مريم فرج جمعة سدرة السدر : مرّتْ اثنتان وأربعون عاماً على تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة منذ الثاني من ديسمبر 1971 وهو التّأريخ الذي انطلقتْ منه مسيرة الإتّحاد المباركة وعمّتْ ببركتها البلاد كلّها. ومنذ ما قبل الإتّحاد ثمّ خلال العقود الأربعة التّالية للثاني من ديسمبر برزتْ مجموعة مِن السّيّدات في تاريخ الإمارات الحديث والمعاصر أوجدن لأنفسهنّ مكانة في هذا التّاريخ، وتركن آثاراً جليّة في نواحي الحياة المختلفة العلميّة والاجتماعيّة والإعلاميّة والثقافيّة والبحثيّة فَكُنّ بالتّالي رائدات العمل النّسائي في الدّولة. ويتّفقن في تحدّينهنّ صعاب الحياة وكفاحهنّ في سبيل مستقبل واعدٍ للمجتمع. وهذه الدّراسة تعمل على حفظ وتسجيل وتوثيق أحداث ومناسبات ومحطّات وقرارات في حياة الأستاذة مريم جمعة فرج -رحمها الله- التي كانت نموذجاً رائداً من نماذج العمل النّسائي في دولة الإمارات، وبفضل الله تعالى ثمّ بجدّها وجهدها تحقّق لها العديد من النجاحات والإنجازات.
الفكر الوجودي في روايات علي أبو الريش :
ومن الملاحظ على هذه الإنتاجات العلميّة والكتابيّة أنّها تختلف من حيث العمق والتّعمّق والأساليب والصياغات. ومن بين أولئك الروّاد الكبار، يبرز الأستاذ علي أبو الريش الذي شقّ طريقه منطلقاً، ثابتاً، مبدعاً، منذ أول رواية ظهرت للأستاذ أبو الريش، وهي رواية ”الإعتراف“ في عام 1982 التي فازت ضمن 100 أفضل رواية عربية واحتلت المرتبة 33 من بينها آنذاك. وعلينا الأخذ بعين الاعتبار أنّ هذا الفوز كان في أوّل رواية يخطّها فكره، وأول رواية يتفتّق عنها ذهنه، فتأتي ضمن الاختيار المناسب. وهذا دليل قويّ وجليّ على الإبداع من بداياته. وفي اعتقادي أن الأستاذ علي في كثير من كتاباته وروايته ينهل من مخرون التراث، ويستصحب أحداث التاريخ، وينظر إلى الماضي بنظرة إيجابيّة، ويعالج مسائل الحاضر، ويرنو بفكره إلى المستقبل. ولهذا تجد كلّ هذه الفضاءات في إصداراته التي يدور كثير منها حول فكر فلسفي عميق أَثْرَى وأثّر على إنتاجه الفكري. ومن جماليّات الصورة عند صديقي الأستاذ علي هو انطباعها بالطابع المحلّي في بعض الأحيان، مع إبراز ملامح العروبة، وتأثيرات الأخلاق، وتجلّيّات العادات والتقاليد ضمن الإطار العام للتنشئة الاجتماعيّة. والنّهل من مخزون التراث، بحدّ ذاته نوع من الحنين أو ما يُعرف بالنوستالجيا إلى ماضي الأجداد والآباء، ولكن في صورتها الإيجابيّة الإبداعيّة المتجدّدة.
. الكتاب دعوة لأن تسجل كل حدث رائع في تاريخ الوطن، تستلهم منه الأمل والطاقة والقدر على أن تضيف، وفي الوقت نفسه، دعوة أيضًا لأن نقرأ بوعي أخطاء الماضي ومآخذه، فنستلهم منها، جميعًا دون استثناء، العبرة والدرس؛ كي لا نقع فيها ثانية... وهل هناك معلم أعظم من التاريخ!!
كثيرون هم الذين يكتبون ومحور حديثهم وكلماتهم الرجل والمرأة أو المرأة والرجل ثنائية يطيب للبعض القفز بينهما وكأنهما أضداد يستفيد من هذا تارة وتارة ثانية يستفيد من الخر هناك رجال يجيدون القفز على هذه الثنائية وهناك نسا أكثر مهارة في التلاعب على الحبلين ـ إذا صح التعبير ـ فلا الرجل منزه ولا المرأة بريئة بل إن موضوع الثنائية يكتسب زخما وبعدا جميلا ورائجا في وسائل الإعلام المختلفة ودون استثنا بل إنها مادة ثرية ومشوقة للكثيرين وبواسطتها تكسب جمهورا ولا تنس المسلسلات التي تستهدف الجماهيرية من خلال طرح المتناقضات والمتضادات بين المرأة والرجل طبعا إن صح أن هناك متناقضات بين ا لاثنين ولكن الاختلاف بين الصنفين لها شعبية كبيرة لذا أعتقد بأن وسائل الإعلام المختلفة متورطة في تشكيل صراع لا أساس له في إيجاد هوة لا مكان لها بين المرأة والرجل فالمشاكل ستجدها بين الرجل والرجل وبين المرأة والمرأة وبالمثل ستجدها بين المرأة والرجل ونشو سو فهم وخلافات طبيعي بين أي اثنين بغض النظر عن جنسهما متوقع في بيئات العمل أن نشهد مشاكل مختلفة ومتنوعة وفي داخل المنازل نشهد مشاكل وهموما وعقبات أيضا بين مختلف اطراف وأركان هذه الأسرة
الرواية تزيد من قدرتك التعبيرية، والأهم أنها تجعلك تنظر للأمور من وجهة نظر مختلفة》؛ رواية (ص.ب: 1003) تعود بنا إلى رسائل البريد والمراسلة الورقية؛ فتتناول قضايا اجتماعية من وجهات نظر مختلفة وتنقل التحولات التي شهدتها دولة الإمارات في الثمانينات::يبدأ سلطان العميمي روايته بعد الإهداء بالدخول في مشاعر عليا وهي تنتظر رسالة؛ ليسحب القارئ بجعل صندوق البريد يتكلم ويتابع بمبنى البريد كذلك وهو يصف الزمان والمكان الذي يتواجد فيه، ويكمل كيس أسرار الذي يحوي رسائل الناس الكلام؛ فيقرّب القارئ أكثر من البعد الذي يرسمه الكاتب ويدخله في القصة.
لتتوالى الشخصيات وتتصاعد الأحداث؛ فتبادر عليا بمراسلة عيسى، وينتحل موظف البريد مكان عيسى لأنه توفي مع صوت استدراج الشيطان لكليهما؛ فيشدها اسمه ويذكرها بابن جارهم في الطفولة؛ لترسل له في صفحة التعارف أما موظف البريد الذي عليه أن يرجع الرسائل لها ويبلغها أن الذي ترسل له قد توفي؛ فيستدرجه الشيطان بحجة الرفق بقلبها والرغبة في تغيير نظرتها للرجل.
يلح على كلمة (الأسرار) التي ارتبطت برسائل الشخص الذي توفي (عيسى) ليجدها في ملفه المحفوظ في مكتبه؛ فهو من هواة جمع الطوابع والتعارف والمراسلة، وتبدأ الأسرار تتطرق إلى قضايا مهمة في المراسلة بين عيسى وعليا؛ نحو دراسة المرأة لوحدها في الخارج ومفهوم الصداقة وأهمية القراءة وعمل المرأة وأهمية النظر للجوهر أكثر من المظهر.
ليتابع يوسف (موظف البريد) المراسلة باسم عيسى وتتوالى القضايا في النقاش بين الطرفين نحو القراءة وقضية المؤامرة ومفهوم الأخلاق وارتباط ذلك بالمجتمع والثقافة، وبموافقة عليا أخيرًا لقاء عيسى وجهًا لوجه تظهر الصدمة على الوجوه؛ فعيسى الذي قابلها لا يشبه الصورة في المجلة وصورة عليا في مخيلته لا تشبه صورتها في الواقع؛ ليتجلى التساؤل والشك أكثر بكم الكذب الذي كان في قصتهما؟
ما زلت أتذكر ذلك التجمع الغريب لأقاربنا في بيتنا يوم ذهاب أبي وأمي لتسلم أختي من مخفر شرطة المدينة كلهم حضروا إلى بيتنا باكرا في صباح ذلك اليوم من أجل رؤية المولودة الجديدة والتفوا حول شاشة التلفاز منصتين إلى قائمة الأسما الطويلة التي كانت تتلوها مذيعة شابة إلى حين عودة أبي وأمي قبل أن يهللوا عندما ذكرت تلك المذيعة اسم أختي سألت خالتي بدهشة مما يحدثهل تجمعتم هكذا يوم ذهاب أبي وأمي لإحضاري من المدينةقالتلا لم يذهب أبوك وأمك أصلا إلى المدينة لتسلمك إنك مثل بقية أطفال القرية تسلمك أبواك من مخفر القرية المحلي أما سوزان فالوضع يختلف معها بعض الشي إنها من ذوات الياقة الزرقا قبل أن تتنهد وتردف بنبرة شاردة لقد أرسل الله إلى عائلتنا تلك الطفلة في الوقت المناسب تماما