. ماري الياس.
عندما نزل جاك من القطار حاملاً شهادته من معهد إعداد المدرسين، صعد والده إلى القطار نفسه، واختفى.
مسكوناً بهجران والده له، يمضي يومه مدرِّساً في قريته الصغيرة صباحاً، ونديماً لطحَّان القرية في الأمسيات، محاولاً أن يعرف منه سرَّ اختفاء أبيه.
يشجِّعه الطحَّان على مشاركته في مغامرة تخرجه من عالمه الصغير إلى ماخور المدينة المجاورة، ويحاول تلميذه المفضَّل مشاركته هذه الرحلة السرِّية.
مع الشاب الباحث عن أبيه، والمراهق الباحث عن رحلة البلوغ، والعلاقات الصغيرة المعقدة لسكان قرية صغيرة، يأخذنا سكارميتا في رحلة عذبة عن الفقدان والنضج والمغفرة.