إنها قصة من تلك القصص التي قد نظن أنها نتاج خيال الكاتبة لكنها في الواقع إحدى القصص الحقيقية التي خلفها لنا التاريخ تذكر بوستورينو وهي تهيئ لروايتها أنها علمت بأن إحدى ذائقات طعام هتلر لا تزال على قيد الحياة وأنها كشفت عن سرها وهي في التسعين من العمر وبذلك أرادت لهذه الرواية أن تكون تكريما لهافي خريف عام كان هتلر منعزلا في وكر الذئب ملجئه الواقع في بروسيا الشرقية محاطا بدائرة من الأتباع الأوفيا ومحروسا بحامية غفيرة من القوات الخاصة وخوفا من أن يدس له السم في الطعام وظف قسرا عشر نسا ليتذوقن طعامه قبل أن يقدم لهمن بين هؤلا الذائقات نجد الراوية شابة برلينية تدعى روزا اعتبر زوجها في عداد المفقودين في الحرب وفضلا عن مهمتها الصعبة التي فرضت عليها وعلى رفيقاتها وهي محنة تحكيها من الداخل كانت حالتها حرجة لقد وقع الملازم زيغلر في غرامها أما هي فوجدت نفسها تشعر تجاهه بمشاعر متناقضة من المتعذر أن تعترف بها حتى لنفسهاتصور لنا هذه الرواية السرة الفائزة بثماني جوائز من بينها جائزة كامبييلو الإيطالية المرموقة غريزة البقا وتسبر خفايا العلاقات وتسائل معنى الحب والصمود رواية رائعة تجمع بين القوة والرهافة رواية لا تنسىهذا الكتاب الذي يتحدث عن الحب والجوع والندم والصراع من أجل البقا يظل محفورا في القلبمجلة ماري كلير الإيطالية
كالعادة يقدم لنا دوستويفسكي في رواية المثل صورة أخرى من صور النفس الإنسانية إن جوليادكين إنسان مزدوج الشخصية فمن ره من الخارج سماه مجنونا وكفى أما دوستويفسكي فإنه يراه من الداخل ويعيش معه تجربته النفسية وهو لذلك لا يكاد يضحك عليه بل على العكس إنه يبرز جانب المأساة في حياة إنسان يتعذب لا عن ظلم اجتماعي فحسب بل عن مرض نفسي قد يتصل بالظلم الاجتماعي فمن لم يكن قادرا بحد أدنى من تجربة شخصية على أن يرى ما يراه دوستويفسكي في بطله من الداخل لن يستطيع أن يعرف كل العمق النفسي في تصويره شخصية هذا البطل بالعين البصيرة والريشة البارعة وفي قصة أليمة نرى نقدا بل تهكما لاذعا على البيروقراطية الروسية أثنا الإصلاحات الكبرى في عهد ألكسندر الثاني فقد وجد في ذلك الزمان جيل من رجال جدد رجال مثاليين يدعون إلى الإصلاحات الليبرالية ولكن دوستويفسكي يصف لنا في هذه القصة التمزق المضحك الذي يعتمل في نفوس أمثال هؤلا الرجال ويكشف عن النقص في عزيمة البيروقراطيين الذين ينتمون إلى هذا النظام الجديد ويتخذ دوستويفسكي من الموظف الكبير الجنرال مدني برالنسكي نموذجا لهؤلا إن برالنسكي رجل طموح يتحمس لتيار النهضة الاجتماعية الذي كان يهز نفوس الناس في ذلك العصر فهو يعد نفسه ليبراليا ويتكلم بفصاحة وبلاغة عن الرا الجديدة ويدعو إلى النزعة الإنسانية وينادي بحسن معاملة المرؤوسين لكن النتيجة تأتي عكس ذلك ويتكشف أن ليبراليته لم تكن إلا نزوة عابرة
"كم هو عُمرك يا إبراهيم؟هِجرات ثلاث..وسنوات ممتلِئَة بالتَّضحيات..وبناء بيتٍ لله..ومشاهد لا تُحصى من مواقف الثَّبات!بهذا تُقاسُ الأعمارُ يا سيِّدي..بعُمقِها وليس بطُولِها!ورُبَّ عُمر اتَّسعت آماده، وكثُرت أمداده، وأمطرت غيماته إلى قيام الساعة!يا إبراهيم.. رَفَعْتَ بيتًا لله، فَرَفَعَ اللهُ لك ذِكرَكَ، ورفَعَ مَقامك