فتاة تدخل ديراَ للراهبات مع صندوق وفستان زفاف، وامرأة تتّبع متشردة ترتدي ثوباً أخضر في شوارع المدينة، وثالثة تتغير حياتها، بعد زيارة مدفن عائلة زوجها، ولا تنفك تبحث لنفسها، عن "مكان" ورابعة تائهة في عالمٍ أواجه رمادية وبنية وبنفسجية، تطفو فوقها خشبة نجاتها، وخامسة تزور مع زوجها "اسطنبول" وتقيم في الفندق ذاته، حيث أقامت آغاثا كريستي ذات يوم، فتتقاطع حياة الاثنتين بطريقة غامضة.
هؤلاء النسوة الخمس، هن بطلات كريستينا فرناندث كوباس التي تروي فيخيّم علينا سحر خاص، يغوينا، يثير غضبنا، يملؤنا بصور ومشاعر وأوصاف وأخيلة، لا نملك أمامها إلى الذهول، بقدرة كاتبتها، على خلق أجواء حًلمية بأسلوب أدبي متفرد.
منذ أن عثر على عظامٍ محروقة في تلّ المكراب، والحظّ العاثر يرافق "مهدي"، إذ تتوالى عليه المصائب، كما يظنّ، لكنّ رئيس فريق التنقيب المصري له رأي آخر، ولهذا يستعين به في البحث عن الآثار، وسريعاً ما يصدُق حدسه، ويعثرون على الكنز الذي تتحدث عنه حكايات الشيوخ القديمة. لكنّ الحظّ العاثر يتدخل من جديد ويودي بصاحبه إلى السجن، فهل سينجو؟ وما علاقة النبوءة القديمة به؟ ومن هي "خليلة" التي سيلقاها فيغيّر كلٌّ منهما مصير الآخر؟
بسردٍ مشوّق ينتقل "بسام شمس الدين" من حدثٍ إلى آخر، ليقصَّ علينا حكاية "مهدي نصاري" الأجير الفقير، ملقياً الضوء على دخول الجيش المصري إلى اليمن، ومساندته للثورة التي يقودها الجمهوريون ضد الملكيين هناك.
هم أنفسهم
الذين رمت عليهم الطائرة هداياها المميتة، كانوا يلوحون لها حين كانوا صِغَاراً.
يصلّونَ للمطرِ
ويموتونَ من العطش.
* * *
كُنتُم فزاعاتٍ إضافية للطيور
تحرسونَ القمحَ
وتُخيفُون الطير التي تلتمسُ الجلوسَ
لا سرقة الكروم!
تحرسون القمح
يا إخوتي
لكنكم تنامون جائعين...
يستلهم نص قدور فكرة الاعتراف من نص "الموت والعذراء" للكاتب التشيلي آرييل دورفمان، دون ذلك ينطلق النص ليبني حكايته السورية الخالصة التي تدور حول علاقة قديمة تعود للحياة بين ضابط طردته المنظومة الحاكمة أيام السلم وأعادته في الحرب، "جلال" الذي كان معذبًا في أحد المعتقلات الأمنية السورية، وبين معتقل سابق، عُذب تحت يدي الأول. يلتقي الاثنان حينما تتشابك أقدارهما عن طريق ابن أخت جلال، المخرج المسرحي المهموم بإخراج مسرحية "الموت والعذراء" التي يلعب دور المعذب فيها "أكرم"، بينما تلعب شخصية الفتاة المعذبة "هيا، سهى نادر" حبيبة عمر. وفي فلك هذه العلاقات يتيه "رضوان، حمزة حمادة" حارس الضابط دون أن يعلم ما سيواجهه من أهوال بعد خروجه من خدمة الضابط للمشاركة في مذبحة القرن الواحد والعشرين
تحلّ المصائب على الشام شريف، فتكثر ولادة الأطفال العجبة، ويعمّ القحط والفقر، وما محاولة إبراهيم باشا ومن انضمّ إليه من رسُل الثورة الفرنسية إسقاطَ دولة السلطان العثماني، إلا إشارة لقرب قدوم الشيطان، كما يرى المتشدّدون دينياً، محاولين الحفاظ على الشام شريف، محاربين إنشاء الجرائد والكوميضا التي تحضّ على الفاحشة.
يحدث كل هذا في الخارج، بينما تتسلل «أروى» إلى بيت «برناردو» وتعابثه برسمٍ غريب لكائنٍ مكتمل، حامل للذكورة والأنوثة معاً.
في حبكةٍ شيّقة تدمج الخيال مع التاريخ والأسطورة والحكاية الشعبية، يحاول «خيري الذهبي» قراءة تأثيرات الحملة الفرنسية في سورية، ورصد عودة المسرح إلى الشام، مناقشاً الكثير من القضايا الإشكالية: الخرافة، الذكورة والأنوثة، وقتل الدمشقيين للشاذّ فيهم
مع توزع الفنانين والممارسين الثقافيين السوريين في أرجاء العالم، يبدو أن العلاقة مع مدنهم السورية التي غادروها أو قرروا البقاء فيها، ظلت جوهرية وأساسية، ولكنها انتقلت إلى مستويات أخرى من الألم والأمل، والتي تنوس بين مطرقة الشوق والحنين والفقد، وسندان الغضب واليتم وقطع الجذور.
استوطن السوريون خلال السنوات السبعة الماضية مدنًا جديدة. بدؤوا خلال ذلك رحلة بحثٍ عن مدنهم القديمة، استقروا في بيوت جديدة، عاشوا وأقاموا فيها لفتراتٍ قصيرة، ساروا على أرصفة جديدة، أو أعادوا اكتشاف الأرصفة القديمة، ثم أعادوا تعريفها واكتشافها في مدن ومقرات جديدة، حاولوا ابتكار دمشق، درعا، حمص، اللاذقية، طرطوس، مصياف، ودير الزور خاصتهم في مدن جديدة، وحاولوا رسم خرائط جديدة لهم فيها، وأعادوا ابتكار المدينة بين القاهرة، بيروت، إسطنبول، برلين، باريس، ومدن أخرى.
كان يعملُ في شركةٍ للمبيعات ليعيلَ أُسرته المؤلّفة من أبٍ وأمٍّ وأخت، يعمل ليسُدَّ ديون أبيه الّتي أحنت ظهره. فهو "الابن الطَّيب" طالما يقومُ بواجبه على أكملِ وجه، وأيُّ تبدّلٍ في هذا يصحبه غضبٌ ونبذٌ وإهمال. وفي مكان عمله الّذي وجد نفسهُ مُرغمَاً على التَّعايش معه، تظهرُ بشكلٍ واضحٍ حالة التَّسلّط والتَّحكّم من قبل رئيس الموظّفينَ من جهة، ليقابلها من جهةٍ أخرى حالةُ الخنوع والرُّضوخ منه.
في الواقع هو يحملُ رغبةً لاواعيةً بأن يطرد من عمله لكنّهُ يخافُ على أُسرته.. ومن هنا تنشأ حالةُ انفصام الشَّخصيّة، إذ أنَّ نموذَجيْ الأبِ القاسي ورئيس العمل يمثّلان المبدأ السُّلطويَّ المُتحكّم، وهذا ما يُثيرُ في نفسِه الخُضوعَ وروحَ التَّمرُد معاً.
حاول أن يتَّبع القوانين، أن يكون ولداً مهذّباً، أن يكون عقلانيّاً كما وصفه مديره في العمل.. وبين كُلِّ هذه المحاولاتِ الصَّادقة نجدهُ وقد فقد نفسهُ تماماً، وبدأ يعيشُ أزمةً وجوديّةً مثيرةً للعجب!
فهاهو يستيقظُ من كوابيسه في أحدِ الأيّام ليجدَ نفسه قد تحوّلَ إلى "حشَرةٍ" مقزّزَة!!
ظنّ للوهلةِ الأولى أنَّه ما زال يحلُم، وداخل فوضى الأحداثِ ولا معقوليّتها كان بحاجةٍ لدليلٍ قاطع يُؤَكد له صحّة الحدث، وهذا ما حصل عليه عندما وجد أسرتهُ مصعوقةً ومُرتعبةً من هَول الحادثة، عندها أدرك واقعيّة الحدث فهتف قائلاً: "لا، إنَّه ليس حلماً"..
تحويل المحن إلى نجاحاتٍ يحتاج إلى شجاعةٍ عظيمةٍ.
تلك هي الرّسالة الحقيقيّة لرجل الأعمال الباكستاني الشهير صدر الدّين هشواني، الذي اختار دبي مكاناً لإدارة أعماله، وهذه واحدة من خلاصات الحكمة التي سعينا ليتدارسها القارئ العربيّ من خلال ترجمة السّيرة الذّاتيّة لرائد الأعمال الكبير، حيث يروي فلسفته، ورحلته في عالم الأعمال، والتي يتيح للقارئ خلالها، الاطّلاع على خزانة أسرار النّجاح، وأسس المسير عبر الدّروب الوعرة للوصول إلى أعلى مراحل التّفوّق التّجاريّ والإنسانيّ.
قليلون هم الكتاب الذين ارخوا بهذا الوضوح النزيه وبهذه الامانة الجسور لتطور الروح عبر مراحل الحياة. بيتر كامينتسيند (1904) ودميان (1919) وسدهارتا (1922) وذئب السهوب(1927) ونرسيس وغولدموند (1930) والرحلة الى الشرق(1932) وهي صيغ مختلفة لسيرة ذاتية روحية، ومصورات مختلفة لطريق جواني. فكل خطوة جديدة تنقح صورة الخطوات السابقة كلها، وكل تجربة تفتح عوالم جديدة من الاستكشاف في جهد مستمر للتواصل مع الرؤيا.
هرمان هيسه الحائز على جائزة نوبل للآداب في العام 1962 كان على صلة وثيقة بعالم الهند. وتأثر بالفلسفات الشرقية. وحين سئل مرة عن اهم المؤثرات في حياته قال انها "روح بيت ابوي المسيحية واللاوطنية ابدا" و"قراءة الروائع الصينية" و "شخصية المؤرخ جاكوب بركهاردت".
مسّاح أراض أرسله شخص مجهول لغرض ما غير معروف إلى القلعة. القلعة نفسها مكان مجهول. ولا يبدو واضحاً ما الذي يُفترض أن ينجزه هناك.
تسير الرواية في تتبع محاولاته المتكرّرة كي ينجز عمله. ومع ذلك لا يستطيع أن يتحرّك أبعد من محيط القلعة الشبحي.
لا يُسمح له أبدا بدخول القلعة. كما انه لا يستطيع العودة إلى بيته. ويُترك لوحده وهو يواجه ثنائيات اليقين والشك، الأمل والخوف، في كفاحه الذي لا ينتهي وهو ينتقل من متاهة لأخرى
يكتب خليفة الخضر، الحائز على جائزة سمير قصير لحرية الصحافة 2017، بعضاً من مشاهد الخوف في تفاصيل تجربته في سجون داعش في مدينة الباب، وهروبه من السجن، ثم عودته إليه بإرادته لاحقاً بعد طرد داعش من المدينة.
خليفة لا يحدثنا عن داعش من الخارج، هو أقام في بطن الغول، وخرج ليروي بعضاً مما شاهده وسمعه وعايشه...
تتناول الرواية في مضمونها قصة شخص تبدأ باستيقاظه في يوم ليجد بالباب رجلين يخبرانه بأنه مطلوب للمحاكمة، ولكنهما لم يوضحا أية قضية يتهماه فيها. وفي أية جريمة يجري استجوابه، ومع تطور الأحداث وتغيرها يفشل في معرفة جريمته يبدأ في الدفاع عن نفسه بشتى الطرق هو ومحاميه؛ لكن ما يواجهانه من صعوبات يتمثل في عدم معرفة ما هي جريمته