يشتعل فتيل الحرب بين آل مونسالبيه وآل بارّاغان، حربٌ ضروس لا يحكمها إلّا قانون واحد: الدمّ بالدمّ. وفيما تسعى العائلتان إلى مراكمة الثروة من خلال الأنشطة غير المشروعة، يسطّر الحب بحضوره مآثر ويبدِّل مسارات، ويخلق تلالاً من الكلمات التي يتناقلها الناس عن أفراد العائلتَيْن حتى لم يعودوا ما هم عليه، بل ما يحكيه الناس ويتخيّلونه. وهكذا تبدأ الأسطورة التي صارَت حقيقةً من فرط ما تناقلَتها الألسن، أو لعلّها قصة حقيقية غدَت أسطورةً من فرط ما رُوِيَت.
بسردٍ متشابك مفعم بالتفاصيل الحسّية، ينهل من ينابيع الواقعية السحرية، تكتب «لاورا ريستريبو» روايةً وحشية وعذبة في آن، قصةً ملحمية عن الرغبة والخيانة، أسطورةً عن الحياة والموت الجاثم في الصحراء: «كالفهد في الشمس».
ما إن يصل «بافِل»، على رأس بعثة جيولوجية إلى «تلّ الشيطان»، حتى يحذّره الراعي العجوز القاطن هناك من أنّ عليه مغادرة التلّ خلال شهر، قبل أن ينتهي به الأمر منتحراً على فرع شجرة البلّوط، ويكون مصير بعثته مثل مصير البعثات الثماني السابقة، إلا أن الشابّ المتحمّس يصرّ على إنجاح المهمّة، على الرغم من أن أفراد بعثته يهربون من التل واحداً وراء الآخر.
شيئاً فشيئاً، يتقارب الاثنان: الشابّ الذي درس في العاصمة البولندية وارسو، والعجوز الذي يعرف خبايا التلّ وأسراره، وتصبح أمسياتهما سمراً لا ينتهي، يحكي فيها «بافِل» للراعي عن غراميّاته، فيما يستمع الأخير باندهاش، ويشتعل قلبه حبّاً بالراهبة ماريا، آخر عشيقات الشاب.
في «نساء وارسو» يكتب «غيورغي ماركوف» عن عالمين مختلفين حدّ التناقض، تاركاً لشجرة البلوط أن ترسم مسار النهاية...
في هذا الكتاب صورٌ من عالم الطفولة في انفتاحه على عالم البالغين، لقطاتٌ من حياة أطفالٍ يتلقّون دروسهم الأولى في مدرسة الحياة والبقاء على قيدها، ويُطلّون للمرة الأولى من كوّة واقعهم وأعمارهم على عالم الكبار وآفاق المستقبل الذي ترسمه مرحلة تاريخيّة واجتماعية مهمّة هي الحرب الأهلية الإسبانية: جدّ ولهو وشرب وغناء وأجواء حرب ودويّ قنابل. انتظار أبٍ لن يعود، وهجر منازل، ونزوح عن ديار، واجتياز خطوط. حياة ملاجئ وحياة مناجم وأحلامُ شبابٍ وغرامٌ مراهق
يدرس المجمع البابوي في القرن التاسع عشر تطويب "كريستوف كولومبس" قديساً، فباكتشافه للعالم الجديد ضاعف مساحة الأراضي التي يمكن أن تصل إليها المسيحية، لكن القاعة الكبيرة التي تناقش الأمر تحفل بالمؤيّدين والمعارضين لهذا التطويب، وبالشخصيات الواقعية والأطياف اللامرئية، فماذا سيكون القرار النهائي؟
ينطلق الكاتب في هذه الرواية من حدثٍ حقيقيّ، ويأخذنا قروناً إلى الوراء لنقرأ ما كتبه "كولومبس" نفسه عن رحلاته، فيقدّم لنا الكاتب صورة جديدة، مُزيلاً الهالة الأسطورية التي أضفاها التاريخ على هذه الشخصية.
في هذه الرواية التي هي آخر الروايات التي كتبها "كاربانتييه" يعزف الوتر واليد والظل، لتؤكّد جميعها مجدّداً قدرة هذا الكاتب على دمج التاريخ بالفنّ، والواقع بالمتخيّل، بأسلوبٍ متفرّد.
في رواية المفقود يصف كافكا بدقةٍ وفي إسهابٍ عالم العمل في العصر الحديث، هذا العالم الذي يطحن كل شيء ويحوّله إلى غبار، ولا يُسمح فيه بفترات استراحة، لا يُسمح فيه سوى بتعاقب أيدي العمل. هذه الرواية من أكثر الروايات العالمية التي تكشف المجتمع الصناعي الحديث بسداد بصيرة وبُعد نظرٍ وتنبؤ.
فيلهلم إمريش
"هذه هي الحرية .. إنها أمر شتائي لا يُحتمل طويلًا. ويجب على الإنسان فيه أن يتحرك باستمرار، مثلما نفعل نحن الآن. في الحرية على المرء أن يرقص، فهي باردة وجميلة. ولكن إياك أن تقع في غرامها، لأن هذا سيحزنك جدًا لاحقًا، فالمرء لا يتواجد في مناطق الحرية إلا طوال لحظات، لا أكثر. ونحن قد تجاوزنا الحد الآن. انظر إلى المسرب الرائع الذي نتزلج عليه، كيف يذوب ببطء. الآن بوسعك رؤية الحرية وهي تموت، عندما تفتح عينيك. في مستقبل أيامك سيكون هذا المشهد الذي يقبض القلب من نصيبك مرات كثيرة."
*****
يتعامل فالزر مع اللغة في هذه الرواية باحترام كبير مثلما يتعامل المرء مع صديق مبجل ومقرَّب في الوقت نفسه. هِرْمَن هِسِّه
تنطوي "ياكوب فون غونتن" على نوع من المحاكاة الساخرة للرواية التربوية التقليدية.
كريستوفر ميدلتون
بعد هرب "ماكندال" ومطاردته، يستفيد من القدرات العجيبة التي زُوّد بها، فيتخذ مظهر حيوانات مختلفة، منتفعاً بموهبته في الانتقال فوراً من مكانٍ إلى آخر، وبسبب إيمان معاصريه به فإنه يشجّع بهذا السحر على أكثر الانتفاضات درامية وغرابة في التاريخ.
بقي من "ماكندال" ميثولوجيا كاملة تصاحبها أناشيد سحرية يحفظها الشعب كله، وما تزال تنشد في احتفالات ديانة "الفودو". وفي هذه الرواية يستلهم "آلخو كاربانتييه" من هذه الميثولوجيا سلسلة من الوقائع فائقة الغرابة حدثت في هاييتي، في عصر محدّد لا يبلغ مدى حياة بشرية قصيرة، فيقدّمها من خلال شخصية "تي نويل"، الذي يدرك أخيراً كيف يمكن للإنسان أن يجد عظَمته ومداه الأقصى في مملكة هذا العالم.
يتلقّى المدرّس المتقاعد "بيوس فيرنانديز" من أحد طلّابه، مفكّرةً قديمة وُجدت في الغرفة الخلفية لمتجرٍ في شرق إفريقيا، ويتبيّن أنها مذكّرات ضابط بريطاني عاش قبل سبعة عقود في البلدة الصغيرة "كيكونو". تأسر المذكّرات المعلّم فيحاول إعادة خلق العالم الموجود فيها، وبثّ الحياة في الأرواح المحبوسة هناك، مكتشفاً سرّاً قاتماً متوقّداً، سرّ رجلٍ بسيط يدعى "بيبا" صارت حياته، بعد زواجه من "مريامو"، مرتبطةً ارتباطاً مؤلماً بحياة الضابط الإنكليزي. وفي أثناء تتبّع "فيرنانديز" درب المفكّرة، يصبح آخر الأمر هو نفسه واحداً من حكايات كتاب الأسرار.
في هذه الرواية التي حازت جائزة "غيلر" في دورتها الأولى، عام 1994، يكتب " ڤاسانجي" عملاً مؤثّراً غنيّاً بالأسئلة، عن عالمٍ شديد الغنى والتعقيد، نابضٍ بصورٍ ملوّنة، على خلفية تغيّراتٍ تاريخيّة كبيرة.
متأثّرَيْن في حُلم المدينة الفاضلة، وأفكار الفيلسوف الفرنسيّ كابيه في كتابه "الرحلة إلى إيكاريا"، ينطلق الصديقان بلوتز وفاغنر في رحلةٍ إلى العالم الجديد، للمشاركة في بناء المجتمع المثاليّ هناك، إلّا أنّهما يفترقان عند العودة بالتزامن مع التغيّرات الهائلة التي تشهدها أوروبا في بدايات القرن العشرين، وفيما ينغمس بلوتز في تحقيق الأحلام النازيّة الراغبة في بناء المجتمع المثاليّ؛ ليصبح أحد أعلام نظريّات تحسين النسْل والتطهير العِرْقيّ، ينعزل فاغنر عن الحياة؛ إذْ يعمل سرّاً في مكتبةٍ تُخفي الكتب الممنوعة.
على الرغم من القطيعة بينهما، فإنّ مصائرهما تعاود الالتقاء بعد سقوط الرايخ الثالث؛ بسبب مهمّةٍ يُرسل إلها هانزن الضابط الأمريكي؛ لاكتشاف خفايا حياة "بلوتز"، وذلك باستجواب ذلك الصديق الذي رافقه في فتراتٍ طويلةٍ من حياته.
عبْر الأسرار التي تكشفها الحوارات المطوّلة بين مُحبّي الكتب، ومذكّرات ضابطٍ منتصرٍ في بلده الأمّ المنهزم، يرصد أوفا تيم -في روايته إيكاريا- المدى الذي قد ينحدر إليه البشر في سعيهم إلى بناء المجتمع المثالي.
في طفولتها، عاشت مهرنوش وإخوتها حياةً مرفّهةً وهانئةً، واكتملت سعادة أُسْرتها برحيل الشاه الذي ناضل والداها ضدّه، إلّا أنّ التحوّلات السياسيّة الّلاحقة، وتجنيد الأطفال في الحرب الإيرانيّة-العراقيّة دفَعا والديها إلى الهرب من إيران؛ لحماية أطفالهما.
في عام 1986 حدثت كارثة التسرّب الإشعاعيّ في محطّة الطاقة النوويّة في تشيرنوبل، وتسبّبت في تحويل مدينة باريبات المجاورة إلى مدينة أشباحٍ هجرها أهلُها، لكنّ هذا الحدث الذي أشعل قلقاً دوليّاً، وتضامناً شعبيّاً حَوْل العالم، لمْ يكن سوى خبرٍ عابرٍ على التلفاز
في طفولتها، عاشت مهرنوش وإخوتها حياةً مرفّهةً وهانئةً، واكتملت سعادة أُسْرتها برحيل الشاه الذي ناضل والداها ضدّه، إلّا أنّ التحوّلات السياسيّة الّلاحقة، وتجنيد الأطفال في الحرب الإيرانيّة-العراقيّة دفَعا والديها إلى الهرب من إيران؛ لحماية أطفالهما.
في عام 1986 حدثت كارثة التسرّب الإشعاعيّ في محطّة الطاقة النوويّة في تشيرنوبل، وتسبّبت في تحويل مدينة باريبات المجاورة إلى مدينة أشباحٍ هجرها أهلُها، لكنّ هذا الحدث الذي أشعل قلقاً دوليّاً، وتضامناً شعبيّاً حَوْل العالم، لمْ يكن سوى خبرٍ عابرٍ على التلفاز بالنسبة إلى مهرنوش الطفلة، التي كانت قد حصلت وأُسرتها في الحال على بيتهم الجديد بعد رحلة الّلجوء المريرة.
بعد قرابة ثلاثين عاماً، تحكي مهرنوش قصّتها، مقاربةً بين أهمّ حدثَيْن في طفولتها: القلق العام من الكارثة النوويّة التي تسبّبت في خسارة الآلاف لوطنهم، والرحلة الملحميّة التي خاضتها أُسْرتها: الهروب من أصفهان، وفترات اليأس في تركيا، والضياع في ألمانيا الشرقيّة، إلى حين وصولهم إلى وطنهم الجديد في ألمانيا الغربيّة؛ حيث فُتحتْ لها نافذةٌ جديدةٌ على الحياة، كأنّه قد دخل منها ملايين الفراشات الملوّنة.
بالنسبة إلى مهرنوش الطفلة، التي كانت قد حصلت وأُسرتها في الحال على بيتهم الجديد بعد رحلة الّلجوء المريرة.
بعد قرابة ثلاثين عاماً، تحكي مهرنوش قصّتها، مقاربةً بين أهمّ حدثَيْن في طفولتها: القلق العام من الكارثة النوويّة التي تسبّبت في خسارة الآلاف لوطنهم، والرحلة الملحميّة التي خاضتها أُسْرتها: الهروب من أصفهان، وفترات اليأس في تركيا، والضياع في ألمانيا الشرقيّة، إلى حين وصولهم إلى وطنهم الجديد في ألمانيا الغربيّة؛ حيث فُتحتْ لها نافذةٌ جديدةٌ على الحياة، كأنّه قد دخل منها ملايين الفراشات الملوّنة
يعمل الأخَوان: حلمي، وضياء في ورشةٍ لتصليح السيّارات، في حين تعمل والدتهما راقصةً في ملهى ليلي.
في كلّ يوم، عند خروجها اليوميّ إلى عملها، يتنكّر أحد الأخَوَيْن بثيابها ليقلّدها، ويمارس على الآخر التسلّط ذاته الذي تعاملهما به.
في نصٍّ مسرحيٍّ ينطلق من مسرحيّة "الخادمات" للكاتب الفرنسيّ جان جينيه، ويدور في أحياء دمشق الفقيرة ما بعد الحرب، يطرح زين صالح التساؤلات التي يعانيها جيلٌ كاملٌ عن السُّلطة، والعائلة، والّلجوء، والجنْدر.
بعضهم يسمّيها (خدمة العلم)، وبعضهم يُطلق عليها تسمية (الخدمة الإلزاميّة)، ولكنّ أصدق تسميةٍ لها هي تلك التسمية التي يُطلقها عليها العامّة: (الإجباري)، الإجباري الذي مهما غلّفوه بالـ(سولوفان) الوطنيّ سيبقى من أثقل التجارب التي يمرّ بها الإنسان، سيعيش طويلاً، ويموت، ولنْ يختفي أبداً الإحساس الثقيل بأنّ على كتفه بندقيّة.