من النادر اليوم ألا نجد في الشروحات والتعليقات على كتاب العهد القديم إشارات متعددة إلى مواقع أثرية، مثل قُمران قرب البحر الميت وأوغاريت على الساحل السوري قرب مدينة اللاذقية. إن موقع قُمران صار اسماً معروفاً إلى حدٍّ ما، أما موقع أوغاريت الذي لا يقل عنه أهميةً، فلم يحظَ بالشهرة التي حظي بها قُمران على الرغم من أن اكتشافه قد ساهم إلى حدٍّ كبير في إعادة ترجمة وتفسير الكثير من كلمات ومقاطع كتاب العهد القديم. وهذا ما دعاني إلى وضع هذا الكتاب الصغير الذي يبحث في حضارة مدينة أوغاريت القديمة وميراثها. لقد كانت أوغاريت واحدةً من مدنٍ كثيرة ملأت عالم الكتاب المقدس، ولكن أهميتها تكمن في تلك الثروة من النصوص الأدبية التي أضافت الكثير إلى معلوماتنا عن عالم الكتاب المقدس، وإلى درجةٍ فاقت ما قدمه أي موقعٍ أثري آخر في شرقي المتوسط، وساعدت على ملء الفجوات بين العالم القديم والعالم الحديث.
كُتب الكثير عن بطولات ومآثر الحروب، وعن مدى الحاجة إليها بوصفها وسيلةً لتحقيق أهداف قد تُعدُّ نبيلة. لكن بقي السؤال الدائم: هل يوجد تبرير للسلام ولسعادتنا وحتى للانسجام الأبدي، إذا ما ذُرفت دمعةٌ صغيرةٌ واحدة لطفلٍ بريءٍ في سبيل ذلك؟
في الحرب العالمية الثانية، قُتل وجُرح وهُجِّر أكثر من مئة مليون شخص في حرب هي الأكثر دموية –حتى الآن – في تاريخنا البشري. وقد كُتب الكثير عن مآسي ونتائج هذه المرحلة القاتمة من تاريخنا. ولكن كيف رآها آخر الشهود الأحياء؛ أطفال هذه الحرب؟
بعد أكثر من ثلاثين عاماً على نهاية تلك الحرب تُعيد سفيتلانا في كتابها آخر الشهود مَن بقي من أبطال تلك المرحلة إلى طفولتهم التي عايشت الحرب، لتروي على لسانهم آخر الكلمات... عن زمان يُختتم بهم...
أشكرُ صداقتك يا قمر .. كنتَ الليلةَ خيرَ صديق .. زهوتُ بك ..! لا أُخفيك ، عندما كنتُ على المنصَّة ، شيءٌ ما بداخلي كانَ يتغيَّر، الجمهورُ يراقبني ويتابعني بِصمته وأنا أتغيَّر ، خطواتي ذابتْ مع أشعَّتِك وظلالك !! وسلحفاةٌ تنافسُ أرنباً لأنها وقعت في حبِّه ، و وجهك يضحك لي ! .. لم لا نحلمُ يا قمري ! لم لا نحلم ؟؟
هل يتطور الإنسان حقاً، نحو مستوى حضاري أسمى؟ أم أننا اليوم متوحشون مثلما كنا في فجر التاريخ.
هذا الكتاب ميثاق للضراوة وسجل للفظائع الوحشية التي اقترفت -حتى باسم الدين والعدالة.
إن الوقائع مرعبة، ولكن ما من وصف، مهما بلغت دقته وحيويته، يستطيع أن يصف الحقيقة التي لم تقل.
هذا الكتاب يهدف أن يصدم فالبشر في حاجة لأن يصدموا من خلال إدراكهم لقدرتهم على الضراوة.
"تقريري إلى غويكو" ليس سيرة ذاتية، فحياتي الشخصية لها بعض القيمة، وبشكل نسبي تماماً، بالنسبة لي وليس بالنسبة لأي شخص آخر، والقيمة الوحيدة التي أعرفها فيها كانت في الجهود من أجل الصعود من درجة إلى أخرى للوصول إلى أعلى نقطة يمكن أن توصلها غليها قوتها وعنادها، القمة التي سميتها تسمية اعتباطية بـ"الإطلالة الكريتية".
ولذلك فإنك، أيها القارئ، ستجد في هذه الصفحات الأثر الأحمر الذي خلفتع قطرات من دمي، الأثر الذي يشير إلى رحلتي بين الناس والعواطف والأفكار. كل إنسان، يستحق أن يدعي بابن الإنسان، عليه أن يحمل صليبه ويصعد جلجلته. كثيرون، والحقيقة معظمهم، يصلون إلى الدرجة الأولى أو الثانية. ثم ينهارون لاهثين في منتصف الرحلة، ولا يصلون إلى ذروة الجلجلة، بمعنى آخر ذروة واجبهم. أن يصلبوا، وأن يبعثوا، وأن يخلصوا أرواحهم. تضعف قلوبهم لخوفهم من الصلب، وهم لا يدرون أن الصليب هو الطريق الوحيد للبعث، ولا طريق غيره.
كان الأساس من ھذه الدراسة أن تكون مقدمة لكتاب تلفیق
تاریخ اسرئیل التوراتیة الذي قام المؤلف بترجمتھ.
لكن لتشعب الموضوع تم توسیع ھذه المقدمة لتكون دراسة
منفصلة تتحدث عن التأثیر الإسرائیلي في صیاغة التاریخ،
وخاصة تاریخ منطقة
عشرون عاما مرت على نهاية الحرب العالمية الثانية. يعود رجل أجنبي إلى مدينة درسدن الألمانية في زيارة لصديق. ولكن بدلاً من صديقه يلتقي بفتاة عشرينية تعمل في فندق جديد، ليدور حديث ليلي طويل، بين رجل قضى في تلك المدينة آخر عامين من الحرب، ونجا من القصف المدمر ومن معسكرات الاعتقال النازية، مستحضراً كل الآلام والمآسي التي عاشها، وبين فتاة من جيل ما بعد الحرب الذي لم يعرف ويلاتها ولم يختبرها، لكنه يحاول التعايش مع إرث مثقل بجرائم وفظائع الآباء.
"لا يمكنني مساعدتكِ يا حبيبتي الصغيرة. إنها معركتكِ وعليكِ خوضها بمفردك. لن يساعدكِ أحد ولا حتى أنا".
امتدت فترة كتابة هذه القصص لسنوات طويلة امتدت من عام 1987 بقصة "الرائحة"، إلى عام 2013 بقصة "الله يطول بعمره". وكتبت جميعها تحت وطأة استبداد ثقيل جعل تفكيرنا شبه مشلول وجعلنا جلادين ومراقبين مجانيين على أنفسنا، ومن "الطبيعي" أن يتم الاعتذار عن نشر معظمها كما حصل مع قصة "الرائحة" التي اعتذرت عن نشرها او تجاهلتها كل الصحف التي أُرسِلت اليها في ذلك الوقت، وكذلك حصل مع عدة قصص اخرى.
جميع القصص يجمعها همٌّ واحدٌ وأجواء متشابهة تجري أحداثها في الجو الامبراطوري بما لمفردة الامبراطور من دلالات لا يحتاج القارئ إلى جهد أو مساعدة من أحد في فك رموزها، وتتحدث عن همٍّ عام يشعر الجميع بوطأته بدون استثناء، البعض كان يجهر به في الأوقات التي كتبت فيها القصص والبعض كان يكتمه، ولكن رغم اضطرار الغالبية للصمت ودفع من فتح فمه ثمناً باهظاً لعدم الصمت إلا أنه كان بالنسبة للجميع هماً ثقيلاً لا يمكن للإنسان أن يألفه، أو على أقل تقدير أن يتمنى بينه وبين أن زواله.
هذه القصص كانت ضمن أشكال التعبير عن ذلك الوجع العام، بعضها قُدِرَ لها الخروج إلى الشاشة -في بعض فترات الإنفراج القليلة- لتصل إلى الجمهور ولو بصياغات مختلفة عن قصص الكتاب، وبعضها ظل حبيساً حتى سمحت له الظروف بالظهور على صفحات هذا الكتاب الذي بين أيديكم.
هذه المجموعة تقدم مشاهدات من حروب مختلفة كان جيل الكاتب إما شاهداً عليها وضحية لها، أو خاض غمارها. وتمتد من هزيمة حزيران التي تم تجميلها بتسميتها "النكسة"، مروراً بكل الحروب الأخرى التي لم تنتهِ بالحرب الأخيرة الدائرة رحاها الآن. تقدم القصص المطروحة في هذه المجموعة حالات إنسانية مختلفة يمر بها إنسان الحرب، والتي أصبحت سورية أشبه ما تكون بمختبر عملي لها لكثرة ما عانى أهلها من ويلات الحرب، فيها معاناة طفل الحرب الذي اقتلع من بيته وملعب طفولته ليبدأ رحيلاً لن ينتهي أغلب الظن بعودة ما، طفل الحرب الذي ألفها وتعايش معها لاحقاً ليصبح ضحية من نوع آخر؛ حين تتحول الشظايا التي خصصت للقتل إلى ثروة نقدية ابتكرها عقله البريء، ومن ثم يصبح عنصراً في هذه الحرب ليكون في هذه المرة ضحية على شكل مقاتل، فرضت عليه الظروف أن يوضع بين خياري (إما القاتل أو المقتول). لن تكفي قصص العالم كلها للتعبير عن الأهوال والمعاناة التي يعيشها الإنسان في الحروب، وهذه القصص هي نموذج بسيط منها على شكل عينات من مراحل مختلفة، ومع الأسف يبدو أن هذا الدفتر سيبقى مفتوحاً إلى أجل غير مسمى، وستنضم إلى صفحاته قصص أكثر مأساوية، لأن التجربة أثبتت أن المأساة على أرضنا تأخذ أشكالاً متصاعدة وتولد وجعاً يكبر أكثر في كل يوم. ويبدو من خلال المشهد الذي تجري أحداثه أننا سنجرب كل أشكال الوجع.
تم إصدار الدليل بالتعاون مع مؤسسة اتجاهات- ثقافة مستقلة.
يحوي الدليل مجموعة من المناهج التي تساعد الباحث الراغب في استكشاف المناهج الملائمة لعمله كما تساعده على التعرف إليها، وتزود الباحثين الشباب من ذوي الخلفيات الأكاديمية المتعددة بالمعارف الضرورية للبحث الثقافي ومهاراته وآلياته.
تم إصدار الكتاب بالتعاون مع مؤسسة اتجاهات- ثقافة مستقلة.
يتضمن الكتاب الذي قدّم له الباحث السوري في العلوم السياسية سلام الكواكبي رئيس مجلس أمناء مؤسسة “اتجاهات. ثقافة مستقلة”، على 253 صفحة، ويحوي ثلاثة أبحاث، يتناول أولها: “الآليات الثقافية والإنتاج الثقافي في فترة الأزمة. سوريا والعراق ولبنان”، من إعداد الباحثة الأكاديمية د. ماري إلياس. فيما يتناول البحث الثاني: “دور الثقافة والفنون في تحقيق المصالحة والسلم الأهلي في الدول التي شهدت نزاعات عنيفة”، أنجزته الباحثة راما نجمة. بينما تطرق البحث الثالث، الذي أنجز من قبل “المركز السوري لبحوث السياسات”، إلى “تطوير البنى الثقافية في سوريا”