لم تك أيامًا عادية فما قبل الفجر ليل طويل حالك أرخى سدوله الظالمة، وتصارعت فيه وحوش نكراء، أجدبت شبه الجزيرة الغناء، وباتت شبحًا مخيفًا توارى منه الحبُ غير آسف. حتى وقع موعدٌ فارقٌ، لقاء الهوى والوغى، حين أصابت سهام الحق قلب الشفق فخُط فاصل عهد وبداية مجد. فأشرقت الشمس تاجًا على العروس الحسناء "إيبيرية" وأطلت "أندلس" ذات بهاء وسخاء، تعزف أسطورة من نسيم حالم تهيم له الرقائق، ويتنفس به الخلائق، نسيم سابح عبر السنين يغمرنا بالحنين لعزها، ويحير العقول في وصفها، ويأسر القلوب بذكرها.. لتشهد سطور "فجر إيبيرية" "أندلس" حاضرة لا يغيب ذكاء عبيرها.
يحفل الصعيد بكثير من الأساطير الشعبية المثيرة والمرعبة أساطير تطاول عليها الزمان وترسخت في العقول لكنها غالبا غائبة عن المسرح الأدبي وعن التناول الروائي لها في محافظات الصعيد خصوصا لو كنت تقيم في قرية أو مركز نا صغير أقرب للريفية منه للمدنية والتحضر لو رزقت بتوأمين فسوف لن يكون أكبر همك توفير كميات اللبن الكافية أو الثياب أو مصروفات الأطبا والعلاج والرعاية لهما لن يكون هذا هو كل ما يشغل بالك بل سيكون اهتمام الأمهات والجدات والعمات الكبار منصبا على نقطة أخطر وأكثر أهمية بالنسبة إليهن فسوف يجتهدون لتوفير الحماية للوليدين اللذين جاا معا إلي الدنيا في بطن واحدة سيخبرونك أن عليك أن تصطحبهما إلي أحد الأضرحة المعروفة للقيام بطقس غريب تختلط فيه شعائر الدين بممارسات شعبية لا يعرف لها أصل تسمي التحسيب وأن عليك ألا توقظهما ليلا مهما حدث وأن تتخذ حذرك عندما يكبرا فلا تترك سمكا نيئا أو طعاما نفاذ الرائحة بالقرب من أيديهما والأكثر أهمية ألا تغامر بمطاردة قط ليلا مهما حدث خاصة لو كان قط مقطوع الذيل هل تعرف لماذا لأنك إن فعلت شيئا من كل هذا فسوف تغامر بالتسبب في أذي كبير لطفل من أطفالك أو حتى تصير مهددا بفقدان أحدهما أو كليهما ذلك أنك ستعرف أن أي قط ضال هائم يقتحم سطوح منزلك أو سطح أي منزل مجاور ليلا ربما ليس إلا روح وليدك الهائمة التي غادرت جسده إنك تضحك ضحكة صفرا ولا تصدق هذا الكلام هذه الخرافات لا تتمسك بيقينك هذا كثيرا وأترك مساحة للتأمل واستيعاب المفاجأة فقد يكون أحدنا أنت أو أنا في النهاية على خطأ
الفكرة من هذا الكتاب هي التغيير الفعال الذي يبدأ على مستوى الصورة الذاتية وما تحمل من معتقدات تعرقل وصولك إلى ما تطمح إليهفهذه الحياة تحتاج نوعا مختلفا من المحاربين تحتاج محاربا قادرا على الانتصار والإنتاجية في مختلف الظروف روحانيا مكتملا بذاته باحثا عن الحكمة والحرية والمعنى الأسمى للحياة
يتميز هذا الجز بترك ن لمنزلها في فونلي للالتحاق بجامعة ريدموند وبظهور منزل باتي المكان الذي شعرت ن بالحب تجاهه منذ أن وقعت عيناها الرماديتان عليه كما وأحست بقربه من قلبها لسبب خفي
جمع أجزا حياتها المنهارة من جديد محاولة إيجاد معنى جديد لحياتها كمدافعة عن حقوق الإنسان في أسوأ الأماكن في العالمثم وفي الذكرى السنوية للحادث الأليم وهي تتصارع مع أحزانها تلتقي الصبي الذي سيغير حياتها إلى الأبد مرة أخرى بلو ويليامز البالغ من العمر ثلاثة عشر عاما يعيش في الشوارع بعد أن تخلت عنه عائلته والذي نادرا ما ذهب إلى المدرسة ويعيش في عزلة تامة متتبعة غريزتها تمد جيني يدها له ولكنه خشية من الجميع يدير وجهه عنها مرة بعد أخرى ليعود دائما ولتنمو صداقتهما من جديديضي بلو بروحه الطيبة ومزيج لا يقاوم من البراة والحكمة يفوق سنوات عمره حياة جيني التي تكن له الاحترام ليشكلا رابطا غير عادي وليكونا الأسرة التي فقدها كل منهما ولكن ما أن اطمأن بلو لها وبدأ يثق بها تعلم جيني عن خيانة مروعة أقدم على إخفائها عنها فهل سيتحول هذا الجرح العميق غير قابل للشفا أم أنها ستكون قادرة على تجاوزه والتغلب على نفسها وإعادة اللحمة بينهما من جديد