تجليات محمد بن راشد
الخيل في سجية محمد بن راشد، أبجدية اللغة، وجدلية الأشواق الأولية هي لحظة التألق في السباق، وفي السياق، وفي النظرة السرمدية، هي جزالة في بوح القصيدة، هي الهديل على الأغصان الندية، هي الضفيرة في الظهيرة. نقترب من صبابة الخيل ورمش القصيدة، فيهيبنا البريق، وتاريخنا السحيق، فراشات تفترش شراشفها على صهوة بنخوة النجباء، وصبوة النبلاء، نقترب ونحن في الميدان وجدان، سماء، رصعتها الخيل بأبيات التجلي ورح الأصفياء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نقرأ قصيدة لأفحل الشعراء، نقترب من زهرة برية عانقها الشوق في تربة صهباء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نتتبع خطوات لغة مزهوة بالغناء، نقترب من خيل محمد بن راشد وكأننا نخطوا بتجاه الفضاء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نرسم صورة لنجمة ترقص في السماء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نتلو حكاية الضوء في خيال الأتقياء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نمشي على سجادة من ماء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نحلق بأجنحة ريشها من جدائل حسناء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نلثم شفة الهواء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نعانق وردة على خط الاستواء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نصفف حروف قصيدة على قد هيفاء، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا نعبر نهراً طيوره من نسق الأبدية، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا في حضرة الفلسفات الإغريقية، نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا في الأصل، وفي الفصل، السر في جدل الوثبة الزلزلية نقترب من خيل محمد بن راشد، وكأننا في الحومة والجلجلية، نقترب من خيل محمد بن راشد وكأننا في صومعة الإشراق، والنباهة الشرقية، نقترب من خيل محمد بن راشد وكأننا في جزالة الغيمة، ومنمنمات الفيض السخية، نقترب من خيل محمد بن راشد وكأننا في قلب السحابة، نثات ثرية.
منذ أن فقدت الطفلة الباريسية ماري لور بصرها وهي تعيش عالمها الخاص، إما بين صفحات الكتب التي يجلبها والدها لها، أو في أروقة المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي حيث يعمل، مسحورة بعجائب المتحف والقصص الخيالية التي تسمعها عن مقتنياته، ولاسيما الجوهرة الغامضة: بحر اللهب. تمضي أيامها مع والدها بروتينها المعتاد، إلى أن تبدأ الحرب لتجبرهما على الهرب بعيداً حاملين سراً خطيراً.
على الجانب الأخر من الحرب، في ميتم في مدينة ألمانية صغيرة يقضي مراهق ألماني أيامه مع أخته الصغيرة مفتونين بسحر الراديو وقدرته على نقل أخبار وحكايات من بلاد بعيدة. يمضي فرنر خلف هوسه ليصبح خبيراً في تركيب وتصليح الراديوهات، إلى أن تطلبه الحرب فيلتحق بقوات الهندسة في الجيش الإلماني.
عبر قصتهما يحكي أنثوني دور في روايته الساحرة عن الخير الذي قد نراه رغم بشاعة الحرب، وعن ما تفعله الحرب بالحالمين.
منذ الأزل والفلاسفة والمفكرين يبحثون العلاقة بين النفس والجسد وهم في هذا مذاهب شتى إلا أن ما يدهش هو حصول ذلك التأثير المتبادل بين الاثنين الذي ي دركه الإنسان في كل لحظة من لحظات حياته لكن الغنا والموت الذي يعيب الجسد يلحق النفس كما يعتقد الفلاسفة ومن ه
فنّانٌ جوّالٌ، وممثّلٌ، ومُغنٍّ، وبهلوانٌ، ومُهرّجٌ، ومُستفزٌّ، وغامضٌ، ومتمرّدٌ، ولمصافحته أثرٌ كملمس الشيطان، وابتسامته تشقّ الغيوم، يراقبك دائماً، ولا تراه حين تلتفت إليه، لكنّ حياتك لنْ تعود كما كانت.
قضى طفولته في قريةٍ ألمانيّةٍ عاديّةٍ، محاولاً التوازن على أيّ حبلٍ يراه، إلى أنْ اضطّرّ إلى الهرب؛ لأنّ أباه الذي كان طحّاناً، وخيميائيّاً، وباحثاً عن خفايا الدنيا، تورّط في نزاعٍ مع اليسوعيّين.
يتجول مع ابنة خبّاز القرية، يجوب القرى مخادعاً الموت، وفي ساحات المعارك يركض أسرع من قذائف المدفعيّة، ويمارس ألاعيبه في الغابات المظلمة التي تتجوّل العفاريت فيها، وفي رحلته التي يجوب فيها البلاد التي مزّقتها حرب الثلاثين عاماً يقابل الكثيرين: الكاتب فولكنشتاين الراغب في التّعرُّف إلى الحرب عن قُرْب، والجلّاد المكتئب تيلمَن، ولاعب الخِفّة بيرمين، والحمار النّاطق أوريغينِس، وملك وملكة الشتاء المنفيّين: فريدريش الألماني، وليز الإنجليزيّة، الّلذَيْن كانا السّبب المباشر في اندلاع حربٍ غيّرت أوروبّا، والشّاعر الطّبيب باول فلِمينغ، المُصرّ على كتابة الشِّعر بالألمانيّة البدائيّة التي لا يفهمها أحد، والمتعصّب تِزيموند، وعالِم التنانين الحكيم أتَنازيوس كيرشر؛ الذين تلتقي مصائرهم جميعاً في أنّهم قابلوا يوماً تلك الشّخصيّة الغامضة التي تقرّر ذات يومٍ أنّها لنْ تموت، بطلَ العصور كلّها: تيل أولِنشْبيغل.
يحوي هذا الكتاب ترجمة لعدد من المقابلات التلفزيونية مع بعض أشهر أدباء وشعراء أمريكا اللاتينية، منهم من رحل عن عالمنا تاركاً إرثاً أدبياً عظيماً، ومنهم ما زال معنا إلى اليوم يثري حياتنا بإنتاجه الثقافي.
تنوعت محاور هذه المقابلات بين إضاءة على تفاصيل حياة هؤلاء الأدباء الشخصية وسيرهم الذاتية والفكرية، وبين آرائهم النقدية بتجاربهم الأدبية وتجارب بعض الكتاب الآخرين.
بعض هذه المقابلات أجراها إعلاميون وصحافيون ضمن برامج تلفزيونية، أو كانت لقاءات جمعت أدباء مع بعضهم البعض كمقابلة ماركيز مع نيرودا.
آملين أن يكون هذا الكتاب نافذة لاكتشاف جوانب جديدة عن كتّابٍ أثروا ثقافتنا وجعلوا عالمنا أوسع.