ولليلتين بقيتا من شوال سنة إحدى عشرة وأربعمائة فُقد (الحاكم بأمر الله). وقيل أن سبب فقده أخته ست الملك, وكانت امرأة حازمة، وقيل أنها غضبت لأفعاله التي هددت استقرار الخلافة الفاطمية. وقيل بل تآمرت عليه جماعة سرية, حين قرب إليه رجلاً خطيراً يُدعى (الشيخ الأسود), وقيل بل اختفى لأن الله أرسل صاعقة من السماء فوق رأسه أحرقته بعد أن قال بأنه إله, وقيل أن بعض العامة قد تآمروا عليه, وقد انتشر الرعب والفزع في بر مصر كلها بسبب فرسان الظلام الذي أتى بهم ليحكموا ليل القاهرة.
في زمن لاقيمة فيه للكلام قرر "يونس" أن يصمت.
فما فائدة مايقول وهو ضعيف، غريب ، وخارج من قيود ستة وعشرين عاماً قضاها في عالم الخوف ، والوحدة ، وشبه الموت؟!!
أينما ذهب وكيفما تحرك تلاحقه اللعنات والقهر ، حتى محاولات بحثه عن جزء من ماضيه الغالي مع زوجته وابنه كانت بلا فائدة..!
في علاقته مع "أبو الريش" يحسّ ببعض الطمأنينة من كل الغربة التي عشعشت في قلبه ، لكن ذلك لم يكن كافياً ليعرف الاستقرار وينهي عذاباته ووحدته!!
وتأتي ظروف البلد الجديدة، والتغييرات في الحكومة ، لتزيد من هروبه وتخبطه رغم تعلقه بكل الطيبين الذين أحاطوا به في محنته.
"يونس" الذي اشتاق إلى كل شيء.. لم ينقذه أي شيئ!!
قصة مصورة تجسد رحلة استكشافية لأحد أحقاب تاريخنا الجليل، يمتطيها بطل مسلم يصادف فتاة تصغره سناً في
أعقاب الدمار المغولي للعاصمة بغداد عام 1258 ، بتآزر عزيمتيهما تبدأ رحلة الحفاظ على وميض تاريخ المعرفة.
طــول نــــــوى
ملخص الكتاب
تحتاج القلوب للمواساة، علّها تطيب من جرح القريب الذي ملكها، فحينما تتمرد فلذةُ الكبد، وتفتقد الأرواح مكمليها، تموت الكلمات المعبرة وتغيب الذاكرة تبحث عن غير ملجأ لها، يضم الكتاب خواطر تروي مقاطع لقصصٍ غلبها الحزن والألم، تتناول قلوب تهشمت وبحاجة للمواساة والنصح ...... كل خاطرة تصف مقطع من قصص ليست بقصيرة، تحكي فيها حديث الروح للروح، وتروي سعادات وآلام مختلطة، وقلوب محطمة، وخطابات داخلية، تثير في النفس الجدل، وتقتضي إجابات شافية للروح المعذبة ..... تتحدث الشخصيات بلسان الأيام تشتكي مراً حلّ بها، وتلقّن درساً للحياة، فلا سعادة دائمة ولا حب يدوم، ولا الثقة تُعطى للمجهول.
طول النوى أشقى وأنهك أرواح الكثيرين، ذاك البعد الذي عمّر الشوق، وسرق النوم من العيون، هو البعد الذي يمقته الجميع ولا يستسيغه إلاّ قساة القلوب.
من منا لا يعرف يوهان سباستيان باخ لكن هل نعرف أنه بذرة أسرة تعود جذورها إلى مائة وخمسين عاما من المؤكد لا يبحر هذا الكتاب في حكايات أسرة رائعة عاشت في قارة أوروبا في زمن شهدت فيه العديد من التحولات بفعل الحروب والأوبئة حين كانت الموسيقا وسيلة للتغلب على المعاناة والموت في القرن السابع عشر ذلك الفن الذي أتقنته عائلة باخ قبل مولد نابغتها سباستيان باخ