في رواية المفقود يصف كافكا بدقةٍ وفي إسهابٍ عالم العمل في العصر الحديث، هذا العالم الذي يطحن كل شيء ويحوّله إلى غبار، ولا يُسمح فيه بفترات استراحة، لا يُسمح فيه سوى بتعاقب أيدي العمل. هذه الرواية من أكثر الروايات العالمية التي تكشف المجتمع الصناعي الحديث بسداد بصيرة وبُعد نظرٍ وتنبؤ.
فيلهلم إمريش
في شقة الحرية يطوف الرمز... تخرج الشخصيات من أسمائها... وشقة الحرية من مكانها... والأحداث من زوايا أزمتها وتضحي شقة الحرية مكاناً لبقعة ما... والشخصيات كائنات لا على التعيين، يمكنها أن تأخذ أي مسمى، والأحداث يمكن أن تكون في أي زمن، والشقة هي أي بلد... ورغم كل ذلك فقد أرادها القصيبي شقة الحرية التي تحمل مضمونها في عنوانها... إنها الحرية التي جرت في مناخاتها الأحداث... حرية هؤلاء الظامئين إليها... إلى أي مدى نجح القصيبي في تحريرهم لاكتشاف مدى فهمهم لهذه الحرية من خلال استغلالهم لها؟!! واستغلالها لهم؟!! وشقة الحرية... مساحة فكرية تنقل فيها القصيبي من الغزل والسياسة إلى ذاك المناخ الثقافي والفني الغني. حيث يعيش مع بطل الرواية الذي يحاول كتابة القصة والانتماء إلى أهل الأدب، مشاهداته امتدت من صالون العقاد إلى جلسة نجيب محفوظ، مروراً بأنيس منصور... أفق رحب لأفكار غزيرة... وخيال جوال في التاريخ، في السياسة، في العلاقات الإنسانية، الروحية والجسدية وفي كل شيء... وروائي شاعر يغزل أحداثاً بحس الشاعر وبلغة الروائي الماهر لإبراز شيء ما، ولنقد واقع ما... إنه القصيبي كما هو
إنك تملك سلطة أن تجعل كل لحظات حياتك من محاولات أخطا زلات أوهام أهوا حبك وأملك أن تجعلها تنسجم تماما مع الهدف الذى رسمته لحياتك هذا الهدف هو أن تصير أنت نفسك سلسلة ضرورية تضم حلقات الحضارة وأن تخلص من هذه الحتمية إلى حتمية تقدم الحضارة العالمية حين يكون بصرك حادا جدا كى يغوص فى أعماق بئر كينونتك ومعرفتك الغامض فمن المحتمل أن تبدو لك على صفحة مائه اللامع المعجزات البعيدة
تدور أحداث القصة حول الشاب طارق الذي يقضي مرحلة العلاج التأهيلي بعد خروجه مِن حالةٍ نفسيةٍ شديدة, ليتعرَّف في فترة العلاج على إحدى الفتيات التي تنهي حياتها منتحرة.
عن الرواية:
تنتمي الرواية إلى مذهب العبثية، حيث تميل إلى الكوميديا السوداء، وهي بالمجمل ترسم صور ثرية منوعة لشريحة شخصيات تجمعها حارة كمّل نومك.
تطرح الرواية حكايات منوعة من فترة التسعينات في إحدى حارات الخليج، وما عايشه أناسها من تغيرات نفسية وأحداث واقعية وحرب مصيرية.
أبطال الرواية عينة عشوائية من أناس بسطاء عاشوا في مخيلة الكاتب، حاول تشريح علاقتهم ببعضهم البعض وأيضاً علاقاتهم بالآخر.
سامي الخليفي.