سأتأكد من أن الجميع نيام أمي وأخي سعود وأختي سلمى والخادمة بعدها سأفتح علبة الحبوب التي ابتعتها من الصيدلية وسأضع أكبر كمية ممكنة في قبضة يدي سأغلق قبضة يدي لكي لا تسقط الحبوب سأحكمها بقبضتي هذه وأحافظ عليها كأنها عملات ذهبية ثمينة سأفتح هاتفي النقال لكي أشاهد صورة عائلتي للمرة الأخيرة في حياتي بعدها سأفتح يدي وأبتلع الحبوب كلها دفعة واحدة سأضع رأسي على مخدتي وأغلق عيناي
لأفكار عظيمة بقلم في البد كانت العلوم والمعارف والمعتقدات وحدة واحدة اختلط فيها السحر بالفن والحرفة والدين وفي العصور الوسطى جمع العلما بين تخصصات عدة فمثلا ابن سينا كان طبيبا وفيلسوفا وشاعرا في ن واحد ولكن مع تقدم العلم في العصر الحديث زاد التخصص وأصبح كل علم مستقلا بذاته وأصبحت الدراسة الجامعية متخصصة أكثر فأكثر في مجال بعينه حتى أننا نجد طالب الطب لا يعلم الكثير عن الفلسفة ولا يعلم طالب الفلسفة إلا النزر اليسير عن العلوم ومع تزايد متطلبات الحياة الاقتصادية الصعبة والمعقدة وتفاقم الضغوط انصب اهتمام الطلاب على الحصول على علامات جيدة في الصف الجامعي لزيادة فرصهم في العمل فحسب ومع ضغوط العمل نفسه لم يعد هناك وقت للمطالعة وشيئا فشيئا فقدت الثقافة العامة ميزتها الوجيهة وهي التي كانت تمنح الفرد منافع جمة فالتعرف على مختلف العلوم الإنسانية يثري الفرد عقلا وروحا إذ تغزى القدرة الابتكارية للعقل بالمزج بين شتى العلوم كما تضفي عليه طابعا إنسانيا لأنه به وقن أن القيم الإنسانية مطلقة ورحبة جدا مما يوسع نظرته للحياة وبها يدرك أنه لا يوجد منظور واحد للصعاب التي يواجها في الحياة فمع استيعابنا لرحابة الفكر الإنساني ندرك أن المشاكل اليومية ليست إلا شيئا بسيطا مقارنة بالعالم الواسع الممتد اللانهائي تأثير ذلك هو تأثير رؤية البحر أو الصحرا اللانهائية حينها تعلم أن فاق الحياة شاسعة ولا تتوقف على اليومي المحدود الخاص الضيق وسجن الذات ومن هنا تظهر أهمية هذا الكتاب فهو يحيط بشتى المجالات الفكرية العامة الفلسفة الدين العلم السياسة الاقتصاد علم الاجتماع علم النفس الفنون ويمتاز هذا الكتاب بأنه يشرح المصطلحات والأفكار الجوهرية في هذه المجالات فمع نهاية قراة كل فصل تتشكل لدى القارئ معرفة شاملة وعميقة في ن واحد بأساسيات كل مجال مما يوفر عليه عنا قراة العديد من الكتب في العديد من المجالات لإدراكها أو ربما يفتح شهيته لمتابعة الجديد في كل مجال بتفاصيله ودقائقه كما يمتاز الكتاب بأن كل المصطلحات فيه مبوبة على شكل معجم مما يسهل على القارئ التعرف على أي مصطلح شا
في مجموعتها "عاشقة اللاشيء" وهي طبعة مجددة من ديوانها "قلبي نصف قمر مضيء" تسافر “لطيفة الحاج” بالقارئ مرة أخرى إلى أماكن زارتها في تركيا، البلد الذي سحرها منذ الزيارة الأولى وعاشت فيه مشاعر مختلفة. تكتب لنا من الجو عن لقاء قريب وحلم منتظر، وأمام شلالٍ جارٍ تصف فرح الطبيعة من حولها، والفرح الذي ينتابها في أعماقها.
تصف هروب النوم من عينيها مساءً، وتثاؤب الشمس على سرير السماء صباحًا، عن الحب وعن القمر الذي سكنت قربه فراشة زرقاء وبلغتها السهلة الرقراقة تصف لنا أشواقها وحنينها وانتظارها الحب والحبيب.
من نصوص المجموعة:
قلبي نصف قمر مضيء / الشعر يكتب نفسه في قلبي / الدراويش لا يبحثون عن الاسترخاء / آخر سيلفي لك/ عد بي إلى الطفلة / إليك سأطير / فرح ما / تحية الشلال / أحلام داكنة / بعيد كنجمة / كل شيء جميل كل شيء سعيد / المجرم الناعم يغني في يلوا
ليس لأحد منا أن يلغي أمريكا من جدوله اليومي فهي موجودة قسرا أو رغبة في تفاصيل الواقعة البشرية اليوم وأكبر حادثتين وقعتا في العقود الأخيرة هما ا نهيار الاتحاد السوفييتي ثم تغيرات المنطقة العربية وستجد أمريكا في لب هاتين الحادثتين عنوانا وتفاصيل ومثلها أي حادثة أخرى في العالم كحادثة استفتا اسكتلندا حول الانفصال عن بريطانيا أو استفتا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهي نماذج لكل حدث بشري سياسي أو اقتصادي أو ثقافي وهذا ليس مطلبا لأمريكا وحدها بل أمر يتم طلبه باستمرار وإذا لم تتدخل جات الأصوات مطالبة بتدخلها وإن لم تتدخل فعليا ولم يطلب منها التدخل فإن الظنون ستلاحقها بتهمة التدخل مهما صغر الحدث أو نأىهنا تصبح أمريكا نصا ملحميا تراجيديا وكوميديا يشترك البشر كلهم في التفاعل والانفعال معه وتظل السيدة أمريكا هي الكائن المحبوب المكروه تحب تطورها وتقدمها المادي والثقافي وتعجب به وفي الوقت ذاته تكره أبويتها المتسلطة التي تجعلها الوصي البشري على كل صغيرة وكبيرة وكأن كل مشكلة في الكون لا تقوم إلا بأمريكا صانعة لها أو مسؤولة عن حلها حتى ليأتيك تصور خبيث يقول لك ماذا لو مسحت أمريكا من الوجود هل سنخترع أمريكا أخرى تلعب الأدوار نفسها
رمق الحب :
أعيش في شبح الأنتظار طويلاً ولا أعلم الى أين مداه، ولست أدري إن كنت قد عشت ذلك الحب العميق والصادق في وهم أوحلم، والذي غمرني إياه ذلك الشخص منذ طفولتي البريئة إلى أن تركني ورحل دون سبب أومبرر منه، وشعرت حينها باليأس الذي يعقبه الحرمان الى الأبد، وبالرغم من هذا كله كان هناك صدى لصوت الأمل الذي يكمن في أعماقي ويرن على مسامعي بأن غائبي سيرجع ولو بعد حين ...
للكاتبه: ساره الزرعوني.
نحن معشر المكسورين نتعرف على بعضنا بسهولة نتجاذب ونتنافر بالصورة ذاتها ونشكل رابطة حزينة ومهزومة نحن البلدة التي بنيت إلى جوار البركان والمدينة التي انتصبت فوق أرض مهزوزة كل أيامنا أيام الزلزال الكبير ستنهار قريتنا وبين لحظة والأخرى ستختفي عن وجه البسيطة تعثر
نيلا براندت، فتاة في الثامنة عشر من عمرها، تطأ أمستردام لأول مرة إلى منزل زوجها يوهانس. ولأول وهلة لا يبدو الجو مُرحِّبا، فشقيقة زوجها صارمة، والخادمة كورنيليا ساخرة وجريئة أكثر ما اعتادت نيلا في منزلها بريف أسدلفت. أما الخادم أوتو فهو لغز خاص، أفريقي اللون، أمستردامي الطابع.
كلما حاولت نيلا الالتقاء بزوجها، يتفلَّت منها مثل الزئبق متذرِّعا بأسفاره وعمله، لكنه يفاجئها في يوم من الأيام بهدية زفاف، هي بيت دمى يطابق في وصفه منزلهم الضخم الفخيم، تعتبرها نيلا استهزاء بها، لكنها تقرر التمرد واستئجار صانع دمى لتأثيث بيتها الجديد.
تبدأ المنحوتات تصلها، تماما كما طلبت بحرفية بارعة، لكن الأمر لا يتوقف عن هذا الحد، بل يتجاوز صانع الدمى ويرسل إليها بمنحوتات لم تطلبها، منحوتات تحمل رسائل ومغزى، منحوتات تحمل صندوقا أسود من أسرار ذلك المنزل الغامض.
لم يعد صانع الدمى مجرد حرفي، ولا منحوتاته مجرد دمى، بل هو نبي وتلك آياته. تتشبث به نيلا لإنقاذها، لكنها تجد يديها وقد أمسكتا بالفراغ.