تعيش أسيل مع أم حازمة تكاد تعد عليها أنفاسها فهي تعاملها بتسلط شديد مما يشعرها أنها تعيش في سجن .. في حين تعيش ابنة خالتها جمانة وهي صديقتها المقربة منذ الصغر مع أم هادئة متفهمة وكأنها تعيش في حديقة.. وبين سجن وحديقة تنمو الكثير من المشاعر المتناقضة في النفوس وتحدث الكثير من المفارقات في حياة الفتاتين وتتوالى عليهما الأحداث إلى أن تجدا نفسيهما في صراع مرير يكاد يخنق صداقتهما البريئة . "
تناقش الرواية مفهوم الروح والنفس , الإنتحار والخوف من الموت , الكوابيس وتطبيقها, الأمل واليأس , الصدفة و القدر في إطار مبني علي دراسة نفسية لحالات حقيقية
حين تحدّثتا عن موضوع السّفر لأوّل مرّة، تكلّمت أمّها فاطمة بشيء من الفلسفة. حدّثتها عن نبات الياسمين الذي أعطتها اسمه. مثل الياسمين، ربّتها على القناعة والاكتفاء بالقليل. فهو نبات لا يحتاج إلى الكثير من العناية. تكفيه دفعة واحدة من السّماد في ربيع كلّ عام، وتربة رطبة دون فيض من السقيا. جميع أنواع الياسمين تفضل النّموّ في مكان مشمس، لكنّها تتحمّل وجود شيء من الظلّ. وشمس تونس حين تحدّثتا عن موضوع السّفر لأوّل مرّة، تكلّمت أمّها فاطمة بشيء من الفلسفة. حدّثتها عن نبات الياسمين الذي أعطتها اسمه. مثل الياسمين، ربّتها على القناعة والاكتفاء بالقليل. فهو نبات لا يحتاج إلى الكثير من العناية. تكفيه دفعة واحدة من السّماد في ربيع كلّ عام، وتربة رطبة دون فيض من السقيا. جميع أنواع الياسمين تفضل النّموّ في مكان مشمس، لكنّها تتحمّل وجود شيء من الظلّ. وشمس تونس كانت مواتية لنضجها وتكوين شخصيّتها، وقد أصبحت جاهزة لتحمّل شيء من ظلالأوروبا ذات المناخ البارد. مثل الياسمين الأبيض المتوسّطي، كانت رقيقة في مظهرها، لكنّ شخصيّتها قويّة وثابتة، مثل رائحة الياسمين النفّاذة والفريدة التي تبثّ إحساسا بالدّفء لا تملكه الورود الأخرى. لم تتكلّم عن دلالة الياسمين العاطفيّة التي بحثت ياسمين عنها مذ اهتمّت بمدلولات الزهور في بداية مراهقتها. عرفت أنّ إهداء زهر الياسمين لامرأة يعني “لماذا لا تحبّين أبدًا؟”. والدها أهداها هي، ياسمين، إلى والدتها. كانت آخر عطاياه لها حين تخلّى عن حضانتها إثر الطّلاق. وهي “لم تحبّ بعده أبدًا”. كانت جديرة بتقبّل زهرة الياسمين. تفتقد أمها كل يوم أكثر من اليوم الماضي. مع مرور الوقت تزداد يقينًا من ضياعها بدونها. كانت تعلم أن الغربة ليست تجربة سهلة، ومع ذلك وافقت على سفرها. علّمتها كيف تكون ياسمينة حقيقيّة. لكن لعلّها غفلت عن حقيقة مرّة. زهرة الياسمين تذبل بسرعة حين تغادر تربتها وتنسّق في شكل “مشموم” جميل.
عندما تنشئين في عائلة تهيمن عليها أم نرجسية يمر كل يوم وأنت تحاولين جاهدة أن تكوني فتاة جيدة وتفعلي الصواب تعتقدين أنك إذا بذلت قصارى جهدك لإرضا الناس فسوف تكسبين الحب والاحترام اللذين تتوق
هل هذا هو الحب الحب بين الخلق يا صغيرتي مهما قلت لن أجد ما يوصفه قديما قال شيخ العاشقين جلال الدين الرومي وحتى لو مـدحت العشق بمائة ألف لغة لظل جماله أكثر من هذه التمتمات جميعا دائما أرى أنه كما الأحلام يباغتنا فجأة متى يحلو له بغير ميعاد يخطفنا قليلا من شدة قسوة أيامنا يأخذنا ويحلق بنا عاليا يخطف أنفاسنا بغير هوادة يفتح لنا أبواب الجنة لتحتضننا وتحنو الحياة علينا قليلا فتكشف لنا عن لين لم نعهده منها يهدينا الحب وهجا أخاذا ينير سراديب العتمة في وجداننا ويلهب مشاعرنا فتتمايل على أنغام الهيام ترق قلوبنا فننظم أعذب أبيات الهوى نغدو ونشدو مع الطير ونسمو بأرواحنا في سماه بلا قيد نتمنى فقط ألا نستيقظ أبدا لكن عبثا بالطبع بلا جدوى فكما جا سيرحل فجأة سنفيق حتما في يوم على صوت الوحدة ينادينا لا يبقى من أجمل حلم سوى بعض الذكرى تعزينا
لم يزعج الهدو شي حتى وجدوا جثتها في أعماق البئر قالوا إن الجن قتلها انتقاما من زوجها أو ربما قتلت نفسها لكن لم يفكر أحد أنها ربما قتلها أحد من بنى البشر وسكتوا على الأمر جن زوجها بعدها ولم يعد أحد يفهمهفي قرية جبلية نائية تدور أحداث قصتنا هي ليست حكاية عن أفراد لكنها حكايتها حكاية القرية كانت البداية هناك في أعماق الجبل بعيدا عن أعين المدينة وحيدة إلا من أهلها يستيقظون فجرا يصلون يجلسون في القهوة البسيطة يتبادلون أخبارهم القليلة تخرج الشمس فينطلق كل إلى حاجته ليقضيها تنشأ صداقة بين صغيرين كلاهما لديه أحلامه الخاصة من يريد أن يصبح كاتبا والخر الذي يريد أن يصبح محققا تمر الأعوام ويحققا أحلامهما لكن العالم لم يكن بالصورة الوردية التي تخيلاها ثم من هذه العجوز الغريبة التي لا تغير مكانها لماذا تجلس هكذا دون حركة وكأنها والجبل من مادة واحدة ولماذا تعرف كل شي وتفهم كل شي وما الرابط الوثيق بين القرية الخليجية القصية بأعلى عواصم العالم في أمريكا الجنوبيةيتداخل في نسيج الرواية الواقع مع الخيال والصداقة مع الإجرام والسخرية مع الجدية المحبة مع الشحنا ويتعانق فيها الموت مع الحياة