في أواخر شهر أكتوبر، تقوم كاتبة متخصصة بحياة القديسين بإلقاء محاضرة في إحدى قرى السويد الشمالية النائية. وبعد أن تنتهي المحاضرة يتقدم منها رجل مسن ليخبرها أنها ستبات عنده.
تطول إقامتها لديه بسبب عاصفة ثلجية تقطع الطريق، وخلالها تتعرف أكثر على حياة مضيفها هادار الذي يعاني من مرض السرطان والمنافسة الغريبة التي تربطه بأخيه وجاره أولف الذي يعاني من مرض القلب.
عن شقيقين يتشاركان الكثير وتربطها علاقات متشابكة من الغيرة والتنافس والشعور بالذنب وضيفة غريبة تصبح محركاً لهذه العلاقة، يروي "تورجني ليندجرين" بسخرية سوداوية في روايته "حلاوة" الحائزة على جائزة "أوغست" قصة مختلفة عن الأخوة.
"صوفي بيران" المرأة الفرنسية، المولعة بالسرعة، والكارهة للثبات، حزنها مباغت لكنّه أصيل، ورغباتها مفاجئة ولكنّها نابعة من قلقٍ وجوديّ، وأسئلتها كثيرة لكنها تخفي جروحاً عميقة.
و"حنيفة كمال" الفتاة الكردية العنيدة، التي عاشت طفولة شقيّة في حلب، انتهت بعذابٍ أليم حين اضطرّ الأب للاختيار بين زوجتين، وكان القرار طلاق أمّها وابتعادهما إلى قرية بعيدة.
ثمة "حبلٌ سرّيّ" يربط الاثنتين، لن يتكشّف إلا مع "باولا" التي تقرّر السفر من باريس إلى حلب.
تأخذنا "مها حسن" في روايتها هذه إلى عالم الكُرد في سورية، بكلّ ما فيه من طقوسٍ وعادات وتقاليد، مسلّطة الضوء على معاناتهم في بلدٍ يعيشون فيه، لكنه يقسو عليهم. وتنتقل بين ثقافتين: الغرب والشرق، وهي إذ تفعل ذلك فإنها تطرح سؤال الهوية، ومكوّنها الحقيقي، وسؤال الانتماء ومعناه.
في زمن لاقيمة فيه للكلام قرر "يونس" أن يصمت.
فما فائدة مايقول وهو ضعيف، غريب ، وخارج من قيود ستة وعشرين عاماً قضاها في عالم الخوف ، والوحدة ، وشبه الموت؟!!
أينما ذهب وكيفما تحرك تلاحقه اللعنات والقهر ، حتى محاولات بحثه عن جزء من ماضيه الغالي مع زوجته وابنه كانت بلا فائدة..!
في علاقته مع "أبو الريش" يحسّ ببعض الطمأنينة من كل الغربة التي عشعشت في قلبه ، لكن ذلك لم يكن كافياً ليعرف الاستقرار وينهي عذاباته ووحدته!!
وتأتي ظروف البلد الجديدة، والتغييرات في الحكومة ، لتزيد من هروبه وتخبطه رغم تعلقه بكل الطيبين الذين أحاطوا به في محنته.
"يونس" الذي اشتاق إلى كل شيء.. لم ينقذه أي شيئ!!
في طفولته، شاهد "تموز" فيلماً عن حياة فتىً صغير، ومن خلاله فوجئ كم تستطيع السينما نقل حيوات البشر وتفاصيلهم: "هناك بعيداً من يعيش مثلي تماماً!"، ومنذ ذلك الوقت صار مغرماً بالأفلام، وتحوّل أبطالها أصدقاءً يعيش معهم. في شبابه سافر إلى دُبَيّ، ليجمع المال ويحقّق حلمه بدراسة السينما، لكنه انغمس في عوالم الجنس والمال وابتعد عن حلمه، إلى أن اندلعت الثورة ثم الحرب في سوريا، فاستيقظ من كابوسه وأدرك أن مئات الأفلام بانتظاره في وطنه ليوقظها من سباتها.
"بين حبال الماء" رواية في عشق السينما، تدمج فيها "روزا ياسين حسن"، بتقنيّة فريدة، الواقع بالأفلام، فنكاد لا نميّز بين الواقع والتخييل، نقابل شخصياتٍ أحببناها، ونقرأ عباراتٍ سمعناها، ونعيد رسم مشاهد أُعجبنا بها...
يزور جيريمي جزيرة موريشيوس، للتحقق من تاريخ عائلته، والبحث عن آخر آثار طائر الدودو المنقرض. تتقاطع رحلته تلك، برحلة معاكسة قام بها دومينيك المتشرد الذي ولد ليثير الضحك، كما يقول عن نفسه. وما بين الرحلتين تتناسل الحكايات وتتعدد، ومع تقدم السرد ينبني عالم ألما التي حولتها الأزمنة الحديثة إلى "مايا لاند": أرض الأوهام
"أراد صادق العظم في هذا الكتاب أن يحلل أسباب الهزيمة وأن يقترح نظرياً ما يرد عليها، قبل أن يدرك، أنها مثل كثير غيرها، هزيمة متوالدة، لا تصدر عن "مؤامرات خارجية" بل عن عجز عربي مقيم، تتوازعه الشعوب والسلطات معاً. وهذه الهزيمة المتوالدة التي ترد على كل هزيمة بهزيمة جديدة، هي التي تجعل من الكتاب، يحتفظ براهنيته، فالهزيمة التي فسر أسبابها لا تزال مستمرة، والأسباب التي نقدها لا تزال حاضرة، والعقلية التي تبرر ما لا يمكن تبريره متنامية متوالدة نشطة. بيد أن أهمية الكتاب الحقيقية لا تتمثل في إضاءة مأساة تاريخية، محددة الزمن، بل في المنهج النقدي الطليق، الذي يفسر الخيبات الإنسانية بأسباب إنسانية، من دون الإحالة على مرجع من ضباب." فيصل درّاج
يُكلَّف "جون" بمهمّة غريبة: تقصّي حقيقة قصة حبّ نادرة، في بلد المحيط. لكنّه ما يلبث أن يلاحظ أن البلاد التي أتى إليها تخلو من الأطفال. وشيئاً فشيئاً تتكشّف له حقيقة أن الناس مصابون بمرضٍ غريب يسيرون فيه إلى نهايتهم. تثور النساء وتواجههن السلطة بإنكار المشكلة، فتشتعل حربٌ شعواء، يسجّل "جون" أدقَّ تفاصيلها في تقريره، بينما يستمرّ في البحث عن قصة الحب المزعومة، لكن ما الذي سيحدث حين يُكتشف الرجل الوحيد الذي لم يُصَب بالداء؟ في "النسوة اللاتي..." شخصيةٌ تسلّم الحكي لاهثةً للأخرى، فينبني معمارُ الرواية التي تطرح، في ثنايا غرائبيّتها ومتخيّلها ولا واقعية أحداثها، حكاية أسطورية لكنّها قابلة للتحقق في عالمنا الواقعي.
من لقاء يجمع "ميهاي" الذي يقضي شهر العسل في إيطاليا بصديق قديم، تبدأ أحداث هذه الرواية، وسرعان ما يجد نفسه وقد ترك زوجته في إحدى محطات القطار، وبدأ رحلته الخاصة باحثاً عن ذاته وعن ذكريات فترة الشباب. مسافراً بين مدينة وأخرى، يعيش "ميهاي" قلق أسئلته الوجودية، ويلتقي بأصدقاء تلك الفترة، فيعرف سبب انتحار "تاماش"، وعلاقة إيفا بهذه الحادثة، ولكن، ما الذي يبتغيه فعلاً من استرجاع حكايات دواها الزمن؟
في هذه الرواية التي تعتبر من أبرز الروايات الهنغارية في العصر الحديث، والتي حققت نجاحاً كبيراً، وتُرجمت إلى عدة لغات، واقتُبس عنها للمسرح والسينما، يشعر القارئ وكأن المؤلف قادرٌ على النفاذ إلى أعماقه، لا إلى أعماق شخصياته فحسب.
وُلد "أدهم" مرّاتٍ متعدّدة، يصعب حصرها. وفي كلّ ولادةٍ له يحمل شخصيةً مختلفة وحياةً أخرى، لدرجة يمكن وصفه معها بأنه صيَغٌ متعدّدة لكائنٍ بشريٍّ واحد، أو باستعارة ما يقوله هو عن نفسه: "أنا كلّ الصياغات. النهايات المفتوحة والبدايات المغلقة. أنا منتهى الصيغ، أنا الجميع، النساء والرجال، جزءٌ مذكّر في شخصية مؤنّثة، وجزءٌ مؤنّث في شخصية مذكّرة. أنا هو مشتهي الخلود. أنا الخلود".
في هذه الرواية، تبلغ "مها حسن" أوج التجريب في الكتابة، ضاربةً عرض الحائط بالقواعد، مسلِّمة نفسها للذّة الحكي، لفلسفة بطلها وتفلسُفه، محاولةً أن تكتب سيرته في ولاداته اللانهائية.
في عام 1949 بدأت الكاتبة هيلين هانف مراسلاتها مع متجر كتب مستعملة في لندن، طالبة منهم مساعدتها في تأمين بعض الكتب الكلاسيكية التي لا تجدها في نيويورك. على مدى 20 عام تتوالى الرسائل المتبادلة بينها وبين العاملين في المتجر، وخاصة فرانك دويل، الذي يقوم بتأمين الكتب وإرسالها لها، تلك المراسلات التي تبدأ بطلب نسخة من مقالات هازلت الثلاث" وتتعمق تدريجياً، فتبني علاقة إنسانية شفافة بين محبي الكتب على طرفي المحيط، تخوض في تفاصيل حياتهم الشخصية من جهة، وتؤرخ لتاريخ البلدين من جهة ثانية، وتشمل الحديث عن الأزمة الغذائية في بريطانيا بعد التقنين، والانتخابات المفصلية في كلا البلدين، والأندية الرياضية، وحياتهما الاجتماعية، وأخبار فرانك العائلية، وتطور مسيرة هيلين المهنية، وحتى طريقة صنع البودنغ
يشتبه "تيرانو بنديراس" بتآمر الكولونيل "دوميثيانو ديلا غندرا" ضده، وحين يكتشف خطأً بسيطاً ارتكبه الأخير يُزوَّد الطاغية بالذريعة التي يحتاجها ليعتقله، فيصدر أمراً سرياً بتوقيفه، لكن فتاة هوى تستطيع قراءة الأفكار تعرف بهذا، وتحذّر الكولونيل. وفي خضمّ الاحتفالات السنوية في البلاد يفرّ "ديلا غندرا" وينضمّ إلى المتمرّدين على حكم الطاغية.
في هذه الرواية التي تُعتبر من أوائل الروايات المكتوبة باللغة الإسبانية عن الديكتاتور، قبل أن يخوض هذا الميدان أدباء آخرون من أميركا اللاتينية، يقدّم "رامون ديل بايه إنكلان" تصويراً حيّاً لشخصية الطاغية، في بناءٍ دائري، يحفل بالفصول القصيرة والمشاهد المغلقة التي تشكّل في مجموعها نصّاً ثرياً بإيقاعه الداخلي، وصوره البديعة، وتعدُّد مستوياته اللغوية.
نحن جيل الحرب، وآباؤنا جيل الهزيمة، وبينهما كبرت الأرواح، وتشابَه عليها مفهوما الحرب والحبّ.
أشياء أكبر من أن تُحكى، لكنّني أؤمن بأن الحكاية وحدها قادرة على خلق وطنٍ صغير نحمله في جيبنا، ونحدّث عنه أطفالَنا الذين ولدوا خارج الوطن، وحملوا وَسْمَه في وجوههم وألسنتهم وهوياتهم من دون أن يروا حجراً فيه، فالحكاية فقط كفيلةٌ بخلق الوطن الخيال في أذهانهم حيّاً.
هذه المجموعة تتناول قصصاً من حياة سيداتٍ عشن بين نهرين؛ بين سوريا، وواحدةٍ من دول اللجوء، وتعنى بالتفاصيل الصغيرة في هاتين الحياتين، وبما خلّفته الحرب من مؤثّرات في حياة هؤلاء النساء خيبةً وفقداً وهرباً وحبّاً.
هي محاولة للتغلّب على مشهد الحرب الكبير، وصقيع الحدود الزاحف نهراً من جليد بين الكتفين، بتفاصيل صغيرة، يعلو فيها الصوت متسائلاً: "نعم، عشتُ بين نهرين، ولكنْ أيٌّ منهما عاش فيّ؟".
أكثر ما يدهش في هذه القصّة هو أنّها حقيقيّة! ليس بسبب غرابة أحداثها فقط، فعصر النهضة غنيٌّ بمغامراتٍ عجائبيّة، لكنّ سبب غرابتها هو النسيان شبه التام لها.
يُخدع الطفلان اليتيمان: جوست وكولمب؛ للمشاركة في مهمّةٍ استعماريّةٍ لاستشكاف العالم الجديد على أنّها الأمل الوحيد لهما في لقاء والدهما الفارس المختفي. يقود هذه الحملة المنسيّة فيلوغانيون المحارب العائد من الحروب الصليبيّة، جامعاً معه فريقاً متنوّعاً من جنودٍ، وعمّالٍ، ومهندسين، إضافةً إلى عنصرٍ غير مسبوقٍ؛ أطفال في عُمر اليتيمَيْن، العُمر الذي يُتيح لهم تعلّم لغاتٍ جديدةٍ بسرعةٍ كافيةٍ؛ ليعملوا مترجمين مع السكّان الأصليّين.
عن إحدى أكثر الحملات الفرنسيّة غموضاً وإثارةً في عصر النهضة، وعبْر قصّة اليتيمَيْن الباحثَيْن عن الأمل والصراعات الإنسانيّة التي يخوضانها، يأخذنا روفان في كتابه الحائز جائزة غونكور في رحلةٍ تاريخيّةٍ آسرةٍ من شواطئ فرنسا بداية عهْد الاضطّرابات الدينيّة إلى البرازيل بأخشابها الحمراء؛ ليصف لنا صراع الإنسان مع الطبيعة، والّلقاء الأوّل بين الحضارات المختلفة، بما يحمله من فضولٍ، وخوفٍ، وإعجابٍ، وشغف.
في أواخر القرن السابع عشر، يسافر بونسيه طبيب الأعشاب الفرنسيّ؛ ليعيش في القاهرة، أحد مراكز تحالفٍ غير معهودٍ بين السلطنة العثمانيّة وبين إحدى الممالك الأوروبيّة: فرنسا.
وعلى الرغم من عمله في الخفاء؛ لعدم امتلاكه شهادةً قانونيّة، فإنّ شهرته تصل إلى القنصل الفرنسيّ الذي يجد فيه الشخص الأمثل لقيادة سفارةٍ سريّةٍ من الملك الفرنسيّ إلى النجاشيّ ملك الحبشة، مهمّتها المُعلنة علاجُ النجاشيّ، في حين أنّها تسعى إلى استعادة السيطرة الفرنسيّة-الكاثوليكيّة على الحبشة، في زمن الصراعات الدينيّة والتوسّعيّة التي تخوضها الممالك الأوروبيّة فيما بينها.
وسرعان ما يكتشف بونسيه أنّ الظروف الاستثنائيّة لرحلته في تحقيق أهداف ملك فرنسا والبابا، هي –وحْدها- الحلّ للعقبات الاستثنائيّة التي تفصله عمّن يُحبّ.
في عمله الحائز جائزة غونكور للرواية الأولى، وجائزة البحر المتوسّط، لا يكتفي روفان بعرض وقائعَ تاريخيّةٍ، بلْ ينقلنا معه في رحلةٍ زاخرةٍ بالحياة بين أحياء القاهرة، وجبال الحبشة، وقصور فرنسا؛ ليروي مغامرةً مثيرةً عن الحُبّ، والصداقة، والتضحية في عصرٍ ممتلئٍ بالصراعات، والمؤامرات، والخيانات.
بعد وفاة والده، يقرّر جيرونيمو فرانك سليلُ العائلة المصرفيّة النّمساويّة الثّريّة الخروجَ عن تقاليد عائلته، والانتقالَ إلى العيش في جزيرةٍ صغيرةٍ من جُزر الأدرياتيكيّ، وأنْ يُعيدَ افتتاح المَتْجَر الكبير هناك، وعلى الرغم من الأسطورة المأساويّة المرتبطة بزواج صاحب المَتْجَر السّابق، التي لَحِقتْ بالمالك الجديد، فإنّه ينجح في الإعداد للزَّواج من أجمل فتاةٍ في الجزيرةِ، آليا إيمار.
في فترة الإعداد لهذا العُرس الأسطوريّ، يتنبّه رينو كوبيتا الشّابُّ الثّوريُّ، وابنُ البطل الشَّعبيّ للجزيرة إلى وجود ترتيباتٍ لِغزوٍ نمساويٍّ لهذه الجزيرة، فيُنظّم فرقة مقاومةٍ تقتل الجنود الغُزاة.
بين الإعداد لعُرس القَرن كما وَصفه سكّان الجزيرة، وتقلُّب مشاعر آليا إيمار المُحبّة للموسيقا، وترقُّب بعض سكّان الجزيرة للغزو الانتقاميّ للجُنود القَتْلى، يَروي سكارميتا بأسلوبه السّاحر والسّاخر عن تهيُّؤ قارّةٍ كاملةٍ للحرب العالميّة، وعن رحلة لجوءٍ غريبةٍ إلى الجنّة الآمنة، تشيلي.