بعد عشرين عاماً من العمل ينهي "سالم" خدمته في خيالة الدرك، ويعود إلى بيته وأسرته في دير القرن، جالباً معه الرفيق الوحيد الذي ظل معه كل تلك السنوات: حصانه. تتباين مشاعر أفراد الأسرة نحو هذا الضيف الذي سيصبح الآن جزءاً من العائلة. تدور سلاسل الحكي بين الأبناء الخمسة والأم، وفيما هي تدور تنسج حكايات، وتبني عوالم. في روايته هذه، يكتب "ممدوح عزام"، بأسلوب جديدٍ ومختلف عن رواياته السابقة، حكاية عن عائلةٍ بسيطة تعيش طمأنينتها وخوفها، تسليمها ورفضها، سلامها وصراعاتها، لتحرّك في دواخلنا تساؤلات وتأملات لا تنتهي، فيما الحرية تكتب بمعناها الفسيح فصل النهاية.
في مزرعة الحيوان يصدّق الحصان (بوكسر) كل ما يقال له، ويعمل بدأب ليل نهار. تعبّد هذه السذاجة الخالصة الدرب للأشرار كي حكموا عالمنا. السذاجة ليست معصومة. على السذاجة أن تترافق مع الذكاء والمعرفة والحذر والتبصر. هذه هي الحكمة. كي تكون حكيماً عليك أن تعرف الشر وتراه بوضوح وعليك أيضاً أن تكون ساذجاً بما يكفي كي تؤمن بقدرتك على مقاومته. عبر مجموعته القصصية يسعى عدي الزعبي إلى طرح تساؤل حول حدود الحكمة، وعلاقتها مع السذاجة، السذاجة الحمقاء غير الحكيمة، والحكمة الشريرة غير الساذجة، تكادان تسودان عالمنا لتنشرا الحيرة والعتمة وتجعل العالم خليطاً مبهماً خطراً من الأشياء والأفكار والحكايا.
في الليلة التي يجهز فيها زوجها وأولادها أنفسهم للسفر، تبدأ أعراض اضطراب نفسي بالظهور على ميعاد، المصورة الفوتوغرافية والمسؤولة عن أرشيف إحدى الجرائد. اضطراب يجعلها ترى جميع الوجوه وجهاً واحداً، هو وجه إله اغريقي ملتحٍ، وشيئاً فشيئاً، مع تفاقم الاضطراب، تتكشف تفاصيل الأحداث الحاضرة والماضية التي قادتها إلى المتاهة الاجتماعية شديدة التعقيد التي تواجهها. في سرد يكتنفه الغموض، تدمج الكاتبة الخيال مع التراث والأسطورة والفانتازيا والتاريخ، لتصنع من ذلك كلّه نصاً روائياً محكماً، يناقش أسئلة وجودية وفلسفية كبيرة: ما دور الآخر مقابل الأنا؟ ماذا لو كان الجحيم أنا؟ ماذا لو وُجد العالم داخل كينونة فرد واحد فقط وكل ما عداه وهم؟
"قبل هذا الكتاب، كان العشاق العذريون في تصورنا أنقياء كالملائكة، معصومين كالقديسين. ويأتي صادق جلال العظم في هذا الكتاب ليمزق القناع عن وجوه العشاق العذريين، وليكشف بالمنطق والفكر الفلسفي العميق، أنهم كانوا في حقيقتهم نرجسيين وشهوانيين..." نزار قباني
مع كلّ مترٍ كان رودي يتجاوزه، كانت مقاومته لتأثير كلام العرّاف تشتدّ أكثر، ولكن في الوقت نفسه كان كلام العرّاف يترسخ في نفسه وعقله أكثر. ومع أنه لم يعترف بذلك، إلا أن كلام العرّاف كان قد سيطر عليه بشكل كلّي. "فعلاً، أيّ معرفة ندعيها نحن سكان حبة الغبار الحقيرة التي تسمّى الأرض هذه لكي نقول هذا ممكن وهذا غير ممكن؟ لو كنّا مجرد كائنات غير عاقلة لقلنا إننا خُلقنا نتيجة تفاعلات معينة بين عناصر كيميائية مختلفة كالفطر والطحالب وغيرها، ولكن الروح من أين تأتي وإلى أين تذهب؟ والعقل والأحاسيس؟ من المستحيل أن تشعر عظمة أو عضلة في جسدي بالحب أو الحقد أو أن تفكر وتتخذ قراراً. إن كل ذلك تحمله طاقة ما تسكن جسدي، طاقة أقوى وأكبر مني، إنها حتى لا تبوح لي من تكون ولا ممَّ تتشكل. يا إلهي! أنا مجرد بطارية نافقة لهذه الطاقة، يا لي من خردة لا قيمة لها! ولكن لماذا عليَّ أن أسلّم بأن كلام العرّاف هو الصحيح؟ إنه هو الآخر مجرّد خردة مثلي". كانت هذه الأفكار تتصارع داخل رودي، ولم يكن هو يعرف أي فكرة منها كانت تنتصر على الأخرى
في "صداقة مع ابن شقيق فيتغنشتاين"، الذي يُعتبر الأكثر عذوبة ودفئاً إنسانياً من بين كل ما كتبه برنهارد، يتحدث الكاتب عن علاقته بباول، ابن شقيق الفيلسوف المشهور لودفيغ فيتغنشتاين، وكانت أواصر الصداقة قد جمعت بين الاثنين عندما كان الكاتب يُعالَج في مصحة لأمراض الرئة، بينما كان باول نزيلاً على بعد خطوات منه في مستشفى الأمراض العقلية.
في نَفَسٍ سردي لا ينقطع يصف الكاتب النمساوي السنوات الأخيرة من عمر صديقه، التي تعكس أيضاً جزءاً من السيرة الذاتية لتوماس برنهارد، وتأملاته حول الحياة والموت، والأدب والفن، والعقل والجنون.
في هذه الرواية "صبوات ياسين" سنرى الشخصية الروائية للمثقف وهي تنقسم إلى شخصيتين، الشخصية التي صنعتها الدولة، وفبركتها، وقدمتها على أ،ها الحقيقية. والشخصية الأصلية التي هربت من هذا المصير الحالك إلى بيت الأهل المتدينين الذين كان قد حاول الهرب منهم، ثم إلى مجتمع اللاقبلان، وهم قبيلة ينشدون السلام ولا حلم لديهم إلا الهرب من القبلان أبناء قابيل القاتل الأبدي.
يهرب ياسين ويهرب، ولكن الدولة أكبر، وسنقرأ في الرواية: "أعاد النظر إلى المرآة.. الوجه ياسيني حقيقي، لا ريب ولا ليس ولا هم فيه. ولكن ماذا عن هذا العدد الكبير من الياسينات في المرايا، ياسين الوجه، ياسين القذال، ياسين اليمين، ياسين اليسار، ياسين القذالي في القدام، وياسين اليميني في اليسار".
صبوات ياسين صورة للمثقف المتشظي بين الحلم بثقافة كونية، وبين مجتمع مقموع
نحن جيل بلا وداع، هكذا يقول الأديب الألماني فولفغانغ بورشرت ملخصاً مأساة جيله الذي سيق إلى الحرب العالمية الثانية من دون ان يودعه أحد، ولعل بورشرت هو أكثر الأصوات قدرة على التعبير عن هذا الجيل، وعن تلك الحرب التي خلفت دماراً مادياً وروحياً هائلاً في ألمانيا. مثلما خلفت خراباً أدبياً أيضاً.
ترك بورشرت مجموعة من القصص القصيرة يصفها زميله هاينرش بُل الحائز على جائزة نوبل للآداب بأنها "تحف فنية مكتملة"، أما الأديب المصري إبراهيم أصلان فيرى في قصصه "تعبيراً رفيعاً عن ضراوة الحروب جميعاً دون كلمة مباشرة واحدة."
في هذا الكتاب نقدم للقارئ مختارات من هذه القصص، وما جذبنا إليها هو التناول الإنساني للموضوعات الكبرى، مثل الحرب والموت، والحب والشعور بالضياع والتعبير الفني عنها
أنخيل سانتياغو، الشاب الطموح الحالم، و بيرغارا غراي، اللص الشهير ذو الخبرة الواسعة، يستفيدان من عفو رئاسي عام ويخرجان في اليوم نفسه من السجن.
يسعى سانتياغو إلى الانتقام من ماضيه ومن تجربة السجن القاسية، بسرقة كبيرة يأمل أن تبني له مستقبلاً جديداً، ويساعده في تنفيذها بعد تردد غراي الذي يسعى إلى استعادة حياته السابقة فقط.
تتقاطع مغامرتهما مع فيكتوريا، طالبة المدرسة التي تحلم بأن تكون راقصة باليه رغم كل الظروف التي تعاني منها.
عن الأحلام غير المكتملة يروي سكارميتا في روايته الحائزة على جائزة بلانيتا قصة دافئة مليئة بالمشاعر، عن ثلاثة أشخاص يجمعهم الحب والصداقة والأمل بمستقبل أفضل، في بلد ما يزال يعيش في ظلال الديكتاتورية البائدة
انطلاقاً من هذه الأمنية في أن يقرأ كل العرب ما يستطيعون قراءته من التراث القديم إلى الآثار الحديثة، رجعت إلى (رسالة الغفران) لوضعها بين أيدي كبار الدارسين ومُتَوسِّطيهم ومَنْ هُمْ دونَ ذلك. لكن كيف نعود إليها بشغفٍ ولهفةٍ وقدرةٍ على الاستفادة منها بعدما ابتعد عنها القراءُ حتى لم يبقَ لها مكانٌ إلا في أقصى زوايا المكتبات لأنه لا يمكن قراءتها مهما أغرينا الناسَ بقراءتها؟ ألن ينفُروا منها ويفِرُّوا عنها فِرارَهم من همٍّ ثقيلِ حتى لو أعطيتَهم أجراً مُجزِياً على قراءتها؟ وهنا خطرت لي فكرة أرجو أن تلاقي صداها الطيبَ عند الناس وعند طلاب الثقافة وهي القيامُ بــ (إعادة صياغتها).
وكان لا بد من إيراد نص (رسالة ابن القارح) لأن رسالة الغفران كانت رداً عليها. ولا يمكن فهم (الغفران) دون الوقوف عند رسالة (ابن القارح). وقد عاملتها بالطريقة ذاتها من إعادة الصياغة حتى تنسجم الرسالتان مع بعضهما البعض.
في أحد أيام الربيع يهبط "دون جوان" في حديقة طباخ يدير مطعماً بالقرب من أطلال دير فرنسي، فتنشأ صدقة بين الاثنين، ويروي الرحالة المغامر في أمسيات السمر لصديقه حكاياته مع نساء، كل واحدة منهن ذات جمال لا يوصف.
ثمة شخصيات أدبية تولد ولا تموت. وعبر السنين تشهد هذه الشخصيات ولادات متعدد، فتكتسي في كل مرة شكلاً آخر وبعداً جديداً. ومن هذه الشخصيات "دون جوان" الي يعود إليه "بيتر هاندكه" في روايته هذه، ليثير أسئلة عديدة، ويقدم تأملاته عن الحب، وروحانية العشق، ومرور الزمن، محطماً الصورة الشائعة عن بطله، مقدماً واحدةً جديدة. مدعياً أن كل شخصيات دون جوان السابقة كانت مزيّفة، وأن "دون جوانه" هو الحقيقي والصادق.
ما من ضرورة إن تكون دارساً للفلسفة أو للميتافيزيقا ولا أن تكون مهتماً بهما كي تقرأ هذا الكتاب. فالفيلسوف الإسباني الشهير، يتوغّل بكل بساطة وعمق في سلسلة من الأفكار وثيقة الصلة مع حياتنا اليومية، ومنها ينطلق لشرح الميتافيزيقا، وحاجتنا أو عدم حاجتنا إليها. "إذ إن الميتافيزيقا ذاتها ليست سوى ما يعمله الإنسان. ما نعمله أنت وأنا في حياتنا
وإن هذه الحياة في النتيجة شيء سابق وهي تأتي قبل كل ما ستكشفه لنا الميتافيزيقا.
في محاضراته هذه، التي كان يلقيها على طلابه في فصل دراسي منتظم، سيجد كل قارئ مدخلاً لفهم العالم وفهم ذاته، وسيجد كل مهتم بالفلسفة اشتباكاً ثرياُ مع اتجاهين رئيسين في تاريخ الفلسفة هما الواقعية والمثالية.
تبرز في عنوان هذا الكتاب خاصية إنتاج المؤلف، كله ف "دراسات" تعني بحثاً وتأملاً ونظرية، بينما تعني كلمة "حب" حدثاً دائماً في الحياة البشرية، وشعوراً تراه الفلسفة العقلية خليطاً مشوشاً وغامضاً لا يمكن أجراء بحث فكري حوله.
لكن الكاتب هنا يفي بالواجب الآمر الذي صاغه: "يجب على النظرية أن تفتح عينها الصافية على الحياة الذاتية من حين إلى آخر، فالمشاهد يخمن وينظر، لكن ما يردي أن يراه هو الحياة كما تتدفق أمامه".
يعزل الكاتب في دراسته هذه ماهية الحب وينقيها، نازعاً عنه الإضافات كلها التي تعتم على حقيقته الواقعية وتعقد سيرورته، إنه الحب المفسر استناداً إلى بحث سيكولوجي وظاهراتي في آن وحتى إلى بحث اجتماعي، لما عد الاختيار في الحب أحد العوامل الأكثر فعالية في التاريخ.
أعني: إذا كان الأمر كذلك، فكم فقدنا من كرامتنا وتضامننا الانساني واحساسنا بانسانيتنا حتى صرنا نتعود الاذلال المحيط بنا، لنا ولغيرها؟! وحتى صرنا نقبل هذا العنف والتعامل غير الانساني الذي نعامل نحن به او يعامل به غيرها على مرأى منا في الحياة او حين نقرأ عنه او نراه على شاشات التلفزيون. (وسنتجاهل اننا نحن نعامل غيرنا احيانا بهذه الطريقة: اولادنا او مرؤوسينا او الذين يقعون بين ايدينا من اعدائنا مثلا، او السجناء الذين بين ايدينا، مفترضا ان بعض من يقومون بهذه المهمات يمكن ان يقرؤوا ما اكتب).
وينعكس تعودنا على هذا الاذلال في اننا صرنا نتعد ان تعذيب السجين امر مفروغ منه. لم نعد نتساءل عن اثر ذلك التعذيب في السجين الضحية، حتى بعد خروجه من السجن، كما اننا لم نعد نتساءل عن اثر التعذيب في منفذه. وهل يستطيع بسهولة ان يعود الى حياته اليومية العادية بعد خروجه من غرفة التعذيب، كما لو انه خرج من المرحاض لكي يستأنف حياته.
وهذه هي اول مرة اجمع بها افكاري حول هذا الموضوع بعد محاولات عديدة ومقالات مبعثرة في اكثر من مكان.
أم طموحة وشغوفة بالطب تعاني وتنهار من التحولات التي فرضها تحكم السلطة الشمولية في كل مفاصل حياتها الاجتماعية والسياسية والشخصية، حارماً إياها من شغفها وهويتها وحتى رغبتها في الأمومة. ابنة حالمة متعلقة بالحياة تعيش برعاية جدتها، بسبب ابتعاد أمها عنها في كثير من الأحيان وتعيش صراعاً في مجتمع يحكمه الخوف من أي اختلاف فتغدو فيه كل رغبة في التفرد جريمة يجب القضاء عليها. عبر العلاقة المضطربة والمتقلبة بين الأم وابنتها وحكاية ثلاثة أجيال من النساء اللاتفيات في أثناء السيطرة السوفييتية على بلادهن تروي نورا إكستينا حكاية شفافة عن الأمومة والحب والرغبة في الحياة والأمل