"أراد صادق العظم في هذا الكتاب أن يحلل أسباب الهزيمة وأن يقترح نظرياً ما يرد عليها، قبل أن يدرك، أنها مثل كثير غيرها، هزيمة متوالدة، لا تصدر عن "مؤامرات خارجية" بل عن عجز عربي مقيم، تتوازعه الشعوب والسلطات معاً. وهذه الهزيمة المتوالدة التي ترد على كل هزيمة بهزيمة جديدة، هي التي تجعل من الكتاب، يحتفظ براهنيته، فالهزيمة التي فسر أسبابها لا تزال مستمرة، والأسباب التي نقدها لا تزال حاضرة، والعقلية التي تبرر ما لا يمكن تبريره متنامية متوالدة نشطة. بيد أن أهمية الكتاب الحقيقية لا تتمثل في إضاءة مأساة تاريخية، محددة الزمن، بل في المنهج النقدي الطليق، الذي يفسر الخيبات الإنسانية بأسباب إنسانية، من دون الإحالة على مرجع من ضباب." فيصل درّاج
يزور جيريمي جزيرة موريشيوس، للتحقق من تاريخ عائلته، والبحث عن آخر آثار طائر الدودو المنقرض. تتقاطع رحلته تلك، برحلة معاكسة قام بها دومينيك المتشرد الذي ولد ليثير الضحك، كما يقول عن نفسه. وما بين الرحلتين تتناسل الحكايات وتتعدد، ومع تقدم السرد ينبني عالم ألما التي حولتها الأزمنة الحديثة إلى "مايا لاند": أرض الأوهام
في طفولته، شاهد "تموز" فيلماً عن حياة فتىً صغير، ومن خلاله فوجئ كم تستطيع السينما نقل حيوات البشر وتفاصيلهم: "هناك بعيداً من يعيش مثلي تماماً!"، ومنذ ذلك الوقت صار مغرماً بالأفلام، وتحوّل أبطالها أصدقاءً يعيش معهم. في شبابه سافر إلى دُبَيّ، ليجمع المال ويحقّق حلمه بدراسة السينما، لكنه انغمس في عوالم الجنس والمال وابتعد عن حلمه، إلى أن اندلعت الثورة ثم الحرب في سوريا، فاستيقظ من كابوسه وأدرك أن مئات الأفلام بانتظاره في وطنه ليوقظها من سباتها.
"بين حبال الماء" رواية في عشق السينما، تدمج فيها "روزا ياسين حسن"، بتقنيّة فريدة، الواقع بالأفلام، فنكاد لا نميّز بين الواقع والتخييل، نقابل شخصياتٍ أحببناها، ونقرأ عباراتٍ سمعناها، ونعيد رسم مشاهد أُعجبنا بها...
في زمن لاقيمة فيه للكلام قرر "يونس" أن يصمت.
فما فائدة مايقول وهو ضعيف، غريب ، وخارج من قيود ستة وعشرين عاماً قضاها في عالم الخوف ، والوحدة ، وشبه الموت؟!!
أينما ذهب وكيفما تحرك تلاحقه اللعنات والقهر ، حتى محاولات بحثه عن جزء من ماضيه الغالي مع زوجته وابنه كانت بلا فائدة..!
في علاقته مع "أبو الريش" يحسّ ببعض الطمأنينة من كل الغربة التي عشعشت في قلبه ، لكن ذلك لم يكن كافياً ليعرف الاستقرار وينهي عذاباته ووحدته!!
وتأتي ظروف البلد الجديدة، والتغييرات في الحكومة ، لتزيد من هروبه وتخبطه رغم تعلقه بكل الطيبين الذين أحاطوا به في محنته.
"يونس" الذي اشتاق إلى كل شيء.. لم ينقذه أي شيئ!!
"صوفي بيران" المرأة الفرنسية، المولعة بالسرعة، والكارهة للثبات، حزنها مباغت لكنّه أصيل، ورغباتها مفاجئة ولكنّها نابعة من قلقٍ وجوديّ، وأسئلتها كثيرة لكنها تخفي جروحاً عميقة.
و"حنيفة كمال" الفتاة الكردية العنيدة، التي عاشت طفولة شقيّة في حلب، انتهت بعذابٍ أليم حين اضطرّ الأب للاختيار بين زوجتين، وكان القرار طلاق أمّها وابتعادهما إلى قرية بعيدة.
ثمة "حبلٌ سرّيّ" يربط الاثنتين، لن يتكشّف إلا مع "باولا" التي تقرّر السفر من باريس إلى حلب.
تأخذنا "مها حسن" في روايتها هذه إلى عالم الكُرد في سورية، بكلّ ما فيه من طقوسٍ وعادات وتقاليد، مسلّطة الضوء على معاناتهم في بلدٍ يعيشون فيه، لكنه يقسو عليهم. وتنتقل بين ثقافتين: الغرب والشرق، وهي إذ تفعل ذلك فإنها تطرح سؤال الهوية، ومكوّنها الحقيقي، وسؤال الانتماء ومعناه.
في أواخر شهر أكتوبر، تقوم كاتبة متخصصة بحياة القديسين بإلقاء محاضرة في إحدى قرى السويد الشمالية النائية. وبعد أن تنتهي المحاضرة يتقدم منها رجل مسن ليخبرها أنها ستبات عنده.
تطول إقامتها لديه بسبب عاصفة ثلجية تقطع الطريق، وخلالها تتعرف أكثر على حياة مضيفها هادار الذي يعاني من مرض السرطان والمنافسة الغريبة التي تربطه بأخيه وجاره أولف الذي يعاني من مرض القلب.
عن شقيقين يتشاركان الكثير وتربطها علاقات متشابكة من الغيرة والتنافس والشعور بالذنب وضيفة غريبة تصبح محركاً لهذه العلاقة، يروي "تورجني ليندجرين" بسخرية سوداوية في روايته "حلاوة" الحائزة على جائزة "أوغست" قصة مختلفة عن الأخوة.
أم طموحة وشغوفة بالطب تعاني وتنهار من التحولات التي فرضها تحكم السلطة الشمولية في كل مفاصل حياتها الاجتماعية والسياسية والشخصية، حارماً إياها من شغفها وهويتها وحتى رغبتها في الأمومة. ابنة حالمة متعلقة بالحياة تعيش برعاية جدتها، بسبب ابتعاد أمها عنها في كثير من الأحيان وتعيش صراعاً في مجتمع يحكمه الخوف من أي اختلاف فتغدو فيه كل رغبة في التفرد جريمة يجب القضاء عليها. عبر العلاقة المضطربة والمتقلبة بين الأم وابنتها وحكاية ثلاثة أجيال من النساء اللاتفيات في أثناء السيطرة السوفييتية على بلادهن تروي نورا إكستينا حكاية شفافة عن الأمومة والحب والرغبة في الحياة والأمل
أعني: إذا كان الأمر كذلك، فكم فقدنا من كرامتنا وتضامننا الانساني واحساسنا بانسانيتنا حتى صرنا نتعود الاذلال المحيط بنا، لنا ولغيرها؟! وحتى صرنا نقبل هذا العنف والتعامل غير الانساني الذي نعامل نحن به او يعامل به غيرها على مرأى منا في الحياة او حين نقرأ عنه او نراه على شاشات التلفزيون. (وسنتجاهل اننا نحن نعامل غيرنا احيانا بهذه الطريقة: اولادنا او مرؤوسينا او الذين يقعون بين ايدينا من اعدائنا مثلا، او السجناء الذين بين ايدينا، مفترضا ان بعض من يقومون بهذه المهمات يمكن ان يقرؤوا ما اكتب).
وينعكس تعودنا على هذا الاذلال في اننا صرنا نتعد ان تعذيب السجين امر مفروغ منه. لم نعد نتساءل عن اثر ذلك التعذيب في السجين الضحية، حتى بعد خروجه من السجن، كما اننا لم نعد نتساءل عن اثر التعذيب في منفذه. وهل يستطيع بسهولة ان يعود الى حياته اليومية العادية بعد خروجه من غرفة التعذيب، كما لو انه خرج من المرحاض لكي يستأنف حياته.
وهذه هي اول مرة اجمع بها افكاري حول هذا الموضوع بعد محاولات عديدة ومقالات مبعثرة في اكثر من مكان.
تبرز في عنوان هذا الكتاب خاصية إنتاج المؤلف، كله ف "دراسات" تعني بحثاً وتأملاً ونظرية، بينما تعني كلمة "حب" حدثاً دائماً في الحياة البشرية، وشعوراً تراه الفلسفة العقلية خليطاً مشوشاً وغامضاً لا يمكن أجراء بحث فكري حوله.
لكن الكاتب هنا يفي بالواجب الآمر الذي صاغه: "يجب على النظرية أن تفتح عينها الصافية على الحياة الذاتية من حين إلى آخر، فالمشاهد يخمن وينظر، لكن ما يردي أن يراه هو الحياة كما تتدفق أمامه".
يعزل الكاتب في دراسته هذه ماهية الحب وينقيها، نازعاً عنه الإضافات كلها التي تعتم على حقيقته الواقعية وتعقد سيرورته، إنه الحب المفسر استناداً إلى بحث سيكولوجي وظاهراتي في آن وحتى إلى بحث اجتماعي، لما عد الاختيار في الحب أحد العوامل الأكثر فعالية في التاريخ.
ما من ضرورة إن تكون دارساً للفلسفة أو للميتافيزيقا ولا أن تكون مهتماً بهما كي تقرأ هذا الكتاب. فالفيلسوف الإسباني الشهير، يتوغّل بكل بساطة وعمق في سلسلة من الأفكار وثيقة الصلة مع حياتنا اليومية، ومنها ينطلق لشرح الميتافيزيقا، وحاجتنا أو عدم حاجتنا إليها. "إذ إن الميتافيزيقا ذاتها ليست سوى ما يعمله الإنسان. ما نعمله أنت وأنا في حياتنا
وإن هذه الحياة في النتيجة شيء سابق وهي تأتي قبل كل ما ستكشفه لنا الميتافيزيقا.
في محاضراته هذه، التي كان يلقيها على طلابه في فصل دراسي منتظم، سيجد كل قارئ مدخلاً لفهم العالم وفهم ذاته، وسيجد كل مهتم بالفلسفة اشتباكاً ثرياُ مع اتجاهين رئيسين في تاريخ الفلسفة هما الواقعية والمثالية.
في أحد أيام الربيع يهبط "دون جوان" في حديقة طباخ يدير مطعماً بالقرب من أطلال دير فرنسي، فتنشأ صدقة بين الاثنين، ويروي الرحالة المغامر في أمسيات السمر لصديقه حكاياته مع نساء، كل واحدة منهن ذات جمال لا يوصف.
ثمة شخصيات أدبية تولد ولا تموت. وعبر السنين تشهد هذه الشخصيات ولادات متعدد، فتكتسي في كل مرة شكلاً آخر وبعداً جديداً. ومن هذه الشخصيات "دون جوان" الي يعود إليه "بيتر هاندكه" في روايته هذه، ليثير أسئلة عديدة، ويقدم تأملاته عن الحب، وروحانية العشق، ومرور الزمن، محطماً الصورة الشائعة عن بطله، مقدماً واحدةً جديدة. مدعياً أن كل شخصيات دون جوان السابقة كانت مزيّفة، وأن "دون جوانه" هو الحقيقي والصادق.
انطلاقاً من هذه الأمنية في أن يقرأ كل العرب ما يستطيعون قراءته من التراث القديم إلى الآثار الحديثة، رجعت إلى (رسالة الغفران) لوضعها بين أيدي كبار الدارسين ومُتَوسِّطيهم ومَنْ هُمْ دونَ ذلك. لكن كيف نعود إليها بشغفٍ ولهفةٍ وقدرةٍ على الاستفادة منها بعدما ابتعد عنها القراءُ حتى لم يبقَ لها مكانٌ إلا في أقصى زوايا المكتبات لأنه لا يمكن قراءتها مهما أغرينا الناسَ بقراءتها؟ ألن ينفُروا منها ويفِرُّوا عنها فِرارَهم من همٍّ ثقيلِ حتى لو أعطيتَهم أجراً مُجزِياً على قراءتها؟ وهنا خطرت لي فكرة أرجو أن تلاقي صداها الطيبَ عند الناس وعند طلاب الثقافة وهي القيامُ بــ (إعادة صياغتها).
وكان لا بد من إيراد نص (رسالة ابن القارح) لأن رسالة الغفران كانت رداً عليها. ولا يمكن فهم (الغفران) دون الوقوف عند رسالة (ابن القارح). وقد عاملتها بالطريقة ذاتها من إعادة الصياغة حتى تنسجم الرسالتان مع بعضهما البعض.
أنخيل سانتياغو، الشاب الطموح الحالم، و بيرغارا غراي، اللص الشهير ذو الخبرة الواسعة، يستفيدان من عفو رئاسي عام ويخرجان في اليوم نفسه من السجن.
يسعى سانتياغو إلى الانتقام من ماضيه ومن تجربة السجن القاسية، بسرقة كبيرة يأمل أن تبني له مستقبلاً جديداً، ويساعده في تنفيذها بعد تردد غراي الذي يسعى إلى استعادة حياته السابقة فقط.
تتقاطع مغامرتهما مع فيكتوريا، طالبة المدرسة التي تحلم بأن تكون راقصة باليه رغم كل الظروف التي تعاني منها.
عن الأحلام غير المكتملة يروي سكارميتا في روايته الحائزة على جائزة بلانيتا قصة دافئة مليئة بالمشاعر، عن ثلاثة أشخاص يجمعهم الحب والصداقة والأمل بمستقبل أفضل، في بلد ما يزال يعيش في ظلال الديكتاتورية البائدة
نحن جيل بلا وداع، هكذا يقول الأديب الألماني فولفغانغ بورشرت ملخصاً مأساة جيله الذي سيق إلى الحرب العالمية الثانية من دون ان يودعه أحد، ولعل بورشرت هو أكثر الأصوات قدرة على التعبير عن هذا الجيل، وعن تلك الحرب التي خلفت دماراً مادياً وروحياً هائلاً في ألمانيا. مثلما خلفت خراباً أدبياً أيضاً.
ترك بورشرت مجموعة من القصص القصيرة يصفها زميله هاينرش بُل الحائز على جائزة نوبل للآداب بأنها "تحف فنية مكتملة"، أما الأديب المصري إبراهيم أصلان فيرى في قصصه "تعبيراً رفيعاً عن ضراوة الحروب جميعاً دون كلمة مباشرة واحدة."
في هذا الكتاب نقدم للقارئ مختارات من هذه القصص، وما جذبنا إليها هو التناول الإنساني للموضوعات الكبرى، مثل الحرب والموت، والحب والشعور بالضياع والتعبير الفني عنها
في هذه الرواية "صبوات ياسين" سنرى الشخصية الروائية للمثقف وهي تنقسم إلى شخصيتين، الشخصية التي صنعتها الدولة، وفبركتها، وقدمتها على أ،ها الحقيقية. والشخصية الأصلية التي هربت من هذا المصير الحالك إلى بيت الأهل المتدينين الذين كان قد حاول الهرب منهم، ثم إلى مجتمع اللاقبلان، وهم قبيلة ينشدون السلام ولا حلم لديهم إلا الهرب من القبلان أبناء قابيل القاتل الأبدي.
يهرب ياسين ويهرب، ولكن الدولة أكبر، وسنقرأ في الرواية: "أعاد النظر إلى المرآة.. الوجه ياسيني حقيقي، لا ريب ولا ليس ولا هم فيه. ولكن ماذا عن هذا العدد الكبير من الياسينات في المرايا، ياسين الوجه، ياسين القذال، ياسين اليمين، ياسين اليسار، ياسين القذالي في القدام، وياسين اليميني في اليسار".
صبوات ياسين صورة للمثقف المتشظي بين الحلم بثقافة كونية، وبين مجتمع مقموع