. هذا العالم الخفي الذي ملأت قصصه أفواه البشر، فما بين مصدق ومكذب، مؤيد ومعارض، هناك أمور خفية تدور من حولكم لا يعلم عنها سوى القليل. وهنا في آخر حلقة من سلسلة كتب العهد الأخير سأحاول أن أبين لكم ما أستطيع تبيانه، وأحاول أن أعطي رموزاً سريةً لا يفهمها غير المتعمق في شأن الجان، رموزاً ستجعل الهاوي في حيرة من أمره، ستجعل عقله يتخبط بين حقيقة الأمر وأهواله. فها هنا سأسرد لكم قصة لم تُكتب من قبل، قصة حُورِبْت بسببها من قِبَل الثقلين، فسلام دائم للأحبة، وحرق مدمر للأعداء.
قصة مصورة تجسد رحلة استكشافية لأحد أحقاب تاريخنا الجليل، يمتطيها بطل مسلم يصادف فتاة تصغره سناً في
أعقاب الدمار المغولي للعاصمة بغداد عام 1258 ، بتآزر عزيمتيهما تبدأ رحلة الحفاظ على وميض تاريخ المعرفة.
في أواخر القرن السابع عشر، يسافر بونسيه طبيب الأعشاب الفرنسيّ؛ ليعيش في القاهرة، أحد مراكز تحالفٍ غير معهودٍ بين السلطنة العثمانيّة وبين إحدى الممالك الأوروبيّة: فرنسا.
وعلى الرغم من عمله في الخفاء؛ لعدم امتلاكه شهادةً قانونيّة، فإنّ شهرته تصل إلى القنصل الفرنسيّ الذي يجد فيه الشخص الأمثل لقيادة سفارةٍ سريّةٍ من الملك الفرنسيّ إلى النجاشيّ ملك الحبشة، مهمّتها المُعلنة علاجُ النجاشيّ، في حين أنّها تسعى إلى استعادة السيطرة الفرنسيّة-الكاثوليكيّة على الحبشة، في زمن الصراعات الدينيّة والتوسّعيّة التي تخوضها الممالك الأوروبيّة فيما بينها.
وسرعان ما يكتشف بونسيه أنّ الظروف الاستثنائيّة لرحلته في تحقيق أهداف ملك فرنسا والبابا، هي –وحْدها- الحلّ للعقبات الاستثنائيّة التي تفصله عمّن يُحبّ.
في عمله الحائز جائزة غونكور للرواية الأولى، وجائزة البحر المتوسّط، لا يكتفي روفان بعرض وقائعَ تاريخيّةٍ، بلْ ينقلنا معه في رحلةٍ زاخرةٍ بالحياة بين أحياء القاهرة، وجبال الحبشة، وقصور فرنسا؛ ليروي مغامرةً مثيرةً عن الحُبّ، والصداقة، والتضحية في عصرٍ ممتلئٍ بالصراعات، والمؤامرات، والخيانات.